31 يناير 2025, 10:15 مساءً
بعد مسيرة فنية حافلة، استمرت أكثر من نصف قرن، ودَّع الفن السعودي أحد أعمدته برحيل الفنان الكبير محمد الطويان، وذلك بعد رحلة فنية طويلة، أثرى خلالها الدراما السعودية والخليجية بأعمال مميزة، تظل في أذهان الجمهور لسنوات طويلة.
وقد نعى المستشار تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه في السعودية، الفنان الراحل عبر حسابه الخاص على منصة إكس، وكتب: "رحم الله الفنان الكبير محمد الطويان. عزائي لعائلته الكريمة، ولجميع محبيه. إنا لله وإنا إليه راجعون".
مكتشف النجوم
ويُعتبر "الطويان" أحد أعمدة الدراما السعودية، والفنان الذي حظيت أعماله التلفزيونية بانتشار كبير محليًّا وخليجيًّا، كما كان له دور في اكتشاف عدد من النجوم العرب والسعوديين في ثمانينيات القرن الماضي.
وُلد محمد الطويان في بريدة عام 1945 لأسرة ميسورة الحال، وكان والده يعمل في التجارة بين الشام وشمال السعودية، وكان ملازمًا له، وعاش فترة صباه في الشمال؛ الأمر الذي جعله يتقن اللهجة الشمالية، ثم رجع لمنطقة القصيم قبل أن يستقر به الحال في مدينة الرياض.
وسافر الطويان إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وعاد بعد ذلك وبدأ مسيرته الفنية في عام 1970، حينما شارك في حلقات متفرقة من مسلسلات عدة، كما كان له الفضل في اكتشاف العديد من الفنانين، أبرزهم المخرج نجدة أنزور، والممثل أيمن زيدان، والممثل ناصر القصبي، والممثل عبدالله السدحان... وآخرون.
أعمال لا تُنسى
شارك الفنان الراحل في العديد من الأعمال الفنية المهمة، أبرزها السهرة التليفزيونية "السعد وعد"، التي جسد فيها دور "حظيظ"، وهو الدور الذي لاقى نجاحًا كبيرًا، وعرفه جمهوره لفترة طويلة بهذا الاسم. كما يُعد الراحل أول من قدم مسلسلاً كوميديًّا عام 1389هـ باسم "أحلام سعيدة يا حسن"، وقدم أول مسرحية نقلها التلفزيون "طبيب بالمشعاب"، وأول مسرحية إسلامية "سقوط الحساب".
ومن أشهر مسلسلاته: "عودة عصويد"، "فرج الله والزمان"، "أحلام سعيدة"، "أصايل"، "لعبة الكبار"، "خلك معي"، "أبو رش رش"، "طاش ما طاش"، "غشمشم"، "سلفي"، "لعبة الكبار"، "مكان في القلب"، "عقاب"، "ماشي"، "ملف علاقي"، "أبوالملايين"، "ظل الحلم"، "كلنا عيال قرية"، "شوف الدنيا"، "لعبة الشيطان"، "عندما يكتمل القمر"، "ضرب الرمل" "وصية بدر".
مستقبل السنيما السعودية
في عام 2023 شارك الطويان بفيلمه الجديد "مندوب الليل" في "مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي" بجدة، وحقق نجاحًا جماهيريًّا كبيرًا، وكذلك في الصالات الأوروبية، وشارك فيه مجموعة من الشباب.
وحينها تحدث الراحل عن رؤيته لمستقبل السينما السعودية، التي خطت خطوات واسعة؛ إذ قال: "أرى شبابًا موهوبين، يصقلون موهبتهم بالعلم، ويعملون بجهد وحماس، ولديهم رؤية مستقبلية جميلة".
وأضاف: "ما وجدته من حرص طاقم عمل (مندوب الليل) على التفاصيل، وعلى ذائقة المشاهد، هو شيء مفرح جدًّا، ويثلج الصدر. كما أتمنى أن مجهود طاقم العمل يظهر للمشاهدين، بما ينعكس هذا الجهد في العمل بالشكل الذي نتمناه".
معاناة الأبناء
وبعيدًا عن النجاحات الفنية، فإن "الطويان" تحدث في وقت سابق عن تأثُّر أبنائه الأربعة، وهم: فراس، وليد، وائل وراكان، بعمله في الفني، لافتًا إلى أن مهنة الفنان لم تكن مرحَّبًا بها في السابق؛ لهذا فقد عانى وأبناؤه بسبب نظرة المجتمع للممثلين.
وفي حوار له قال الطويان: "الفن سابقًا لم يكن محترمًا، وأبنائي عانوا في حياتهم؛ لأنني ممثل". وتابع: "كان غير مُرحَّب بالفنان، ومدرس الدين كان يطرد عيالي من حصته؛ لأن والدهم ممثل".
الإصابة بالاكتئاب
ومن المحطات الحزينة في حياة الفنان الطويان أنه أصيب باكتئاب، استمر معه 9 سنوات، بعد رحيل المنتج والممثل محمد العلي. وعن تلك الفترة قال "الطويان"، خلال لقاء تليفزيوني، إن محمد العلي كان يمثل نصفه الثاني؛ إذ ظلا معًا، ولم يفترقا منذ عام 1973.
وأكد محمد الطويان أن وفاة العلي كانت خسارة كبيرة وفاجعة شديدة، لافتًا إلى أنه كان دائم الابتسامة ومتفائلاً.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.