المجتمعات العربية المعاصرة تعيش تغيرات لافتة في النظرة للحياة بشكل عام، وقد تبدو هذه واضحة أكثر عند الرجل العربي بصورة عامة، ومنها التأخر أو عدم الزواج عند الشباب لأسباب متعددة، المرأة العربية كانت تعاني من المجتمع الذكوري والعادات والتقاليد الاجتماعية بشكل أقوى، مما جعلها هي الأداة الضعيفة في الامتثال لقوانين الزواج مثلاً، ولكن المجتمع العربي يعيش الآن مرحلة تغير قوية فيها استقلالية للمرأة والرجل، ونجد أن المرأة في بعض المجتمعات تتأخر في الزواج وأصبحت نسبة ذلك مقلقة للبعض ومفهومة عند البعض الآخر، إحصائية نشرتها صحيفة الوطن السعودية قبل أسبوع، ذكرت أن نسبة السعوديات غير المتزوجات هي 41%، والبعض يرى هذه النسبة مخيفة، ولها انعكاساتها السلبية على المجتمع بشكل عام من حيث نسب الزواج وبناء الأسرة والإنجاب، وهي عوامل مهمة للغاية في بنية وقوة المجتمعات على كثير من الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية خاصة، ولكن علينا أن نتعامل بواقعية، فمنطق التغيرات الاجتماعية التي تحدث في المجتمع المحلي من خروج المرأة وعملها واستقلاليتها بشكل سريع قد لا يكون متسقاً مع بعض التفكير المحافظ في بعض الأحيان، إذ نجد المرأة العاملة قوية بعملها هي فقط وتعتمد على ذاتها بشكل مباشر، وهذا بشكل طبيعي يخلق نوعاً من الاستقلالية بالتفكير والسلوك في الحياة الخاصة للإنسان، ومنها قضية الزواج من عدمه أو متى العمر المناسب للزواج مثلاً وتأسيس أسرة، والبعض قد يتأخرن في هذه القرارات لتأسيس حياة مهنية جيدة، وتكون المرأة مستقلة وقادرة مالياً، وقد لا أبالغ أن النساء العاملات بأغلب الوظائف يكون عملهن ودخلهن عاملين إيجابيين في زواجهن عكس غير الموظفات، وهذا طبيعي في كل المجتمعات، وقد نشهد في بعض الأحيان نسباً للطلاق يراها البعض مرتفعة؛ لأن المرأة تستطيع أن تعيل نفسها وأطفالها بعد الطلاق، إضافة إلى الحقوق المالية الملزمة للرجل المطلق بالصرف على أبنائه في أغلب الأحيان. البعض قد يقرأ النسب المرتفعة مثلاً لعدم زواج المرأة بأنها عنوسة غير اختيارية، ولكن قد تكون بإرادة المرأة في تكوين نفسها مالياً ومهنياً كما الرجل، وقد تعمل هذه العوامل مجتمعة بارتفاع نسبة الزواج المتكافئ بين الزوجين ويكون أكثر عملياً من الزواج التقليدي.
الزواج والإقدام عليه بقناعة شخصية، وليس لتحقيق رغبة آخرين يعتبر استثماراً اجتماعياً ناجحاً ويؤسس لعائلة مستقرة بكافة الأشكال وتحقيق الحد الأدنى للنجاح لهذه المؤسسة الاجتماعية المهمة في بنية المجتمع، فالقضية بالنوعية، وليس الكمية على أساس أفراد الأسرة خاصة. الحياة معقدة وتربية الأطفال في العالم كله مكلفة جداً من ولادة الطفل وحتى تخرجه من جامعة أو مؤسسة تعليمية جيدة تؤهله لوظيفة معينة، فعمل المرأة وزوجها يصب في هذا التوجه الواقعي في الحياة الحديثة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.