تدور أحداث Ghost of Yotei حول رحلة انتقام بطلتها أتسو، التي تحمل جراح الماضي منذ ستة عشر عامًا، حين أبادت عشيرة سايتو عائلتها بالكامل. منذ ذلك الحين، عاشت كمرتزقة على البرّ الياباني، تصقل مهاراتها وتخفي هويتها، حتى عادت إلى موطنها في إيزو – الجزيرة الشمالية المعروفة اليوم باسم هوكايدو – لتواجه مصيرها كرحّالة غامضة لا تكشف أسرارها بسهولة.

قصة Ghost of Yotei والخلفية

إيزو نفسها تُشكّل مسرحًا مثاليًا للأحداث؛ أرض واسعة وباردة، أشبه بـ “ألاسكا اليابان”، مليئة بالحياة والتهديدات في آن واحد. وسط جبالها وسهولها، يتجلى جبل يوتي شامخًا، شاهدًا على ماضي أتسو وموطناً لذكريات فقدانها.

من هي أتسو؟

أتسو هي ابنة صانع السيوف كينغو، نشأت في سلام وظلال جبل يوتي، قبل أن يتحول عالمها إلى رماد على يد الـ Yotei Six، قادة عشيرة سايتو الدموية. منذ تلك اللحظة، أقسمت على الانتقام، لتصبح محاربة صلبة تعود إلى أرضها بعد سنوات من الترحال، تحمل سيفها وقصتها في صمت.

عشيرة سايتو والـ Yotei Six

تُعد عشيرة سايتو بقيادة اللورد القاسي سايتو مجموعة من الخارجين عن القانون، يسعون للسيطرة على إيزو بأي وسيلة، حتى لو كان الثمن حربًا شرسة ضد عشيرة ماتسوماي، الساموراي المكلّفين من الشوغون بحكم المنطقة.

أما الـ Yotei Six، فهم النخبة المظلمة التي تحيط باللورد سايتو:

• الثعبان، الماكر الذي يتسلل بين الصفوف.
• الأوني، وحش المعارك الذي يزرع الرعب.
• الكيتسوني، المراوغ الذي يخلط الخداع بالسحر.
• العنكبوت والتنين، ابنا سايتو، اللذان يجسدان إرثه الدموي.

مع هؤلاء، يصبح طريق أتسو محفوفًا بالدماء والخيارات الصعبة، حيث لا يقتصر الأمر على مواجهة أعداء، بل على مواجهة ماضيها نفسه.

من هم عشيرة ماتسوماي؟

عشيرة ماتسوماي هي الساموراي المكلّفون من الشوغونية بحكم إيزو، الجزيرة الشمالية المعروفة اليوم باسم هوكايدو. ورغم أنهم يتمسكون بالقوانين والشرف ويسعون جاهدين للحفاظ على السلام، إلا أن قبضتهم على الجزيرة بدأت تضعف بفعل الهجمات المتواصلة من عشيرة سايتو. ومع بُعد الشوغون في البرّ الرئيسي وتزايد قوة سايتو، أصبح مستقبلهم أكثر غموضًا يومًا بعد يوم.

ثيمات القصة: ثمن الانتقام

منذ اللحظة الأولى، يُقدَّم الانتقام كالمحرك الأساسي لقصة أتسو، بل دافعها الوحيد لمطاردة الـ Yotei Six. لكن مع تقدم الأحداث، يبدأ هذا الدافع في التحوّل، إذ تدرك أتسو تدريجيًا الثمن الذي يدفعه الآخرون عندما تُترك إرادة الـ Onryo – “شبح يوتي” الذي يجسد رغبتها الجامحة في الانتقام – بلا رادع.

الرغبة في الانتقام قد تمنح شعورًا بالإغلاق على الماضي، لكنها تُعمي أتسو عن الحاضر، وتُعرّض من تحبهم للخطر. كما أن انتقام “العين بالعين” الذي تسعى إليه يمكن أن يضر بالأبرياء، تمامًا كما كانت هي ضحية بريئة لغضب سايتو قبل ستة عشر عامًا، حين قتل والدها انتقامًا.

رحلة التحول

خلال القصة، تتعلم أتسو أن الانتقام ليس طريقًا للخلاص، بل عبءًا يجرّها إلى الظلام. حين تكتشف أن شقيقها جوباي لا يزال حيًا وقد أصبح ساموراي في عشيرة ماتسوماي، يبدأان العمل معًا. لكن جوباي يفقد الأمل فيها عندما تختار اغتيال الـ أوني بدلًا من إنقاذ أسرى ماتسوماي.

لاحقًا، تتقرب أتسو من كيكو، ابنة جوباي، لكن بعد أن تراها في نوبة غضب قاتلة وهي تطارد العنكبوت، تبدأ كيكو برؤية الـ Onryo الخاص بأتسو كجالب للموت. وتبلغ الأحداث ذروتها عندما تختار أتسو مواجهة التنين أثناء الهجوم على قلعة ماتسوماي بدلًا من الدفاع عنها، مما يؤدي إلى اختطاف جوباي وأويوكي. هذا الحدث يصبح نقطة التحول التي تدفعها أخيرًا لمواجهة ماضيها والتغلب على سعيها الأعمى للانتقام.

الخير والشر ليسا دائمًا واضحين

حين قُتلت عائلة أتسو وهي لا تزال طفلة، ترسّخ في ذهنها أن من ارتكبوا تلك الجريمة هم أشرار مطلقون ويجب أن يُبادوا. طوال ستة عشر عامًا لم تهتز قناعتها، وظلّت تسعى وراء الانتقام باعتباره الحقيقة الوحيدة في حياتها.

لكن مع تقدّم القصة، تبدأ تفاصيل تلك الليلة في التكشّف، ويظهر أن أتسو لم تتذكر كل شيء بدقة. كما يتضح أن سايتو لم يكن مدفوعًا فقط بالوحشية، بل كانت لديه دوافع شخصية مرتبطة بخيانة والد أتسو لعشيرته. هذا يضع تساؤلًا عميقًا: هل سعي أتسو للانتقام حقًا أسمى أخلاقيًا، أم أنها تسلك نفس طريق سايتو المظلم؟

ورغم أن اللعبة تُقدّم شخصيات وخيارات أخلاقية واضحة بين الخير والشر، إلا أن فهم الحدود بينهما يصبح أكثر تعقيدًا مما ظنّت أتسو في البداية، وهو ما يهزّ أسس قناعاتها ويجبرها على إعادة النظر في حياتها.

أويوكي والكيتسوني

تظهر أويوكي في البداية كحليفة لأتسو في مواجهة الكيتسوني، لكن بعد أول مواجهة فاشلة، تكشف عن حقيقتها بأنها الكيتسوني الأصلية التي كانت موجودة ليلة مقتل والدي أتسو. المفاجأة الأكبر أن أتسو لم تهرب بنفسها حين كانت طفلة، بل إن الكيتسوني هي من أطلقت سراحها. ورغم أن أتسو تُصرّ في البداية على قتل أويوكي بعد معرفة هويتها، إلا أنها تدريجيًا تضطر للاعتراف بأن الأشرار يمكن أن يتغيروا.

رسائل اللورد سايتو

في المخيمات الخاصة بالـ Yotei Six، تكشف رسائل اللورد سايتو أنه فقد ابنته وزوجته بسبب خيانة والد أتسو لعشيرته. هذا لا يُبرّئ سايتو ولا يُحوّله إلى ضحية، لكنه يُعقّد أخلاقيات انتقام أتسو، ويُظهر أن دائرة العنف والانتقام لا تُنتج سوى المزيد من المآسي.

يتبع….