عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

هاجس العثور على هدف.. هل تعاني منه؟

تم النشر في: 

03 فبراير 2025, 3:00 مساءً

كيف يمكن أن يسبب البحث عن الهدف التوتر - وماذا تفعل حيال ذلك؟

قلق الهدف، هي ظاهرة تؤثر على ما يصل إلى 91٪ من الناس في مرحلة ما من حياتهم.

قلق الهدف هو "التوتر وانعدام الأمن والتعب والإحباط الذي ينشأ عن محاولة تحديد وتحقيق هدف الحياة".

وكثيراً ما يتم تشجيعنا باستمرار على "العثور على الفرص" أو "البحث عن حياة أفضل". ويمكن أن يصبح هذا الضغط ساحقًا، مما يجعلنا نشعر بالتعثر، أو الضياع، أو حتى وكأننا نفشل في الحياة.

ولكن كيف تعرف أنك تعاني من قلق الهدف؟ في حين أن بعض العلامات واضحة، إلا أن بعضها الآخر قد يكون خفيًا ويسهل تجاهله.

أولاً- التنقل بين الوظائف دون تحقيق الرضا الوظيفي

إن تغيير الوظائف بشكل متكرر ليس بالأمر السيئ بطبيعته، بل يمكن أن يكون وسيلة استراتيجية لاكتساب خبرات جديدة، وتحسين الاستقرار المالي، وبناء حياة مهنية مُرضية . ومع ذلك، إذا وجدت نفسك تطارد باستمرار الوظيفة "المثالية" ولكنك لا تشعر بالرضا الحقيقي أبدًا، فقد يكون ذلك علامة على "قلق الهدف".

وهناك اعتقاد خاطئ عند الكثير من الأشخاص بأن الهدف شيء خارجي ـ وأن لقباً أو راتباً أو مهنة معينة سوف تجلب لهم في المعنى الذي يتوقون إليه. ولكن الهدف الحقيقي ليس شيئاً "تجده" في وصف الوظيفة. بل هو شيء تخلقه من خلال الطريقة التي تتعامل بها مع عملك وحياتك.

بدلاً من التفكير بمسألة ما إذا كانت وظيفة معينة هي "الوظيفة المثالية"، فكر في طرح الأسئلة التالية على نفسك:

• ما هي جوانب عملي التي تمنحني السعادة ؟

• ما هو نوع التأثير الذي أريد أن أحققه، بغض النظر عن المسمى الوظيفي؟

• هل أعطي الأولوية للأنشطة ذات الهدف خارج العمل أيضًا؟

إذا كان عملك يبدو بلا معنى، فإن الحل لا يتمثل بالضرورة في وظيفة جديدة، بل قد يتمثل في تغيير وجهة نظرك حول ما يجلب لك الرضا.

ثانياُ- متلازمة المحتال

متلازمة المحتال هي نمط نفسي يشك فيه المرء بإنجازاته ولديه مخاوف داخليه دائمة من أن يعتبره الآخرون "محتالاً" على الرغم من وجود أدلة خارجية على كفاءته، وهي تجربة شائعة، خاصة بين المتفوقين، لكنها قد تكون أيضًا علامة على "قلق الهدف".

هل تشعر غالبًا بأنك محتال، على الرغم من إنجازاتك؟

هل تخشى أن يكتشف الناس يومًا ما أنك لا تستحق النجاح حقًا؟

في كثير من الحالات، لا تتعلق متلازمة المحتال بالشك الذاتي فحسب، بل قد تكون مؤشرًا أعمق على أن الدور الذي تلعبه لا يتوافق حقًا مع شغفك أو قيمك أو أهدافك طويلة المدى . بدلًا من السؤال، "هل أنا جيد بما يكفي لهذه الوظيفة؟"، حاول عكس السؤال: "هل هذه الوظيفة جيدة بما يكفي بالنسبة لي؟"

إذا كنت تشعر باستمرار بأنك غير منسجم أو منفصل عن عملك، فقد لا يكون الأمر متعلقًا بتحسين مهاراتك أو اكتساب الثقة . بل قد يكون ذلك علامة على أن طاقتك تُنفق في المكان الخطأ - وأن الوقت قد حان لإعادة تقييم نوع العمل الذي يُناسبك ويحقق لك الرضا حقًا.

ثالثاً- فخ المقارنة:

إن وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع التواصل المهني قد سهلت كثيراً من أي وقت مضى مقارنة نجاحنا بنجاح الآخرين. إذا وجدت نفسك تقارن إنجازاتك باستمرار بإنجازات أقرانك - وتشعر بأنك لا ترقى إلى المستوى المطلوب - فقد يكون هذا علامة رئيسية على "قلق الهدف".

فالمقارنة تزيد من قلقنا بشأن الهدف لأنها تخدعنا وتجعلنا نعتقد أن مسار حياة شخص آخر يجب أن يكون مسارنا. وبدلاً من التركيز على ما يثير حماسنا ويحقق لنا الرضا، فإننا ننظر إلى مسيرة الآخرين المهنية أو أنماط حياتهم أو إنجازاتهم ونشعر بالضغط لتكرار نجاحهم.

