22 ديسمبر 2024, 10:06 صباحاً
أوضح تركي القهيدان مدير المتاحف والآثار في القصيم سابقًا، والمهتم بجغرافية المملكة عن الكشف عن هَرَوِيّ بطريق الحج الكوفي.
وقال "القهيدان" موقع "الهروي" دَلَّنا عليه قوس، عليه أزج معقود للماء عنده بناء خَرِب، وقادنا صاحب المناسك إلى "هَرَوِيّ" بوصفه الدقيق قبل 1200 سنة، حين قال: "وعلى ستة أميال ونصف من الأجفر يمنة، قوسٌ عليه أزجٌ معقود للماء من عمل خالصة، ويقال إنه هروي، وعنده بناء خَرِب، يُسرة".
وبيّن "القهيدان" أنه بعد تطبيق النص على واقع الأرض في قوله: "وعلى ستة أميال ونصف من الأجفر"؛ يتطابق مع ما كشفناه جنوب غرب الأجفر التي تبعد قرابة 16 كم بمنطقة حائل، في مكان يُطلَق عليه "ساقية الأجفر"، وحاليًا مطمور بالرواسب.
ولفت القهيدان، إلى أنه قد يقول قائل: كيف يتطابق ذلك والميل يبلغ 2كم، أي أن المسافة التي تبلغ 13كم لا تتوافق مع قياسنا على أرض الواقع، فهناك نقص في المسافة ثلاثة أكيال؟ فأجيب على ذلك بأنه سَبَق أن نبهتُ قبل قرابة ربع قرن من الزمن في كتابي "القصيم آثار وحضارة" المجلد الأول، إلى أن هناك فرقًا في المسافة بين الأميال، وهي أن الميل في وقتنا الحاضر يبلغ (1609م)، والميل الشرعي الهاشمي يبلغ (1848م)؛ بينما يبلغ الميل العربي قرابة (2000م)؛ وذلك حسب قياسِ جُل الباحثين، أما المؤلف فهو يرى أنه (2.2كم) تقريبًا.
وأضاف "القهيدان": في كتابي "القصيم آثار وحضارة" المجلد الثالث، ذكرتُ أني قمتُ بقياس المسافة ما بين أعلام وأميال طرق الحج التي تمر بمنطقة النَّقْرَة، وكانت نتيجة الدراسة أن الميل العربي يعادل 2.22كم، وقد حدد الإمام في الصفحة التي قبلها أن الأميال طوال، حين قال: "ومن الأجفر إلى فَيْد سبعة وعشرون ميلًا طوال"، وبالتالي تكون المسافة 6.5x2.22 = 14.44كم. بخط مستقيم.
ولفت "القهيدان" إلى أنه من المعلوم أن المسافة تزيد على أرض الواقع.. وقوله "يمنة"، أي يمين الطريق للمتجه لـ"فَيْد"، ووجدتُه كما وصف.. في قوله "قوس عليه أزج معقود للماء"، أي قوس شبيه بقوس بركة التَّنَاهي، وقد شاهدتُ جدارًا بعرض متر أو يزيد، ولفت نظري أن في أعلاه صخورًا مصفوفة كأنها بقايا قوس.
وأضاف: ثم سألتُ المُرافق معي (صالح بن ظاهر الشمري) فأكد لي أنه شاهد "قبل التعدي" أطوال المبنى 3× 6م، وفي زواياه بقايا أربعة أقوس رائعة الجمال، طول المتبقي 1م لكل واحد منها، وهذا الوصف بلا شك عندي يتطابق مع وصف الإمام، ومن خلال المسح الميداني تبين لي أن الموقع يمر به رافد قادم من جهة الجنوب يغذي هذه البركة أو الحوض المطمور بالأتربة، ثم يواصل سيره شمالًا حتى يرفد شعيب الساقية القادم من الغرب، وينحدر نحو الشرق، وهذا يؤكد أنها منشأة للماء كما وصف الإمام في قوله: "خَالِصَة"، وهي مولاة الخيزران أم هارون الرشيد.
وقوله: "هروي"، و"هراة" من أمهات مدن خراسان، وهي اليوم من مدن أفغانستان في الجهة الشمالية الغربية، والنسبة إلى هراة (هَرَوِيُّ) وإليها يُنسب كثير من العلماء. وقوله: (وعنده بناء خرب، يسرة). وجدتُه يسرة على شكل تل أثري، والحقيقة أن الموقع الأثري تَعرض للتدمير والتخريب؛ حيث نتج عن ذلك حفر عميقة في قلب الموقع الأثري، أُحدثت باستخدام الجرافات الحديثة بحيث تم نبش الموقع الأثري من أسفل إلى أعلى، وأصبحت المخلفات الأثرية تنتشر على جوانب هذه الحفرة.
وقال "القهيدان": يُعد الموقع من المعالم الأثرية والسياحية في بلادنا؛ لذا نوصي بإجراء حفرية وترميم الموقع وحمايته.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.