05 فبراير 2025, 11:11 صباحاً
تجسّد الدكتورة حليمة العمري؛ مديرة إدارة مرصد الابتكار والتقنية بوزارة الطاقة، التزام جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) بمستقبل الطاقة المستدامة في المملكة.
ويسهم عملها في بناء كوادر قيادية محلية ماهرة، مما يعزّز أهداف الوزارة في توطين قطاع الطاقة.
وقالت "العمري"؛ الحاصلة على درجة الدكتوراه في العلوم والهندسة الفيزيائية من "كاوست" عام 2016: "تؤدي كاوست دورًا مهمًا في إعداد الكفاءات للتميُّز في قطاع الطاقة، وتتماشى الجامعة بشكل وثيق مع رؤية المملكة ورسالتها، وتعتبر نفسها حجر الزاوية في هذا النظام البيئي، حيث تمتلك جميع الموارد اللازمة لتحقيق ذلك من مرافق تعليمية وبحثية عالمية المستوى، إلى شراكتها وعلاقاتها المتينة والمتنامية داخل المملكة".
وتمثل الرحلة الأكاديمية للدكتورة حليمة العمري؛ من "كاوست" إلى "أرامكو" السعودية، ثم إلى وزارة الطاقة، مثالاً على نجاح الجامعة في إعداد قادة أساسيين لمستقبل الطاقة في المملكة. وتسعى وزارة الطاقة إلى تحقيق معدل توطين بنسبة 75% عبر قطاع الطاقة، بما في ذلك توفير فرص عمل محلية، وهو ما تدعمه "العمري" دعمًا كاملًا كجزء من رؤية السعودية 2030 لتعزيز التنافسية في قطاع الطاقة.
وقالت: "للمملكة العربية السعودية بصمة قيادية في قطاع الطاقة، وهو جزء من هويتنا لدعم هذا القطاع، ويشعر السعوديون بهذه المسؤولية ليس فقط تجاه المملكة، ولكن أيضًا تجاه العالم لضمان مصادر طاقة موثوقة ومستدامة".
وتحدثت "العمري"؛ عن جاذبية "كاوست" بعد حصولها على درجة البكالوريوس في العلوم التطبيقية في الكيمياء من جامعة أم القرى في مكة المكرّمة، إذ أكملت درجة الماجستير في الكيمياء وعلوم البوليمر من جامعة واترلو في كندا، وعلى الرغم من قبولها في جامعة ماكغيل المرموقة لدرجة الدكتوراه، أقنعها فريق التوظيف في "كاوست" عام 2012 بالعودة إلى المملكة.
وأشارت إلى أنه جذبتها المرافق المتطورة، وأعضاء هيئة التدريس المتميزين، والبيئة البحثية الديناميكية في الجامعة.
وقالت "العمري"؛ إن "كاوست تقدّم تجربة جامعية متميزة، حيث توفّر للطلبة منصة واعدة لاستكشاف الفرص في مجالات العمل والبحث المستقبلية، خاصة في قطاع الطاقة".
وأوضحت أن التواصل مع الصناعة يبدأ مبكرًا في مسيرتهم المهنية، حيث كانت "أرامكو" و"سابك" و"داو" موجودة بالقرب منهم في مجمع الأبحاث والتقنية داخل الحرم الجامعي.
وأكّدت أن فرص التواصل مع أعضاء هيئة التدريس كانت ممتازة، إضافة إلى تواصل عدة شركات كبيرة معها في أثناء دراستها للدكتوراه في "كاوست".
وقررت "العمري"؛ بعد تخرجها في كاوست، العمل في "أرامكو"، حيث وجدت توافقًا بين دراستها وشغفها ومهاراتها، لكن علاقتها بالأبحاث الأكاديمية لم تنتهِ بعد، فبعد تخرجها عام 2016، رشحتها "أرامكو" لبرنامج زمالة ابن خلدون في معهد ماساتشوستس للتقنية (MIT)، مما أتاح لها فرصة العودة إلى أمريكا الشمالية، وهذه المرة إلى الولايات المتحدة، للعمل كزميلة أبحاث ما بعد الدكتوراه، حيث كانت خير مثال على دور المرأة السعودية المتميز في البحث العملي.
وقالت: "كان هذا حلمًا بالنسبة لي. كنت أعمل بالفعل مع الصناعة، وكنت أمتلك الكثير من الرؤى حول طرح حلول ناجحة لتحدياتها، ثم عملت كباحثة ما بعد الدكتوراه في معهد ماساتشوستس للتقنية، مما عزّز مهاراتي في قطاع الطاقة إلى حد بعيد".
وبعد العودة إلى "كاوست" أسهمت "العمري"؛ في أثناء وجودها في معهد ماساتشوستس للتقنية، في الأبحاث وتطوير براءات الاختراع وتأليف المنشورات العلمية، وشاركت في دورات تدريبية في القيادة.
ثم عادت لاحقًا إلى الوطن، وانضمت إلى مركز "أرامكو-كاوست" عام 2018 وساعدت على وضع إستراتيجياته، حيث تولت أدوارًا قيادية متعددة، موازنةً بين قيادة الفرق وتطوير الإستراتيجيات.
وفي عام 2021، رشحتها "أرامكو" لبرنامج "القادة الشباب" التنافسي الذي تقدمه كلية هارفارد للأعمال، والذي استمر لمدة عشرة أشهر، حيث صُمّم البرنامج لتأهيل قادة المستقبل في قطاع الطاقة، مما أتاح لها دورًا أكبر في الشركة أسهمت خلاله في تأسيس مركز وجمعية المواد غير المعدنية في مدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك).
وقالت "العمري": "عملت لمدة ثلاث سنوات كقائدة فريق، ثم انتقلت إلى منصب أعلى ككبير التقنيين بالإنابة لقسم المواد غير المعدنية، ثم كمدير بالإنابة لمركز أرامكو للأبحاث والتطوير في كاوست، وخلال هذه الفترة، كنت على تواصلٍ مكثفٍ مع قيادة كاوست والمؤسسات الأكاديمية المختلفة".
انضمت "العمري"؛ إلى وزارة الطاقة في عام 2022، مستفيدةً من خبرتها الواسعة لتولي دور إستراتيجي يدعم منظومة البحث والتطوير في المملكة في مجال الطاقة بأكملها.
وترى أن هذا المنصب تطور طبيعي لمسيرتها المهنية، حيث تركز على تشكيل وتعزيز إستراتيجيات الطاقة في المملكة، مضيفة "ساعدتني رحلتي في كاوست على ربط العديد من النقاط. بالنظر إلى كاوست والمؤسسات الأخرى التي عملت معها، أعتقد أن كاوست تتميز بمرونتها وقدرتها على التكيف السريع مع ما يحدث في المملكة وتعديل استراتيجياتها وفقًا لذلك".
وترتبط أهمية "كاوست" وفقًا لها، ارتباطًا وثيقًا بقطاع الطاقة، حيث تقود الابتكار وتطوير التقنية عبر سلسلة القيمة، وتصف الجامعة بأنها "واحة العلوم" التي يزدهر فيها العلماء ومطورو التقنية.
وأشارت إلى أن هذا المزيج الفريد من الأبحاث والتعاون الصناعي ودعم ريادة الأعمال يوجِدان بيئة مثالية للمواهب في "كاوست".
وتأمل أن تواصل الجامعة تمكين قادة المستقبل في مجالات حيوية في الاقتصاد، مضيفة "كاوست رائدة، وستواصل ريادتها في قطاع الطاقة. لقد رأينا تأثير الجامعة في عديدٍ من الأنشطة ضمن منظومة الطاقة على مختلف المستويات، وكيف أن مشاريعها وأبحاثها تنسجم تمامًا مع أولويات المملكة، ولا شك في أن كاوست ستؤدي دورًا مهمًا في قطاع الطاقة في المستقبل".
كما أشارت إلى أن "أرامكو السعودية" تدرك أهمية "كاوست" في إعداد القوى العاملة المتخصصة في مجال الطاقة، وغالبًا ما ترسل طلبتها كجزءٍ من برامج خاصة.
ويعمل عديدٌ من خريجي "كاوست" في "أرامكو"، مما يعكس الروابط القوية بين المؤسستيْن. أما في وزارة الطاقة، فتقول "العمري"؛ إنها "تعمل بنشاطٍ على توظيف خريجي كاوست، تأكيداً منها على جودة مخرجات الجامعة وتأثيرهم الكبير في قطاع الطاقة في المملكة".
واختتمت حديثها قائلة "تتمتع كاوست بقدرة قيادية بارزة، حيث تعد مؤسسة أكاديمية متعدّدة التخصّصات تضم كمية كبيرة من الملكية الفكرية المتقدمة التي تدعم نهضة المملكة في مختلف المجالات، وهذه بعض من الأسباب التي تجعلها قادرة على قيادة وتسريع تطوير المواهب في مجال الطاقة".
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.