عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

بعد شهر واحد في المنصب.. كيف غيّر "ترامب" وجه الرئاسة الأمريكية؟

تم النشر في: 

20 فبراير 2025, 12:05 مساءً

في غضون أسابيع معدودة، قلب الرئيس دونالد ترامب المفاهيم التقليدية للرئاسة رأسًا على عقب، مقدمًا رؤية جذرية تتحدى أعرافًا دامت قرونًا. بينما اعتاد الأمريكيون على رؤساء يعملون كجسور بين الشعب والكونغرس، يرسم ترامب صورة مختلفة: قائد يرى نفسه العقل المدبر الوحيد للسلطة التنفيذية. وهذا التحول لا يقتصر على مجرد تغيير في الأسلوب، بل ينذر بإعادة صياغة عميقة لدور الرئيس في النظام السياسي الأمريكي، وسط ترحيب البعض وقلق البعض الآخر. ما الذي يدفع هذا النهج الاستثنائي؟ وكيف يستقبله الشعب والمؤسسات؟

تحدي التقاليد

فمنذ أداء اليمين الدستورية، أبدى ترامب جرأة نادرة في كسر القوالب الرئاسية التقليدية. لم يكن الأول في دفع حدود السلطة — فقد فعلها رؤساء مثل أندرو جونسون وفرانكلين روزفلت— لكنه يتفوق بسرعته واستقلاله. يتعامل مع منصبه كمدير تنفيذي في شركة عملاقة، حيث القرارات تنبثق من القمة دون انتظار موافقة الكونغرس. هذا التوجه يضع علامات استفهام كبيرة حول التزامه بالدستور، الذي يلزم الرئيس بتنفيذ القوانين بمسؤولية وشفافية، وفقاً لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

وفي حين استخدم الرؤساء السابقون الأوامر التنفيذية كحل أخير عند تعثر التشريعات، يجعلها ترامب أداة يومية. حتى مع وجود أغلبية داعمة في الكونغرس، يفضل تجاوز المشرعين، مما يثير مخاوف الخبراء القانونيين. يرون في هذا السلوك تهديدًا مباشرًا لنظام الضوابط والتوازنات، الركيزة الأساسية للديمقراطية الأمريكية، وتحذيرًا من تحول محتمل نحو سلطة أكثر مركزية.

الدعم الشعبي

وما يميز هذه الفترة هو الدعم الشعبي اللافت الذي يحظى به ترامب. يبدو أن قطاعات واسعة من الأمريكيين، المنهكين من البيروقراطية والجمود السياسي، يرحبون بقراراته السريعة. هذا التأييد يعكس رغبة عميقة في التغيير، حتى لو اقتضى ذلك التضحية ببعض التقاليد. بالنسبة لأنصاره، ترامب ليس مجرد رئيس، بل رمز لتحطيم القيود التقليدية.

وعلى الجانب الآخر، يخلّف نهجه انقسامًا حادًا. يحتفي به المؤيدون كبطل للإصلاح، بينما يراه المنتقدون خطرًا على المؤسسات. في الكونغرس، تتصاعد التوترات بين الجمهوريين الذين يدعمونه والديمقراطيين الذين يتهمونه بتجاوز حدوده. خارجيًا، يعبر حلفاء مثل أوروبا عن قلقهم من ابتعاد أمريكا عن قيمها الديمقراطية، مما يفاقم الجدل حول مساره.

التأثير المستقبلي

وإذا نجح ترامب في ترسيخ هذا النموذج، فقد يصبح التوسع في السلطة التنفيذية واقعًا دائمًا. التاريخ يظهر أن الرؤساء نادرًا ما يتنازلون عن سلطات جديدة يكتسبها أسلافهم، مما يعني أن هذا التحول قد يصبح جزءًا لا يتجزأ من النظام. هذا الاحتمال يثير نقاشًا حول قدرة الأجيال القادمة من القادة على ضبط النفس أمام هذه القوة المغرية.

ويبرز سؤال كبير: هل ستتمكن رؤية ترامب من تغيير الرئاسة الأمريكية بشكل نهائي، أم ستنتصر الضوابط الدستورية في استعادة التوازن؟ الإجابة قد تحسم مصير الديمقراطية الأمريكية لعقود مقبلة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا