عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

معتمدة على أنظمة الذكاء الاصطناعي.. المملكة تشيد مدنًا ذكية رافعةً شعارَ جودة الحياة

تم النشر في: 

21 أغسطس 2024, 4:17 مساءً

أضواء ذكية تزيّن المناظر الطبيعية، شوارع تعجّ بمركبات كهربائية وذاتية القيادة؛ مما يخفّف من الازدحام، طائرات بدون طيار تقوم بتوصيل الطعام والسلع إلى المنازل، ملامح مشهد قد تراه قريبًا في المدن الذكية ، التي تتكئ على أنظمة الذكاء الاصطناعي.

مدن ترفع جودة الحياة شعارًا لها، وتتخذ من المؤشرات الاستراتيجية والتحليلات المتقدمة ونماذج المحاكاة التي تدعم خطط البناء والتوجهات المستقبلية، قاعدة تتكئ عليها، وتهدف إلى تعزيز مكانة المملكة كدولة رائدة في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي.

وفي عام 2022 اعتمدت المملكة العربية السعودية استراتيجية جديدة للمدن الذكية، تهدف إلى تحويل خدمات القطاع البلدي والسكني إلى خدمات ذكية، من خلال استخدام التقنيات الرقمية وإنترنت الأشياء لتقديم خدمات تعزز الرخاء الاقتصادي والاستدامة البيئية والرقابة الحكومية الفعالة.

فماذا نعرف عن المدن السعودية الذكية؟

وفقًا لمجلة كونستراكشن ويك الشرق الأوسط: فإن المملكة تحتلّ موقعًا متقدمًا في بعض مشاريع التطوير السكني والترفيهي والتجاري الأكثر طموحًا في الوقت الحالي؛ ممّا يؤدّي إلى إنفاق متوقع على البنية التحتية بقيمة تريليون دولار. جوهر هذه المشاريع يتمثل في توقع تعاون مقدمي التقنيات والحكومات، بهدف بناء مدن المستقبل التي تؤثر بشكل إيجابي على السكان.

مفتاح تلك المدن الذكية هو إنترنت الأشياء، في تقنيات تعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، محدثة ثورة في كل قطاعات الحياة، من المراكز السكنية إلى الضيافة وكل ما بينهما، ويشمل ذلك الأعمال والترفيه والطعام والتجزئة وإمكانية الوصول والتنقل والتعليم والثقافة والصحة والرفاهية.

وفيما يقول الاتحاد الدولي للاتصالات ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وصندوق النقد الدولي: إن المدينة الذكية يمكن تعريفها بأنها تلك التي تستخدم أحدث التقنيات الرقمية لربط وحماية وتحسين حياة سكانها، فإن ومدنًا سعودية أخرى تسير على طريق أن تصبح مدينة رائدة، مدفوعة باستراتيجيتها القوية للمدينة الذكية، والتي تتماشى مع أهداف رؤية 2030.

ومن بين الدلالات التي تشير إلى ذلك: أماكن الترفيه المستقبلية في القدية ومشاريع التطوير السكني الذكية التي تنفذها شركة روشن، والتي ستستخدم أحدث التقنيات في مراحل التخطيط والبناء والمستخدم النهائي.

ومن المرتقب أن تصبح البنية التحتية القائمة على إنترنت الأشياء في كل مكان بالمدن الذكية السعودية؛ فكل المنصات مترابطة وتتحدّث مع بعضها البعض باستمرار، لكن بشكل آمن، بدءًا من الأجهزة المحمولة الشخصية إلى مركبات النقل والمباني.

وبحسب تقارير غربية: فإن التركيز الحالي الذي توليه المملكة لتعزيز طموحاتها القوية في مجال المدن الذكية اليوم من شأنه أن يساعد في جذب المواهب والأعمال والنمو الاقتصادي الإجمالي.

لكن ما أبرز المدن الذكية السعودية؟

بحسب تقرير لهيئة البيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا": فإن 5 مدن سعودية ظهرت ضمن مؤشر "IMD" للمدن الذكية لسنة 2024م، أولها مدينة الرياض التي جاءت في المرتبة الثالثة عربيًّا والـ25 عالميًّا، تلتها مكة المكرمة بالمرتبة الخامسة عربيًّا والـ52 عالميًّا، وبعدها مدينة بالمرتبة السادسة عربيًّا والـ55 عالميًّا. أما المدينة المنورة فجاءت بالمرتبة الـ7 عربيًّا والـ74 عالميًّا، فيما احتلّت مدينة الخبر المرتبة 99 عالميًّا، من إجمالي 142 مدينة من حول العالم شملها المؤشر.

وما أبرز المشاريع الذكية؟

من شمال شرق الرياض كان مشروع مدينة بَنان في ضاحية الفرسان، والذي أعلنت الشركة الوطنية للإسكان ومجموعة طلعت مصطفى السعودية، وضع حجر الأساس له وبدء البيع في وحداته. وتُعدّ "بَنان" مدينة سكنية ذكية متكاملة الخدمات تمتدّ على مساحة 10 ملايين متر مربعة، منها 40% مساحات خضراء شاسعة مفتوحة، وتوفر جودة حياة غير مسبوقة عبر أكثر من 27 ألف وحدة سكنية، تتنوع بين شقق وفلل وأراضٍ لسكن العائلات بمساحات مختلفة ومتنوعة.

ويقع المشروع داخل ضاحية الفرسان التي صممت لتقدم نظامًا متكاملًا للعيش في مدن تواكب رؤية المملكة 2030 بمعايير جديدة وبيئة عمرانية مستدامة على مساحة 35 مليون متر مربع، موفرة أكثر من 50 ألف وحدة سكنية تتسع لأكثر من 250 ألف نسمة، وتتميز باحتوائها على أكثر من 190 مرفقًا حيويًّا تتنوع ما بين مرافق وخدمات تعليمية وصحية ورياضية وترفيهية، إضافة إلى الحدائق والمساجد والجوامع.

مشروع نيوم العملاق

"نيوم" مشروع كشفت عنه المملكة في المدينة المستقبلية العملاقة الذي يحمل اسمها "نيوم"، والتي يتم بناؤها من الصفر في الشمال الغربي على شواطئ البحر الأحمر. المشروع يقام على مساحة 26.500 كيلومتر مربع، بتكلفة 500 مليار دولار أمريكي، ويأتي ضمن التطلعات الطموحة لرؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى تنويع اقتصاد المملكة خارج قطاع النفط.

وستعتمد هذه المدينة في مشاريعها الاقتصادية على التصنيع المتقدم باستخدام الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والتقنية الحيوية والإعلام والأمن المتقدم، كما تعتمد على الخدمات اللوجستية المتقدمة وخدمات الرعاية الصحية المتقدمة لتحسين حياة سكانها وضيوفها، وتسعى إلى تشجيع نماذج الأعمال والاعتماد بشكل أكبر على الروبوتات بدلًا من البشر.

كيف ستكون الحياة في تلك المدن الذكية؟

بحسب "سدايا": فإنه جرى بالفعل إحداث ثورة ذكية في الحياة بتلك المدن، مثل: عدادات كهربائية ذكية، وإنشاء مخصصة لخدمة القطاع الصحي كتطبيقَيْ صحة وطمني، وتوظيف الأساور الذكية لخدمة المعتمرين والحجاج، وإطلاق منصة ناجز لتكون منصة موحدة للخدمات العدلية الإلكترونية، وإنشاء منصة مدرستي التعليمية لتكوين منظومة تعليم موحدة.

ووفقًا للتقرير: فقد ازداد إنفاق دول العالم على تقنيات المدن الذكية، وشمل ذلك الاستثمار في التقنيات والبنية التحتية لهذه المدن مثل: إنترنت الأشياء "IOT"، والذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، وتعمل المدن الذكية على خلق مجتمعات أكثر أمانًا، وكفاءة وقدرة على الاستمرارية عن طريق الابتكار التقني وتمكين صنع القرارات القائمة على البيانات، وتمثل هذه المدن الجيل القادم من البنية التحتية الحيوية التي تدعم جميع جوانب الحياة اليومية للإنسان.

وبحسب بيان سابق لوزارة الشؤون البلدية والقروية: فإنه بحلول 2030 سيتم إطلاق أكثر من 50 مبادرة في 9 قطاعات، تتضمن: مواقف السيارات الذكية، أنظمة للحفاظ على ، أنظمة التخلص من النفايات، الإسكان وإدارة المجتمع الذكي، إدارة الأراضي والأصول، تحسين المناظر الطبيعية الحضرية، التخطيط الحضري. وبذلك ستساهم المدن الذكية في إيجاد حلول للتحديات الصعبة المرتبطة بالتنمية. ومن أهم هذه التحديات: الاستدامة والازدحام والنقل واستخدام ، كما تسعى إلى تحسين نوعية الحياة لجميع أفراد المجتمع. وفي ظلّ هذا الزخم الحضاري والطلب الواسع الذي تشهده السعودية في مجال المدن الذكية.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا