عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

محو العائلات والمنازل والثقافة.. استمرار دعم أمريكا لـ"إسرائيل" يُدخِل حرب غزة مرحلة جديدة

تم النشر في: 

29 يوليو 2024, 11:13 صباحاً

تلقى بنيامين نتنياهو الأربعاء الماضي تصفيقًا حارًا، بعد خطابه أمام الكونغرس ، كانت تلك اللحظة إيذانًا بمرحلة جديدة من الحرب في غزة، لم تعد تُعتبر ضرورةً مؤسفةً فحسب، بل أصبحت يُنظر إليها على أنها أمر يستحق الدعم غير المشروط، والمستمر دون حدود أو خطوط حمراء أو حرص تكتيكي، لقد أصبح محو "إسرائيل" المستمر للعائلات والمنازل والثقافة والبنية التحتية جزءًا من الحياة اليومية.

وفي الوقت نفسه، توجه كامالا هاريس، المرشحة المفترضة للحزب الديمقراطي، نداءً غير منطقي بأن "لا نسمح لأنفسنا بأن نصبح غير مبالين" بما يحدث، وبأنها "لن تصمت"، في حين أن الشيء الوحيد المهم هو أن الولايات المتحدة مستمرة في تسليح وتمويل "إسرائيل".

كل هذا يمثل انحلالًا ليس فقط للقانون الدولي، بل أيضًا لقانون إنساني أساسي، ومن بين التجاوزات، التي تقلب الحياة اليومية رأسًا على عقب، فإن الموت بالقتل، كما زُعم، هو ربما أسوأ جريمة وأكثرها إهانة. إن قدسية الحياة الإنسانية، والفكرة القائلة بأنه لا يمكن إنهاؤها دون مبرر قوي، هي ما يميزنا عن الهمجية، وفقًا للكاتبة في صحيفة "الجارديان" البريطانية نسرين مالك.

همجية الاحتلال

وعندما تم انتشال أول الأطفال ذوي الشعر الرمادي من تحت الأنقاض، عندما تم تصوير مدنيين غير مسلحين وهم يُقتلون بواسطة طائرات دون طيار، وعندما توفيت هند رجب، ذات الخمس سنوات، أثناء انتظارها للمساعدة بين أقاربها القتلى، وعندما قُتل عمال الإسعاف الذين أُرسلوا لمساعدتها، عندما تعرض عمال مطبخ شارع وورلد لضربة صاروخية دقيقة، عندما هاجم كلب تابع لجيش الدفاع الإسرائيلي رجلًا مصابًا بمتلازمة داون في منزله، ثم تُرك ليموت بعد أن أخرج الجنود عائلته ومنعوهم من العودة. لكن الحرب لم تتوقف.

وبالطبع، كانت هناك محاولات للحفاظ على قواعد القانون الدولي والإنساني الهشة وإنفاذها. ومرة أخرى، كنت تأمل أنه مع صدور الأحكام، فإنها ستضع نهاية للهجوم. عندما أعلنت محكمة العدل الدولية أن للفلسطينيين حقًا معقولًا في الحماية من الإبادة الجماعية، وطلبت من "إسرائيل" وقف هجومها على رفح، وعندما تقدمت المحكمة الجنائية الدولية بطلب للحصول على مذكرة اعتقال لنتنياهو، وعندما خلصت محكمة العدل الدولية إلى أن "إسرائيل" مسؤولة عن الفصل العنصري.

وعلى الرغم من أن ما حدث هو تحوّل بارز في الرأي العام العالمي بشأن "إسرائيل"، إلا أنه لا يزال لا يهم على الإطلاق بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في غزة والذين لا يدركون حتى ما يحدث أثناء محاولتهم تفادي القنابل، والبحث عن الطعام، واستخراج موتاهم من تحت الأنقاض. كل ما نتج عن ذلك هو المزيد من التحدي والعدوان من "إسرائيل" وإدانة الأحكام القانونية من قبل حلفائها، وتشويه سمعة أعداد كبيرة من الناس الذين يريدون فقط أن يتوقف القتل ورفضهم. كل هذا يبدو أنه يقول: نعم، هذا هو العالم الذي نعيش فيه الآن. تعودوا عليه.

سياسة الموت

وتخلق سياسة الموت "عوالم الموت" حيث توجد "أشكال جديدة وفريدة من الوجود الاجتماعي الذي تخضع فيه مجموعات سكانية كبيرة لظروف معيشية تمنحهم وضع الأموات الأحياء"، وفي تلك العوالم، فإن قتل الآخرين، وتدمير موطنهم من خلال قدرات عسكرية ملحمية لا يشعر بتأثيرها أبدًا مواطنو الدول المسؤولة، يضفي قيمة أكبر على إنسانية أولئك الذين يعيشون في الغرب "المتحضر"، فهم معفون لأنهم جيدون، وليسوا أقوياء. ويموت الفلسطينيون لأنهم سيئون، وليسوا ضعفاء.

وينطوي ازدراء الحياة الفلسطينية على فصل حياتنا عن حياتهم، وفصل العالمين القانوني والأخلاقي إلى عالمين؛ أحدهما نعيش فيه ونستحق فيه التحرر من الجوع والخوف والاضطهاد، والثاني يعيش فيه الآخرون، الذين أظهروا نوعًا من الخصائص التي تثبت أنهم لا يستحقون نفس الحياة، وهذا هو السبب في أن من المهم أن يدعي المدافعون عن حرب "إسرائيل" أنه لا يوجد أبرياء في غزة، وأن "حماس" تختبئ خلفهم، وأن أولئك الذين تتعاطف معهم سيكونون أول من يضطهدك إذا كنت مثليّ الجنس أو امرأة. إنهم ليسوا مثلنا. وبمجرد أن تتعلم التوقف عن التعرف على الآخرين على أساس إنسانيتهم، فإن عمل سياسة الموت يكتمل.

والنتيجة هي عالم يشعر كما لو كان في منتصف ذلك الانتقال الصادم. حيث تتحرك الأحداث السياسية بسرعة، وتطوي غزة في إطار ما هو طبيعي، وتتنافس الصور والحسابات القادمة من غزة، فأي عالم سينشأ بعد هذا؟ إن حرب غزة كبيرة جدًا وحية جدًا وبلا هوادة لدرجة أن تطبيعها القسري لن يحدث دون عواقب غير مقصودة. والنتيجة النهائية هي إهانة الإنسانية جمعاء؛ والنتيجة النهائية هي عالم عندما يأتي فيه النداء لمساعدة المحتاجين، لن يكون أحد قادرًا على الاستجابة له.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا