عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

تشكيل صخري والتفاصيل بنسيج القلوب.. بيوت أثرية تخطف الأبصار شاهِدْها من الطائف

تم النشر في: 

01 سبتمبر 2024, 11:44 صباحاً

أخذت الحياة الجبلية بصخورها الصماء، في قرى ثقيف وبني سعد وبني مالك بمحافظة ميسان جنوب الطائف، حيزًا كبيرًا في بناء الإنسان لمسكنه متعدد الأغراض ذي الطرق والوسائل المتبعة، بشكل احترافي في البناء، حيث شيّد أهالي هذه القرى بيوتهم الأثرية من الصخر المنحوت الذي أعيد تشكيله بناءً على ثقافة ساكنيها، وكان له الأثر في عمار أبراجهم، وما تميزت به هندسة هذه الصخور من ترابط بين جدران مبانيها؛ لتؤكد على عمق الألفة وتلاصق القلوب، واتسام المحبة بين أفراد مجتمع القرية، حيث تُقسّم المنازل من الداخل إلى غرف منها الكبيرة ومنها الصغيرة، وغرف للنوم، وأماكن لاستقبال الضيوف، ومسكن مواشيهم أوقات فصل الشتاء.

وتُزيّن هذه المنازل والحصون جدرانها بالصخر والمرو الأبيض، وأبوابها، وأسوارها بالنقوش المعبرة، وأخشاب العرعر لشبابيكها العتيقة، والزخارف لمجالسها المضيافة، حيث أبدع الأهالي في تقسيمها الهندسي، في تعدد مداخلها، وتشييدها من طابق واحد إلى ثلاثة طوابق، لتكون نموذجًا معماريًا فريدًا للعمارة الحجرية الصلبة الصماء المتقنة في صياغة معالمها، إذ تنوعت هذه البيوت والمنازل الحجرية من حيث الشكل، ومضمون مواد البناء، وطرق البناء، لتأتي مع تناسبات والحياة الجبلية الريفية وأهواء أهلها، وتلاءم احتياجاتهم، حيث يستخدم مواطن هذه القرى في موطنه كل الموارد المتاحة في فلك محيطة لتكون حين اكتمالها نموذجًا لمسكن العائلة، سواء لمن سكن المناطق الجبلية أو الريفية أو الصحراوية أو الساحلية أو ما يسمى بتهامة والسراة، حيث أوجد فرد القرية متقنات البناء، وذلك عبر اشتغاله بمختلف من المهن التي أتت بنتائج إيجابية في مرونة اليدين، وهو ما أسهم في تعدد العمران الأثري في محافظة ميسان وطوال طريقها السياحي.

واتخذت بيوت وحصون ومنازل هذه القرى من الصخر مستويات وأشكالًا هندسية متنوعة ومختلفة ومتقاربة وما توافر من مواد خام أولية، وكذلك نسيج مواقع منازلهم، التي تتخذ في قربها من موارد المياه والطبيعة الأخرى، ليقع معظم هذه البيوت على الصخر الجبلي أو التل المرتفع، وكذلك على أكثر من مستوى في مسار متصاعد بشكل متلاصق على شكل نوتة موسيقى، إذ يكون قلبها النابض هو "المسجد" وساحة الاحتفال أو ما يعرف بساحة للملعبة والفنون الأدائية وتبادل الأشعار بين أفرادها سواءً من الرجال أو النساء.

وأجبرت طبيعة الأرض وتكوينها ومهنة كل أب أو فرد، طرق البناء وأساليبه، حيث يبني البعض المنزل داخليًا بما يخدم مهنته بشكل كبير، إذ يخصص المزارع في بيته غرفًا لمهنته تحتضن بقولياته وفاكهته، وكذلك الراعي ومواشيه بمختلف ألوانها وأشكالها وأجناسها أو النحال وغيرهم، حيث يتفنن فرد القرية أو عائلة القرية في إضافة شكل أو أمر ملح في شكل المنزل كدرج داخلي، والذي يربط العليّة بما يسمى أو ما يُعرف بـالسِّفلية وهو مكان ما تحت البيوت القديمة "البدروم" له أكثر من مدخل ومنفع، وغالبًا ما يستخدم لتخزين محتويات 3 من فصول السنة الهجرية من نتاج تربة أرضهم الخصبة، وفي الشتاء تساق إليه الماشية، وتسكن في دفئه سواء كانت الأبقار أو الأغنام و الدواجن لحمايتها من البرد القارص وموسم الأمطار، لتشعر في داخله بارتفاع عكس ما في الخارج من انخفاض لها ما دون الصفر.

كما يقتني أهالي هذه القرى الحوض الزراعي الصغير الذي يعد من أوجب الأمور؛ لزراعة العطريات كالدوش والحبق والنعناع والرياحين والبعيثران بأشكالها المميزة ورائحتها العطرية، التي توضع كـتيجان على رؤوس أهلها عند البكور قبل الهبوط إلى الأسواق القديمة عبر راحلته أو مترجلين الأقدام أو الذهاب لمصالحهم، ليفوح حينها الفرد برائحة زاكية خالطت عبق الجبل والوادي، كذلك من يستخدم هذه النباتات في تغميسها لتذوق رشفات المشروبات الساخنة، حيث تعطي لصاحبها طعمًا أخاذًا يخرج من بعده حلو الكلام والقول الحكيم.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا