13 فبراير 2025, 12:28 مساءً
في ظل الأجواء المتوترة في الشرق الأوسط، تصدرت عناوين الصحف تقارير الاستخبارات الأمريكية، التي أفادت بأن إسرائيل قد تخطط لشن ضربة استباقية ضد المنشآت النووية الإيرانية خلال الأشهر القادمة، وينبثق من هذه التحذيرات تصور دراماتيكي عن مشهدٍ قد يعيد صياغة موازين القوى في المنطقة؛ فالهجوم، الذي يُقدر بتأخير برنامج طهران النووي لأسابيع أو أشهر، يحمل بين طياته احتمالية تصعيد إقليمي واسع النطاق، وتتناقل المصادر الأمريكية تفاصيل دقيقة عن سيناريوهين محتملين: أحدهما يتمثل في هجوم عن بُعد يتم فيه إطلاق صواريخ جو-أرض من خارج المجال الجوي الإيراني، والآخر يشمل اختراق الأجواء الإيرانية لتنفيذ ضربات مباشرة باستخدام قنابل متخصصة.
ويستند هذا التصور إلى تقارير استخباراتية شملت فترات الانتقال بين إدارة بايدن وبداية إدارة ترامب، حيث أبرزت التحليلات المخاطر الناجمة عن استمرار إيران في سعيها النووي وسط ضعف دفاعاتها الجوية بعد ضربات إسرائيلية سابقة. كما يُستدل على أن القيادة الإسرائيلية ترى في هذه الضربة فرصة أخيرة لمنع إيران من تحقيق تقدم ملحوظ في برنامجها النووي، ما قد يُحدث خللاً في معادلة الأمن القومي الإقليمي، وفقاً لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.
التقييم الاستخباراتي
وتشير الوثائق الأميركية إلى أن أكثر التقارير شمولاً صدرت في أوائل يناير من قبل مديرية الاستخبارات التابعة لهيئة الأركان المشتركة ووكالة استخبارات الدفاع. ووفقًا لهذه التحليلات، فإن الضربة الإسرائيلية ليست مجرد عملية عسكرية عابرة، بل هي خطوة استراتيجية تُعيد ترتيب الأولويات في مواجهة التهديدات النووية المحتملة ضد إسرائيل. وقد أكدت التقارير أن الدعم الأمريكي، سواء من حيث التزود بالوقود أو المعلومات الاستخباراتية، سيكون حاسمًا في إنجاح العملية؛ رغم أن هناك تناقضًا في مواقف الإدارة الأمريكية التي يتردد فيها صوت الدعوة إلى الحلول الدبلوماسية لتفادي التصعيد المباشر.
وتعتبر هذه المستجدات بمثابة انعكاس للتحديات السياسية التي تواجهها كل من إسرائيل وطهران؛ إذ يمثل الملف النووي نقطة ارتكاز في السياسات الخارجية للجانبين، وتداعياته تمتد لتشمل مصالح دولية وإقليمية، وتكمن أهمية التحذيرات في أنها تُسلّط الضوء على احتمالية حدوث تغيير دراماتيكي في المشهد السياسي، ما قد يؤثر على استقرار المنطقة بأسرها.
تنفيذ الهجوم
من الناحية الفنية، تواجه إسرائيل تحديات كبيرة في استهداف المنشآت الإيرانية المحصنة بعناية، إذ تقع بعض هذه المنشآت تحت الأرض وفي مواقع دفاعية مشددة. وقد أشارت التحليلات إلى أن نجاح الهجوم يعتمد على قدرتها على تنفيذ عملية دقيقة تضمن تعطيل البرنامج النووي دون تمكين إيران من استعادة قدراتها بسرعة. لهذا السبب، تتجه الخطط إلى احتمال تنفيذ هجوم يتضمن خيارين؛ أولاً، هجوم عن بُعد يُعتمد فيه على إطلاق صواريخ جو-أرض من مواقع آمنة خارج المجال الجوي الإيراني، وثانيًا، هجوم مباشر يتطلب دخول الطائرات الإسرائيلية إلى الأجواء الإيرانية لتنفيذ ضربات دقيقة تستهدف البنى التحتية النووية الرئيسية.
ويبرز في هذا السياق دور الدعم الأمريكي الذي يُمكن أن يشمل توفير الإمدادات اللازمة وتقديم المساعدة الفنية من خلال الخدمات الاستخباراتية المتقدمة، وهو ما يجعل من العملية مشروعاً مشتركاً بين الجانبين. إلا أن مثل هذه العملية تحمل مخاطر استراتيجية جسيمة؛ إذ إن أي تصعيد قد يؤدي إلى ردود فعل عنيفة من الجانب الإيراني، وربما يُحفّز الدول الإقليمية على إعادة تقييم مواقفها في ظل التحولات المحتملة.
التحذير الأميركي
وتعكس الدوافع وراء هذه الاستعدادات الأمنية تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران منذ فترة طويلة، خاصةً بعد سلسلة من الهجمات المتبادلة التي أثرت في ميزان القوى في المنطقة. إذ يرى المسؤولون الإسرائيليون أن الوقت قد حان لاستغلال نقاط الضعف الإيرانية بعد ضربات سابقة أضعفت من دفاعاتها الجوية وأثرت على قدرتها العسكرية، ما يجعل الهجوم الناجح على المنشآت النووية خطوة استراتيجية هامة لدرء التهديدات المستقبلية.
وفي المقابل، تحذر الإدارة الأمريكية من أن مثل هذه الخطوة قد تؤدي إلى تأخير مؤقت في تقدم البرنامج النووي لطهران دون القضاء عليه بالكامل؛ إذ يمكن لطهران أن تستجيب بتسريع تخصيب اليورانيوم في محاولة لتجاوز العوائق الفنية التي قد يفرضها الهجوم. وقد أعرب بعض المسؤولين الأمريكيين عن مخاوفهم من أن أي تصعيد عسكري قد يدفع المجتمع الدولي إلى التأمل في إعادة تشكيل التحالفات في المنطقة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.