07 نوفمبر 2024, 1:00 مساءً
يؤكد الكتّاب والمحللون السعوديون أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قد عاد إلى البيت الأبيض من الباب الكبير عبر انتصار شعبي كاسح ضد منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، لافتين إلى أهم وعوده الانتخابية بإيقاف الحروب وإرساء أسس السلام، مطالبين بأن يحقق هذه الوعود خاصة فيما يتعلق بالحرب على غزة، والتي تهدد بصراع واسع في الشرق الأوسط، ومعتبرين أن هذا ما ستكشف عنه السنوات الأربع القادمة.
عاد ترامب منتصرًا!
وفي مقاله "ترامب منتصراً!" بافتتاحية صحيفة "الجزيرة"، يقول الكاتب الصحفي خالد بن حمد المالك رئيس تحرير الصحيفة: "لقد فاز ترامب بشكل كاسح، وخسرت منافسته المرشحة هاريس، بعد هزيمة مدوية، فيما كانت التوقعات أبعد ما تكون مما حدث، ولعل من أسباب ذلك، أنها في حملتها الانتخابية لم تستطع أن تخرج من عباءتي الرئسين أوباما وبايدن، وكأن فوزها لو تم سيكون نسخة من التوجهات لهذين الرئيسين، وخصوصاً أن حكم بايدن لم يكن مرضياً لشريحة كبيرة من الأمريكيين".
عن ولاية ترامب الأولى
ويرصد "المالك" ما حدث في ولاية ترامب الأولى، خاصة فيما يتعلق بالشرق الأوسط، ويقول: "تميّز حكم الرئيس ترامب عام 2016م حين كان الرئيس 45 بأنه لم يغرق الولايات المتحدة الأمريكية بحروب خارجية، كما هي فترة الرئيس بايدن، بل إنه مد جسور التفاهم والحوار مع الصين وروسيا وكوريا الشمالية وغيرها، لتهدئة الاحتقان، والحد من الخلافات، والتفاهم على ما يعزِّز السلام والاستقرار في العالم.. ومع أن هذه ضمن حسنات ترامب أثناء فترته الأولى رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، فإن ما يُؤخذ عليه انحيازه لإسرائيل، باعترافه بها دولة يهودية، ونقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل إلى القدس المحتلة، واعتبارها عاصمة موحّدة لإسرائيل، واعترافه أيضاً بالجولان السورية المحتلة بوصفها جزءاً لا يتجزأ من إسرائيل، مع إقفال المكتب الفلسطيني في أمريكا الذي هو بمثابة سفارة لفلسطين".
وعوده في حملته للرئاسة الثانية
كما يرصد "المالك" وعود ترامب في حملته للرئاسة الثانية، ويقول: "وفي حملته الانتخابية 2024م التي فاز فيها برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، تحدث عن أنه سوف يوقف الحرب في غزة، وهو موقف ملزم إذا صدق، ولكنه لا يكفي، إذ إن عليه أن يقود بنجاح خيار الدولتين، وينجح في تحقيقها، ليكون زعيماً تاريخياً، حقق ما لم يحققه زعيم أمريكي آخر في التاريخ.. رئاسة ترامب الثانية يتزامن معها سيطرة حزبه (الجمهوري) على مجلسي الشيوخ والنواب في التصويت، وهذا يعني أن الرئيس ترامب لن يواجه أي تحديات أو معوقات من الحزب (الديمقراطي) وسيكون تمرير قراراته مرناً في ظل التعاون والتفاهم اللذين سيكونان بين قيادة رئيس الولايات المتحدة وحزبه الجمهوري، دون أن تكون لدى الحزب الديمقراطي الفرصة لعرقلة برامجه التي قال إن من أولوياته أن يعيد أمريكا لتكون دولة عظيمة".
نريد أفعالاً لا أقوالاً ووعودًا
وينهي "المالك" قائلاً: "إن وعود الحملات الانتخابية لا تكفي، فالأهم أن يتم تطبيقها، وأن تمارس أمريكا دورها بوصفها دولة قائدة وموجهة وعادلة في سياساتها الخارجية، فلا تظلم، ولا تنحاز دون وجه حق، وتكون برئيسها القديم الجديد صمام أمان للسلام في العالم، وهذا ما نتمناه من الرئيس ترامب، ونتطلع ألا يخذلنا كما خذلنا الرئيس بايدن في مواقف كثيرة، أبرزها موقفه الداعم لحرب الإبادة التي مارستها إسرائيل في قطاع غزة والضفة الغربية، ولاحقاً في لبنان".
