توحدت خطب الجمعة اليوم، في جميع المساجد والجوامع بمختلف مناطق ومحافظات المملكة لتوعية الناس بخطورة ظاهرة انتشار مدعي تعبير الرؤي في وسائل التواصل الاجتماعي وبيان أثرها السلبي على الفرد والمجتمع.

يأتي ذلك إنفاذاً للتوجيه الصادر من وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، لخطباء الجوامع، بتخصيص خطبة الجمعة لهذا اليوم للحديث عن هذا الأمر.

وتناول الخطباء خلال خطبهم عدداً من المحاور في هذا الشأن، حيث تضمنت التحذير من مدعي تعبير الرؤى الذين لم يُعرفوا بعلم ولا دين ولا صلاح ولا تقى، موضحين أن ما يقومون به ليس إلا استغلال للبسطاء من الناس في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث يهدفون من خلال عملهم هذا إلى الشهرة وأكل الأموال بالباطل.

كما نبه الخطباء المصلين من خطر هؤلاء المعبرين الجهال على الفرد والمجتمع، وما يقومون به من تلاعب بعقائد الناس وعقولهم، وادعائهم معرفة الغيبيات، وتفريقهم بين الأزواج والأقارب، وتعليق الناس بالأوهام والأماني.

‎كما تضمنت خطبة الجمعة في هذا اليوم تحذير الخطباء من الجرأة على تعبير الرؤى والتساهل في ذلك وخطورته، موضحين أن تعبير الرؤى من الفتوى مستدلين بذلك بما قصه الله عز وجل في كتابه الكريم بقوله: (يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ) "يوسف:43"، وكذلك ما ورد عن الإمام مالك بن أنس -رحمه الله-:حين سئُل : أيعبّر الرؤيا كل أحد؟ قال: أيُلعب بالنبوة؟.

وذكّر الخطباء الناس بكيفية التعامل الصحيح مع الرؤيا من خلال التوجيه النبوي لمن رأى في منامه رؤيا وبيانهم بما ورد في الحديث الذي رواه أبي قتادة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (الرُّؤْيا مِنَ اللَّهِ، والحُلْمُ مِنَ الشَّيْطانِ، فإذا حَلَمَ أحَدُكُمُ الحُلُمَ يَكْرَهُهُ فَلْيَبْصُقْ عن يَسارِهِ، ولْيَسْتَعِذْ باللَّهِ منه، فَلَنْ يَضُرَّهُ)، محذرين في نفس الوقت من خطورة التساهل في ذلك، والتعامل مع هؤلاء المحتالين، أو التعاطي معهم، والتمادي في هذا الفعل، مؤكدين أن الواجب مقاطعتهم، والتحذير من شرهم وفضحهم .

تجدر الإشارة إلى أن وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بتوجيهات ومتابعة من قبل الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ تسعى جاهدة لتعزيز الوعي لدى مختلف شرائح المجتمع من خلال برامجها وأنشطتها الدعوية والإرشادية المتعددة والمتنوعة والتي من ضمنها منابر الجمعة، حيث تتناول هذه المنابر الكثير من المواضيع المختلفة والهامة بهدف تفعيل هذه المنابر للقيام بواجبها المناط بها في معالجة العديد من المسائل والظواهر الاجتماعية السلبية التي تهدد الفرد والمجتمع، وبيان المنهج الشرعي الصحيح للتعامل معها وفق ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله الكريم .