ويبقى السؤال: لماذا هؤلاء يزعجون أنفسهم بنقاشات يعلمون سلفًا أنها لن تجد استجابة كافية من المعنيين بالفريق؟ إن أسلوب الفضفضة ومحاولة المشاركة بالرأي في حد ذاته جميل، لكن في الوقت نفسه يجب ألا تكون له ردة فعل عكسية؛ أي أنه حين تطرح فكرة معينة، أو رأيًا في موضوع محدد، ولا يجدون الاستجابة التي يتوقعونها ممن طرحوا تلك الفكرة، أو ذلك الرأي أن تتبدل حالة الرضى عندهم من أشخاص عاشقين ومحبين لهذا الكيان لأشخاص ناقمين، يتمنون أن يتعثر فريقهم حتى يبدؤوا في التوبيخ، ومحاولة إثبات أنهم كانوا يحملون الرأي الأفضل قبل وقوع الخسارة، ونحن فعلًا أمام واقع واضح لا يمكن تجاهله، فعلى سبيل المثال لا الحصر: في مدرج النصر هناك أصوات كثيرة تطالب ببقاء محترف النصر البرازيلي «أندرسون تاليسكا» ضمن عناصر الفريق في الموسم القادم؛ لما لديه من ميزات كثيرة تخدم الفريق، وفي الوقت نفسه هناك من يطالب بأفضل منه؛ بسبب بعض سلبيات «تاليسكا» الدفاعية. كلا الرأيين صحيح من وجهة نظري؛ فاستمرار «تاليسكا» مع النصر أمر جيد، واستبداله بلاعب آخر ذي جودة أفضل أمر جيد أيضًا، لكن من يحدد هذا الأمر هو مدرب الفريق، وهو من سيتحمّل مسؤولية الإخفاقات إن حدثت في الموسم القادم؛ لذا فإن الآراء المتنوعة لا يمكن أن تجزم بفائدتها من عدمها إلا عندما تصبح واقعًا نشاهده في الملعب.
قد تكون تلك الآراء ضمن إطار الإمتاع والتشويق في لعبة كرة القدم؛ ولهذا ليس مطلوبًا من الجميع أن يتعاملوا مع تلك الآراء على أنها مضيعة للوقت، وليس لها تأثير، بل يجب احترامها ومحاولة الاستفادة منها بالطريقة التي تناسب الفريق، فأثناء الموسم يصبح الصخب الجماهيري مرتبطًا بالأحداث داخل الملعب، وبعد نهاية الموسم تأتي مرحلة التقييم والآراء والنقاشات؛ لذا فإن لعبة كرة القدم المرتبطة بحالة تنافسية عالية جميلة وممتعة ومشوقة حتى خارج الملعب، ولا تحتاج لأن تخرج عن هذا المسار مهما كان حجم تأثير تلك الآراء.
ودمتم بخير،،،
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.