لنطوِيَ صفحة بايدن – هاريس وأوباما
وفي مقاله "عودة ترامبية... من الباب الكبير" بصحيفة "الشرق الأوسط"، يقول الكاتب والمحلل السياسي مشاري الذايدي: "فاز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بمقعد القيادة في البيت الأبيض، وفاز حزبه معه في الكونغرس، لنكون بمواجهة 4 سنين حافلة وجديدة، لنطوِيَ صفحة بايدن - هاريس، ومِن خلفهما أوباما والأوبامية، الـ4 سنين السالفة شهدنا تغييراً في بعض السياسات بالعالم ومنطقتنا بسبب الإدارة الديمقراطية، وشهدنا حرباً خطيرة، وما زلنا، مع روسيا في أوكرانيا، وشهدنا حرباً مدمرة في لبنان وغزة، وشبه حرب بين إسرائيل وإيران، وشهدنا من الميليشيات الحوثية تهديداً خطيراً للملاحة في البحر الأحمر.. وشهدنا غير ذلك، فهل سيختلف شيءٌ من هذا في السنوات الـ4 المقبلة!؟".
الاختبار الفعلي فيما يخصّنا من ترامب
ويضيف "الذايدي" قائلاً: "هذا هو الاختبار الفعلي فيما يخصّنا من ترامب وحزبه وأميركا".
ماذا سيفعل مع روسيا وبوتين؟ وهل سيُنهي الحرب أو الحروب المشتعلة في العالم كما وعد أكثر من مرة في خطبه الانتخابية بوقت سريع!؟
ماذا سيفعل مع الصين؛ الخطر الأكبر على أميركا في العالم؟
تَباهى ترامب بروابطه الوطيدة بالرئيس شي جينبينغ، معتدّاً بمقاربته للعلاقات الدولية «القائمة على الصفقات»، وأعربت الصين عن أملها في «تعايش سلمي» مع الولايات المتحدة بعد إعلان ترامب عن فوزه.
الرجل يرفع شعار «أمريكا أوّلاً» خصوصاً في مجال التجارة... فهل سيقبل الصينيون والروس ويسار أميركا اللاتينية ذلك؟ وهل سيتصالح رعاة الإسلام السياسي؛ «الإخوان» و«الخمينية» مع ذلك، أم سيزيد ذلك من شراستهم؟! أم ستجد أمريكا ترامب طريقة للتفاهم معهم، أو ردعهم أو إهمالهم؟!".
وعدَ الرجل كثيرًا وحان وقت الوفاء
وينهي "الذايدي" قائلاً: "وعدَ الرجل كثيراً، وحان وقت الوفاء؛ لجمهوره، وللعالم، على الأقل بجوهر هذه الوعود، وليس حرفيتها، ومن ذلك إنهاء الحرب في أوكرانيا والشرق الأوسط، ليس بغمضة عين أو مكالمة تليفون، كما قال، لكن على الأقل، بجهد واضح متتابع للوصول إلى هذه المحطة.. مرة أخرى، إنها رحلة سياسية مثيرة وكبيرة لهذا الرجل المختلف في كل شيء".
فوز ترامب فرصة للجميع
وفي مقاله " ترامب.. صيّاد الفرص الضائعة!" بصحيفة "عكاظ"، يقول الكاتب والمحلل السياسي محمد الساعد: "هل فوز دونالد ترمب فرصة؟ نعم هو فرصة للجميع، الأوكرانيين والروس الذين غرقوا في حرب لا أفق لانتصار أحدهما على الآخر، مهددة العالم بحرب نووية مدمرة، وفرصة للشرق الأوسط بما فيه من اشتباكات وصراعات دامية، وللأمريكيين الذين صوّتوا له بكثافة لعله ينقذ اقتصادهم وحياتهم الاجتماعية، وللبشر الأسوياء الذين يجدون أن الانحراف اليساري نحو التحول الجنسي واستباحة المحرمات وتسويقها قسراً على العائلات وبين الأطفال".
ترامب.. من مكروه إلى منقذ للعالم
ويرصد "الساعد" كيف تحول ترامب من شخص جعله الإعلام الغربي مكروهًا إلى منقذ للعالم، ويقول: "ولكن عالمياً وشرق أوسطياً، فمن ترامب المكروه عند التنظيمات وبعض الشعوب -العربية والغربية- بسبب انقيادهم للدعايات التي استبقت رئاسته والتي انطلقت أساساً من الإعلام الغربي وتلقفتها بعض الأوساط منشئة عليها سرديتها الخاصة، فضلاً عن عدم قدرتها على التحكم في عواطفها المندفعة، إلى أن يصبح «ترامب» اليوم هو المنقذ للعالم من حرب نووية محتملة، وللشرق الأوسط من حروب عدمية، ويتحول إلى جالب للأحلام ومحقق للسلام".
فرصة السلام القادمة
وينهي "الساعد" مطالبًا الشرق الأوسط باغتنام فرصة السلام القادمة، ويقول: "المهم ليس في تعليق الآمال على دونالد ترمب وإدارته، من التنظيمات والدول المنخرطة في الفوضى، بل هو عدم تفويت فرص السلام الاستثنائية القادمة والتي ربما لا تعود، كما ذهبت فرصة السلام التي طرحها بيل كلينتون العام 2000م، قبيل مغادرته البيت الأبيض بالشراكة مع إيهود باراك".
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.