تتجلّى جهود المملكة في التصدّي لتحديات المياه عالميًّا من خلال استضافة قمة المياه الواحدة التي انعقدت برئاسة مشتركة من: سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف، ورئيس البنك الدولي.

وتهدف القمة إلى تعزيز التعاون الدولي لمواجهة أزمة ندرة المياه المتزايدة وضمان استدامة مواردها، مع التركيز على دعم الابتكار وتطوير تقنيات جديدة في هذا المجال الحيوي.

أطلقت السعودية مؤخرًا منظمة عالمية للمياه مقرُّها الرياض؛ لتطوير الحلول التقنية وتيسير تمويل المشاريع ذات الأولوية المتعلقة بالمياه، وتهدف المنظمة إلى ضمان استدامة الموارد المائية عبر توحيد جهود الدول والمنظمات.

كما قدمت المملكة تمويلات بقيمة 6 مليارات دولار لدعم مشاريع المياه والصرف الصحي في أربع قارات، علاوة على ذلك نظمت المملكة منتدى المياه السعودي 2024 تحت شعار "استدامة المياه: مسؤوليتنا جميعًا".

وتعمل على استضافة المنتدى العالمي للمياه 2027؛ مما يعكس التزامها بتعزيز التعاون الدولي في مواجهة التحديات المائية، هذه الفعاليات تشكل منصة حيوية لتبادل الخبرات وبحث الحلول المبتكرة.

في إطار رؤية السعودية 2030 تبنّت المملكة استراتيجية وطنية متكاملة تهدف إلى تحسين إدارة المياه ومواجهة التحديات؛ مثل محدودية المياه الجوفية غير المتجددة، الطلب المرتفع على المياه في القطاع الزراعي، وندرة الموارد المتجددة.

وتسعى الاستراتيجية إلى تنمية الموارد المائية باستخدام تقنيات متطورة، الحفاظ على المياه الجوفية للأجيال القادمة، تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص لتحسين كفاءة معالجة المياه، رؤية عالمية ومستقبل مستدام".

وتؤكد المملكة من خلال هذه الجهود ريادتها في التصدي لتحديات المياه محليًّا ودوليًّا، مسترشدة برؤية شاملة تضع البيئة والاستدامة في صدارة أولوياتها، ومع توقع تضاعف الطلب على المياه عالميًّا بحلول عام 2050 نتيجة زيادة عدد السكان إلى 9.8 مليارات، كما تتصدر السعودية المشهد كقوة دافعة نحو حلول مبتكرة ومستدامة تضمن وفرة المياه للأجيال القادمة.