18 يناير 2025, 8:43 مساءً
ناقش الطيار المدني الكابتن عبدالله الغامدي في مقطع فيديو مثير مسألة ما إذا كان طائرٌ صغير قادرًا على تعطيل طائرة ضخمة، وقال: “طائرة كبيرة بحجمها وضخامتها وشكلها، وسعرها بملايين الدولارات، وتقطع المسافات الطويلة، وترتفع إلى الارتفاعات الشاهقة، ويأتي طائر صغير، وزنه ربما لا يتجاوز 500 جرام، يؤثر عليها، ويسبب لها ربكة، ويجعلها تعود وتهبط في حالة طارئة. هل هذا معقول؟”. ثم تابع: “ثم بعد ذلك تقال لنا تصريحات مثل: الطيران آمن، والطيران فيه السلامة. هل نحن نضحك على أنفسنا أم إن ما نسمعه ونشاهده يختلف عما يتم قوله؟”.
وأشار إلى حادثة طائرة الخطوط السعودية التي أقلعت من مطار الملك عبدالله في جازان؛ إذ دخل طائر إلى محرك الطائرة؛ ما أجبرها على العودة والهبوط بأمان وسلام بفضل الله سبحانه وتعالى.
تأثير الطيور على محركات الطائرات وآلية عملها
وأوضح الكابتن عبدالله أن محرك الطائرة يختلف تمامًا عن محرك السيارة، وقال: “محرك السيارة مغلق تمامًا، لا يمكن أن يدخل إليه أي شيء، وفوق ذلك محمي بغطاء. أما محرك الطائرة فمفتوح من الأمام، وله عادم من الخلف، وبه شفرات مسؤولة عن ضغط الهواء".
وأشار إلى أن الهواء يمرُّ عبر مرحلتَيْن داخل المحرك: الأولى لتبريد المحرك، والثانية داخل الأسطوانة التي يمكن أن تتأثر بشدة إذا دخل إليها طائر أو أي جسم غريب.
وأضاف: “داخل المحرك يمرُّ الهواء بمرحلتين للضغط: مرحلة الضغط المنخفض، ومرحلة الضغط العالي؛ ليصل إلى درجة حرارة 450 درجة مئوية قبل دخوله إلى منطقة الاحتراق، حيث تصل حرارة الغازات إلى 1700 درجة مئوية".
وتابع: “تخيلوا لو أن طائرًا دخل إلى الشفرات.. إذا كُسرت شفرة واحدة فإن ذلك قد يؤدي إلى ضرر كبير ببقية الشفرات. عندها يدخل الطائر إلى المحرك، ويتعرض للضغط العالي، ثم يدخل إلى غرفة الاحتراق محملاً بالريش والعظام واللحم؛ ما يؤدي إلى حدوث انهيار في الضغط".
إمكانية إعادة تشغيل المحرك
وفي حال حدوث خلل بسبب اصطدام الطائر أكد الكابتن عبدالله أنه لا يعني بالضرورة أن المحرك يصبح غير قابل للاستخدام، وأوضح: “عند حدوث انهيار الضغط يبدأ اللهب بالخروج بسبب الخلل، وعندها يقوم الطيار بإطفاء المحرك المتضرر وعزله. لكن إذا لم يتضرر المحرك بشكل كبير يمكن إعادة تشغيله أثناء الطيران".
وأضاف: “في حادثة طائرة فلاي دبي التي تعرضت للمشكلة نفسها تمكَّن الطيار من إعادة تشغيل المحرك، ومواصلة الرحلة بأمان".
لماذا لا تُضاف شبكات حماية على المحركات؟
وفيما يتعلق بالشبكات التي قد تحمي المحركات من الطيور رد الكابتن عبدالله على سؤال شائع قائلاً: “الكثير منكم يسألني: لماذا لا يتم تركيب شبك لحماية المحركات؟ الحقيقة، إن الشبك سيعيق تدفق الهواء الذي يحتاج إليه المحرك ليعمل بكفاءة، كما أن وجوده قد يؤدي إلى تراكم الثلوج في المناطق الباردة؛ ما يقلل من ضغط الهواء الداخل إلى المحرك. وفي حال حدوث صدمة قوية قد ينكسر الشبك، ويدخل إلى المحرك؛ ما يؤدي إلى تعطيله تمامًا".
كيف يتعامل الطيارون مع اصطدام الطيور؟
وختم الكابتن عبدالله حديثه قائلاً: “عندما يدخل الطائر إلى المحرك فإنه يتكسر ويخرج مشويًّا كأنه مع حمص. وبعد فحص المحرك يمكن إعادة تشغيله إذا لم يتضرر. كقائد طائرة، أُفضّل العودة والهبوط بأمان إذا كان وزن الطائرة يسمح بذلك، ثم يتم فحص المحركات من قِبل المختصين".
وأضاف: “اصطدام الطائرات بالطيور ليس أمرًا جديدًا في عالم الطيران. نحن الطيارين نتلقى تدريبات مكثفة لمواجهة مثل هذه الحالات. وفي حال تعطل أحد المحركات فإن المحرك الآخر -بفضل الله- قادر على إبقاء الطائرة في الهواء حتى الهبوط بأمان".
وفي الختام قال الكابتن عبدالله: “حفظ الله الجميع في حلهم وترحالهم".
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.