20 فبراير 2025, 7:01 مساءً
يحتفل السعوديون السبت القادم، 22 فبراير، بيوم التأسيس، وهو مناسبة وطنية تجسد امتداد تاريخ الدولة السعودية لأكثر من ثلاثة قرون. وهو بالطبع ليس مجرد استذكار للماضي، بل محطة لإعادة قراءة هذا الإرث في سياق رؤية مستقبلية طموحة.
وما من شك إنه في ظل رؤية 2030، أصبحت الهوية الوطنية عنصراً رئيسياً في مسيرة التنمية، حيث يجري توظيف العمق التاريخي للمملكة في تعزيز صورتها المعاصرة، وإبراز موروثها الحضاري كأحد ركائز النهضة. فكيف يسهم يوم التأسيس في تحقيق هذا التوازن بين الماضي والمستقبل؟ وكيف تستخدم المملكة تاريخها لتعزيز هويتها الوطنية وتوجهاتها الإستراتيجية؟ .
التاريخ كمرآة للمستقبل:
يقول الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله: ""لقد وضعت نصب عيني منذ أن تشرفت بتولي مقاليد الحكم السعي نحو التنمية الشاملة من منطلق ثوابتنا الشرعية وتوظيف إمكانات بلادنا وطاقاتها والاستفادة من موقع بلادنا وما تتميز به من ثروات وميزات لتحقيق مستقبل أفضل للوطن وأبنائه، مع التمسك بعقيدتنا الصافية والمحافظة على أصالة مجتمعنا وثوابته".
هذه المقولة تجسّد رؤيته السديدة المتمثلة في معادلة دقيقة تجمع بين الإرث التاريخي والنهضة التنموية، وهو ما يتجسد اليوم في رؤية 2030 التي تسعى إلى تحويل العمق التاريخي للمملكة إلى عنصر فاعل في الحاضر والمستقبل.
إن هذا اليوم يضع الجذور العميقة في خدمة المستقبل.
وكما قال رئيس مجلس الوزراء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان :
"لدينا عمق تاريخي مهم جداً موغل بالقدم، ويتلاقى مع الكثير من الحضارات. إن أنجح الرؤى هي تلك التي تبنى على مكامن القوة."
أهمية العمق التاريخي في تشكيل الهوية الوطنية:
ترتكز الدول الكبرى على إرثها التاريخي لتعزيز مكانتها وهويتها، فالتاريخ ليس مجرد سجل للأحداث، بل هو أداة سياسية واقتصادية وثقافية تسهم في رسم ملامح المستقبل.
كيف يوظَّف هذا التاريخ في الحاضر؟
يمكن القول إن ذلك يتم إما عبر مشاريع ثقافية مثل "بوابة الدرعية"، التي تعيد إحياء الإرث السعودي بأسلوب حديث، أو من خلال المناهج التعليمية التي تؤكد على التاريخ كركيزة في بناء الشخصية الوطنية، أو عبر استخدام المناسبات الوطنية لتعزيز الارتباط الوجداني بين المواطنين وتاريخ دولتهم أو بها كلها.
رؤية 2030 ويوم التأسيس.. ربط الماضي بالمستقبل:
تعمل رؤية 2030 على توظيف تاريخ المملكة في تحقيق أهداف تنموية وثقافية، إذ تسعى إلى تعزيز السياحة التراثية، وتطوير المعالم التاريخية، وجعل العمق الثقافي جزءاً من الاقتصاد الوطني.
يقول الدكتور بندر العصيمي، الباحث في التراث العربي: "المملكة لا تحتفي بماضيها فقط، بل تسعى إلى استخدام هذا الماضي كرافعة للمستقبل عبر مشاريع تنموية كبرى تستلهم التاريخ في بناء الدولة الحديثة."
ومن هنا فإن يوم التأسيس يعزز هذا المسار من خلال: كونه يقدم للعالم صورة متكاملة عن نشأة الدولة السعودية وتطورها. كما يعيد تعريف الهوية السعودية بعيداً عن الصور النمطية. ويجذب اهتمام العالم إلى الإرث الحضاري العميق للمملكة.
إنها مناسبة عظيمة مستمرة في العطاء تاريخاً وحاضراً ومستقبلاً بإذن الله تعالى.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.