لكن المشكلة التي تكمن هنا: أن الهدف أمر شخصي للغاية. فالذي يرضي شخصًا ما قد لا يرضي شخصًا آخر. والمفتاح للتغلب على القلق الناجم عن المقارنة هو تحويل التركيز مرة أخرى إلى نفسك:

• ما هي أنواع الأنشطة التي تمدني بالطاقة بشكل طبيعي؟

• إذا قمت بإزالة الضغوط الخارجية، ما الذي أريد أن أسعى إليه؟

• ماذا يعني النجاح بالنسبة لي - ليس على أساس توقعات المجتمع، ولكن على أساس ما يجلب لي الرضا؟

بدلاً من محاولة ارتداء "حلقات حزام" شخص آخر، اشتريِ حزامك الخاص وصمم حلقات حزامك الخاصة.

رابعاً- الاعتقاد بعدم وجود الهدف:

إن أحد ردود الأفعال الأكثر تطرفاً تجاه القلق من الهدف هو التخلي عن فكرة الهدف تماماً ـ ويمكن أن نسميه "عدمية الهدف". وهذا يعني الاعتقاد بأن الحياة ليس لها هدف جوهري وأن البحث عن المعنى أمر عبثي. وهو رد فعل ينشأ عن الإحباط ـ فعندما يشعر الأشخاص بأنهم بحثوا عن الهدف ولكنهم لم يجدوه، فإنهم يستنتجون أحياناً أن الهدف في حد ذاته وهم.

ومع ذلك، تُظهر الدراسات " أن الشعور القوي بالهدف يرتبط بسعادة أكبر وصحة أفضل وحتى عمر أطول. عندما يتخلى الناس عن البحث عن المعنى، فإنهم غالبًا ما يعانون من زيادة السلبية والقلق وحتى الاكتئاب.

وبدلاً من رفض فكرة الهدف تمامًا، قد يكون من المفيد إعادة صياغة معنى الهدف:

• الهدف ليس مهمة واحدة كبرى، بل يتم بناؤه من خلال أفعال يومية تحقق الرضا.

• لا يجب أن تجد هدفًا، بل يمكن خلقه. ابدأ بالانخراط في أنشطة صغيرة تبعث البهجة في نفسك.

• لا بأس إذا تغير الهدف بمرور الوقت. فكثير من الناس لديهم مصادر متعددة للمعنى طوال حياتهم.

الهدف ليس فكرة اسطورية - بل هو قوة ديناميكية متطورة نبنيها من خلال اختياراتنا اليومية.

خامساً- "أسطورة" الهدف الحقيقي

يعتقد كثير من الأشخاص أن لديهم هدفًا واحدًا في الحياة، وإذا لم يجدوه، فإن حياتهم ستفتقر إلى المعنى. وهذه العقلية القائمة على مبدأ "كل شيء أو لا شيء" هي واحدة من أكبر الأسباب التي تساهم في القلق بشأن الهدف.

الحقيقة هي أن الهدف متغير. فبعض الناس يجدون الرضا العميق في مهنة محددة، بينما هناك أشخاص آخرين يكتشفون المعنى في مزيج من الاهتمامات والعلاقات والخبرات. والاعتقاد بأن الهدف لابد أن يكون شيئًا كبيرًا وعظيمًا ليس غير واقعي فحسب، بل إنه مشلول.

وبدلاً من التفكير، "يجب أن أجد هدفي الوحيد"، حاول أن تسأل نفسك:

• ما هي الأنشطة التي تجعلني أشعر بالمشاركة والحياة؟

• كيف يمكنني بناء حياة تتضمن المزيد من هذه الأنشطة؟

• ما هي الخطوات الصغيرة التي يمكنني اتخاذها لتنمية المعنى، بدلاً من البحث عن هدف محدد واحد؟

من خلال التخلص من الضغوط التي تدفعك للبحث عن هدف شامل والتركيز بدلاً من ذلك على بناء حياة ذات معنى من خلال حياتك اليومية، فإنك تقلل من القلق وتوفر مساحة لوجود هدف أكثر إشباعًا.

أخيراً كيفية التغلب على قلق الهدف

إذا وجدت هذه العلامات في نفسك، فلا داعي للخوف - قلق الهدف أمر شائع، وهو شيء يمكنك التغلب عليه. والمفتاح هو تغيير طريقة تفكيرك:

- توقف عن مطاردة وظيفة "مثالية" وركز على إيجاد معنى لما تفعله .

- بدلاً من السؤال عما إذا كنت جيدًا بما يكفي لمسيرتك المهنية، اسأل عما إذا كانت مسيرتك المهنية جيدة بما يكفي لك .

- تخلَّ عن المقارنة - مسارك فريد بالنسبة لك .

- الهدف ليس شيئًا تجده - هو شيء تبنيه بمرور الوقت .

عندما ننتقل من البحث عن الهدف إلى خلقه، فإننا نقضي على القلق ونخلق مساحة للإنجاز الحقيقي. الهدف ليس وجهة محددة، بل هو رحلة الانخراط في ما يجعلك تشعر بالحياة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا