يجد زائر وادي العرج بمحافظة الطائف، الندرة الجغرافية في أرضه، والمخزون الثقافي الأدبي والتاريخي، والتنوع الواسع للحياة الفطرية من النباتات والشجيرات والأشجار الرئيسة، مثل السمر والطلح والسدر والسلم والعرعر وغيرها، إذ يبلغ طوله 47 كم، وتحيطه المواقع السياحية، مثل قلعة مروان الأثرية، ومزارع نخيل أودية بني عدوان، ومهرجان ولي العهد للهجن.

ويلحظ السائح والأديب في وادي العرج كثرة بساتينه الوارفة بالخيرات من الثمار والحبوب، ومراعية الشاسعة على امتداد أرضه، والمغطاة بأشجار النخيل الباسقات، وكثافة الغطاء النباتي، التي تعد معززًا مهمًا في جودة الحياة على جنبات الوادي، إذ يضمن هذا التنوع تدفق الخطوات الداعمة للسياحة البيئية والترفيهية والثقافية، المصاحبة لمشاهدة المنحوتات القديمة المحمل بين صخور الوادي والمراعي الشاسعة، التي تتصدر فيها كلمات وأحرف جلبتها الأمم والحضارات المتوالية، التي قطنت جوار الوادي.

وأوضح الباحث والمؤرخ في تاريخ الطائف مناحي القثامي أن الحياة السكانية التي جاورت وادي العرج كانت تتمتع بمظاهر التطور الثقافي والاقتصادي والاجتماعي، ويعود ذلك لمجاورته لسوق عكاظ، السوق الذي تفرد عن باقي الأسواق التجارية؛ فهو أكثر تأثيرًا وحضورًا وجاذبية في جميع فعالياته، وتميز بالبقعة الجغرافية الخصبة.

ويُعدّ وادي العرج، الشريان الرئيس الصلب الذي يمتد من شرق شمال الطائف، ومن وادي وج، ثم وادي العرج، فوادي العقرب وصولًا إلى فياض رملية تتصل بأراضي محافظة حفر كشب بالعطيف، وتقوم على الوادي قرى ومزارع ومساكن، ومرابط للخيول العربية الأصيلة، وتشكل في وجودها رافدًا بتاريخ الوادي العميق، كما يحمل الوادي صدارة الطبيعة التي تراعي للسياح جوانب الاستمتاع بالمياه الجارية طوال العام، ومصباتها التي تفيض بالتنوع للحياة البرية، والتكوينات الجيولوجية البديعة.