منذ فجر صناعة الألعاب، وُجدت ألعاب المنصات والتصويب وتقمص الأدوار التي اشتهرت بصعوبتها القاسية وغير العادلة. ورغم أن هذا المستوى من التحدي كان يردع اللاعبين العاديين، فإن المحترفين كانوا يتدافعون نحو هذه الألعاب بشغف، راغبين في اختبار مهاراتهم ومعرفة ما إذا كانوا قادرين على الصمود حتى النهاية.
ولا شك أن كثيرًا من الألعاب القديمة كانت صعبة بسبب القيود التقنية في أجهزتها (مثل غياب خيار الحفظ). ومع أن هذا لم يعد مشكلة في الوقت الحاضر، إلا أن هناك ألعابًا حديثة أثبتت أن الطلب على الألعاب شديدة الصعوبة ما زال قائمًا. صحيح أن رؤية شاشة Game Over مرارًا وتكرارًا أمر محبط، لكنه يجعل النصر في النهاية أكثر إشباعًا.

لكن… هذا إن كنت جيدًا بما يكفي. فبعض الألعاب تمطر اللاعب بعدد غير معقول من الأعداء، وعقبات لا يمكن تفاديها، وألغاز غير منطقية، حتى إن قلة قليلة فقط تملك المهارة أو الصبر أو الإرادة لإنهائها. ورغم أن ملايين اللاعبين جربوا هذه الألعاب حتى الموت، إلا أنك ستجد صعوبة في العثور على أحد أنهى أيًّا منها بالكامل.
(وبالمناسبة، لن تتضمن هذه القائمة ألعاب FromSoftware، لأن القائمة كلها كانت ستتكوّن من Soulsborne لو أُدرجت).
MDK2
تعرف أنك أمام لعبة لا ترحم عندما تعجز عن إنهائها رغم وجود عدد لا نهائي من الحيوات وتوفر نقاط حفظ عادلة.
وهذا بالضبط ما ينطبق على MDK2. بالنظر إلى الوراء، كان ينبغي أن تنال لعبة BioWare المهضومة حقها من التقدير، إذ تتمتع بتصميم مراحل مبتكر، وحس فكاهي عبثي ساخر، ورسومات حادة ما زالت تبدو رائعة حتى اليوم.
العيب الوحيد الذي تعانيه اللعبة هو مستوى صعوبتها المفرط. بدلًا من تصاعد التحدي تدريجيًا، يُلقى اللاعب في مواقف قاتلة فورية دون أي تلميح مسبق. سواء في مواجهات الزعماء أو الألغاز أو مراحل القفز، يبدو أن كل جزء من أسلوب اللعب صُمم بعقلية سادية. صحيح أن هناك نقاط حفظ، لكنها لا تجعل الأمر أسهل لأن المراحل طويلة بشكل غير معقول.
ورغم أن فكرة اللعب بثلاثة أبطال ذوي أساليب مختلفة تعد منعشة، إلا أنها تزيد من الصعوبة. إذ تعتاد على أسلوب أحد الشخصيات، ثم تفاجأ بالانتقال إلى أخرى بأسلوب مختلف كليًا، ما يتطلب وقتًا للتأقلم مع قدراتها. للأسف، لا تحصل على هذا الوقت، لأن الأعداء والفخاخ وآلات الموت تنهال عليك بلا توقف.
Getting Over It With Bennett Foddy
بالنسبة لبعض اللاعبين، أصعب ما يمكن تخيله هو مواجهة جحافل الأعداء أو زعيم يملأ الشاشة. ولآخرين، ربما يكون التحدي في حل لغز متعدد الجوانب ضمن وقت ضيق.
لكن Getting Over It With Bennett Foddy تركز على أكثر العقبات رعبًا على الإطلاق: الفيزياء. تتبع هذه اللعبة غير التقليدية في التسلق فيلسوفًا عالقًا داخل قدرٍ معدني، عليه استخدام مطرقته الضخمة ليتأرجح ويتسلق العقبات والتضاريس والهياكل.
ورغم أن اللعبة كانت ستصبح أسهل بكثير لو كان بإمكانه استخدام ساقيه، فإن المصمم عطّل هذه القدرة عمدًا. ونتيجة لذلك، عليك التأرجح والسحب والقذف بنفسك بطريقة غير متوقعة، غالبًا دون سيطرة أو معرفة أين ستهبط. وكلما ارتفعت أكثر، ازداد التوتر، إذ يمكن لخطأ واحد أن يعيدك إلى نقطة البداية.
وكأن هذا لا يكفي، يقوم المبدع Bennett Foddy بالتعليق بصوته طوال اللعب، متفلسفًا حول الإحباط والفشل بينما تحاول ألا تخسر للمرة الخمسين. هذا المزيج من الآليات القاسية، والتصميم القاسي، والسرد الوجودي يجعل التجربة أشبه بمحاكمة في المعاناة أكثر من كونها لعبة فيديو.
Super Meat Boy Forever
تُعد Super Meat Boy واحدة من أكثر ألعاب المنصات الصعبة على الإطلاق، إذ تتضمن كل مرحلة منصات صغيرة، وعقبات متحركة، وآليات موت فوري. والأسوأ من ذلك، أنه لا توجد نقاط حفظ على الإطلاق.
ومع ذلك، يمكن للاعبين التغلب على Super Meat Boy إذا تعاملوا مع كل مقطع بهدوء وحفظوا أنماط العقبات. قد يستغرق الأمر وقتًا طويلًا، لكن مع كل محاولة يتحسن الأداء تدريجيًا، مما يتيح لهم الانتصار إن واصلوا المحاولة.
لكن للأسف، هذه الاستراتيجية تنهار تمامًا في Super Meat Boy Forever. فهذه المرة، المراحل تُنشأ عشوائيًا، مما يعني أن اللاعبين لا يمكنهم حفظ أماكن المنصات أو الفخاخ. لذلك، عليهم أخذ وقتهم والتخطيط بعناية قبل التقدم إلى كل جزء.
لكن حتى هذا لم يعد ممكنًا. Super Meat Boy Forever لعبة auto-runner (تشغيل تلقائي)، أي أنك لا تملك وقتًا للتخطيط، بل فقط للرد بسرعة.
تعرضت Super Meat Boy الأصلية لانتقادات بسبب صعوبتها غير المنصفة، لكنها تبدو نزهة سهلة مقارنة بتكملتها القاسية هذه.
Enter The Gungeon
Enter the Gungeon لعبة تصويب سريعة الإيقاع من نوع bullet-hell، يستكشف فيها اللاعبون قلعة متغيرة باستمرار بحثًا عن سلاح أسطوري قادر على تدمير الماضي. وبفضل احتوائها على أكثر من 300 سلاح، ورسوماتها الكلاسيكية الجميلة، وأسلوبها الإدماني المستوحى من ألعاب roguelike، فإنها تُعد تجربة مليئة بالإثارة.
ورغم الثناء الكبير الذي نالته، فقد ركزت معظم المراجعات على مدى وحشية صعوبتها مرارًا وتكرارًا.
إحدى أبرز أسباب الإحباط هو نظام الغنائم العشوائي. فرغم أن العشوائية جزء أساسي من بعض ألعاب الـroguelike، إلا أنه يمكن الفوز فيها حتى مع تحسينات بسيطة. لكن في Gungeon، إن لم تحصل على الأسلحة المناسبة مبكرًا، فالأفضل أن تبدأ من جديد.
تتطلب اللعبة تجنبًا مثاليًا للرصاص، خصوصًا في المراحل المتقدمة. حتى اللاعبين ذوي ردود الفعل الممتازة سيجدون صعوبة في تفادي المقذوفات، لأنها تمتزج مع الخلفية البصرية.
كما أنه لا توجد وسيلة سهلة لاستعادة الصحة. فإذا تلقيت ضربات مبكرة، نادرًا ما يمكنك التعافي. تبيع المتاجر أحيانًا عناصر علاجية، لكنها باهظة الثمن إلى درجة تجعلها غير مجدية تقريبًا.
ورغم كل ذلك، تظل Enter the Gungeon تجربة تستحق التجربة، بشرط أن تتقبل حقيقة أن الفوز فيها احتمال ضعيف جدًا.

اذا شفت اسمي هنا فمعناتها أن الموضوع اشتغل عليه أكثر من واحد من فريق العمل، أو انه تصريح رسمي باسم الموقع. بس لا تخلي هالشي يمنعك من انك تتابعني في تويتر وانستقرام. عادي لا تستحي.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سعودي جيمر ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سعودي جيمر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.