عرب وعالم / السعودية / عكاظ

ذلك «الغروي» بملامحه العتيقة رأى الناس بعين قلبه

أعطاني الله ذاكرة مختبئة مرشحة للظهور في أي لحظة.. وهذه المرة استدعت ذاكرتي أيقونة إنسانية استثنائية أودع خالقها فيها سعة من الخُلُق والمال، جافتني حروفي وعجز قلمي عن أن يكتب عنها.. رجلٌ ناسك في محراب الإنسانية ليفيض على الناس بسجاياه الأصيلة ومبادراته الجليلة.. فاح عطراً بنسيج اجتماعي واقتصادي وفكري من نوع خاص.. واستقى دروساً من العُمر روحها نبض الحياة؛ حلوها ومرها.

أكتب اليوم عن صورة صادقة لمسيرة إنسان بملامحه العتيقة؛ عرَّاب التجارة، رفيع الاقتصاد، ووجيه المجتمع (الراحل الشيخ أحمد بن أحمد الغروي، يرحمه الله).. من يعرفه يُكِّنُ له حباً لطيبة سريرته ونقائه، وأخلاقه الدمثة، وابتسامته الهادئة.. ومن لم يعرفه فهو باختصار: سنبلة كبيرة من ذهب العطاء، فبقي (طاريه) في قلوب وأرواح من عرفه ومن لم يعرفه حتى بعد رحيله من الدنيا.

ذلك (الغروي)؛ حنيته سحرٌ يُسقي عطش من يقصده بالمحبات.. ضوؤه جمالٌ أضاء من حوله بالمسرات.. حين رأى الناس بعين قلبه؛ تلاشى الجفاف من دواخلهم، فتغنوا بآثاره ومآثره.. وعندما جُبِل على نفع الناس؛ كان كالغيث أينما وقع نفع.. ولما امتلك أشياء فاتنة تعين على الشِفاء؛ لم ينظر بها إلى الثناء، إنما لعفو الله ورحمته وفضله من الذي لا يملكها إلا هو سبحانه.

في الجانب التجاري؛ حضر (أبو حامد) إلى السوق مبكراً بإنشاء العديد من مراكز التسوُّق والمجتمعات التجارية والسياحية والترفيهية في منطقتي عسير وجازان، فأصبحت معالم سياحية سعودية حضارية بارزة.. وفي الجانب الزراعي؛ استصلح الأراضي الزراعية وطورها مثل قرية «الضبية» بمحافظة صبيا في منطقة جازان.. وفي الجانب الرياضي؛ دعم أندية عسير الرياضية مساهمة مع الجهات الرسمية لتطوير الألعاب .. بذلك كله وغيره؛ نال الكثير من الجوائز تقديراً لخدماته الوطنية والمجتمعية.

ختاماً..

برحيل ذلك الرجل النبيل عن الدنيا قبل مدة ليست بالقصيرة إثر حادث مروري مؤسف على طريق جازان؛ ترك من خلفه أبناءً وأحفاداً نهجوا سيرته الوطنية والمجتمعية ومسيرته العطرة النقية.. وترك للوطن وأبناء الوطن إرثاً عظيماً من النجاح والتميز والمناقب الحميدة.. رحمه الله رحمة الأبرار وأسكنه أعلى الجنان.


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا