30 نوفمبر 2024, 10:12 مساءً
* لا أعلم لماذا تذكرتُ الحملة الضخمة التي أطلقتها شركة المياه الوطنية في فبراير الماضي بعنوان «بابا يقول»، وملأت جميع شوارع السعودية، وما زال بعضها قابعًا ومنسيًّا في بعض الشوارع حتى الآن، وكانت تهدف لترشيد استهلاك الماء، وهي التي اختارت لها الشركة أن تكون بصوت الأطفال، مُؤمِّلة بأن يسهم ذلك في زيادة التوعية بأهمية الكشف المستمر لمعرفة أهم مواقع تسربات المياه في المنازل.
إلى هنا والكلام توعوي مهم، وبالفعل من الضروري جدًّا الانتباه لكل ذلك، والترشيد في استهلاك هذه النعمة الغالية، والمحافظة عليها كما حضنا ديننا القويم.
* ولكن في المقابل -وهو ما دعاني لتذكُّر تلك الحملة- ماذا عن قطع الماء عن المستفيدين، أو تقليصه بدرجة كبيرة جدًّا، الذي أصبح أحيانًا أسهل عند الشركة من شرب الماء نفسه، ودون أية مراعاة لأهمية ذلك وانعكاسه على "جودة الحياة"، وبدرجة أكبر حين تكون أيام مدارس وأعمال ونحو ذلك.. والأصعب حين يأتي قطع الماء لأي سبب، ودون أن يسبق ذلك أي إنذار أو تنبيه، سواء بالاتصال أو بالرسائل، أو أن تأتي الرسائل بعد حدوث الانقطاع بساعات أو أيام، أو أن تُحدِّد يومًا أو أيامًا للانقطاع ثم لا تلتزم به، بل تزيد قبل ذلك وبعده!؟
والأعقد حين يكون المستفيد مستأجرًا وليس مالكًا؛ وبالتالي قد لا يعلم عن أي إشعار أو رسائل قد ترسَل من الشركة لجوال المالك؛ ولذلك ليس من مسؤوليات المستأجر وليس ذنبه أيضًا فيما لو لم يتنبه مالك العقار الذي يسكنه لرسائل أو اتصالات الشركة التي قد تكون وصلت أو لم تصل!
وليت شركة المياه الوطنية تستفيد من تجربة شركة الكهرباء، التي لا تفصل الكهرباء بأي حال من الأحوال عن المنازل، وإذا كان ولا بد من سياسة الفصل فيفترض على شركة المياه بمجرد تواصُل المستفيد وتعهده بمراجعتهم لحل الإشكالية العالقة -إن كان هناك إشكالية، سواء فاتورة أو تحديث بيانات أو غيرها- إعادة الماء فورًا ولو مؤقتًا؛ تماما كما يحدث أحيانًا مع شركة الاتصالات حين تفصل الخط على العميل لعدم السداد، لكنها مع تواصله تعطي أكثر من فرصة من خلال إعادة الخط مؤقتًا حتى قبل استكمال السداد، فما بالك والحديث عن قطع الماء بطريقة لا يمكن تقبُّلها ولا تبريرها.
* الأسوأ من ذلك أن الشركة تجري في أحيان كثيرة إصلاحات وصيانة دون أي إشعار أيضًا للمستفيدين. وقد يحدث -مع ملاحظة انعدام أو ضعف الماء- أن يتوقع المستفيدون للوهلة الأولى أن الخلل لديهم بسبب السباكة الداخلية، أو بـ"الدينموات" أو العوامات أو غيرها، ثم يبادرون لإحضار السباكين والكهربائيين والميكانيكيين قبل الاستعانة بوايتات الماء، وهذا بخلاف ما يتسبب به كل ذلك من تأثر وعطب للعوامات والسخانات وغسالات الملابس والصحون، قبل أن يكتشفوا أن الخلل من المصدر (الشبكة العامة)؛ إذ يظهر لهم لاحقًا بعد استنزاف الوقت والمال والجهد والأعصاب أن هناك أعمالاً تجري للصيانة الدورية! وأنها التي ساهمت في ضعف تدفق الماء أو انقطاعه "ولا من شاف ولا من دري!". وهذا بات يتكرر في الآونة الأخيرة بأحياء عدة في الدمام.
وهنا أختم بنقل معاناة المتضررين مع تكرار وتزايُد مشاكل الانقطاعات بلسان أطفالهم، أي بالطريقة التي اعتمدتها شركة المياه الوطنية لتحقيق أقوى درجات التأثير: "بابا يقول: لا تقطعوا الماء خاصة يوم الجمعة"!
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.