23 فبراير 2025, 2:03 مساءً
نقلت لوحة فجر الدرعية الثقافية في فعاليات ذاكرة الأرض بالطائف، زوارها إلى رحلة قصصية للإمام محمد بن سعود قبل 300 عام، الذي أخذ فيها على نفسه عهدًا ووعدًا بأن تكون الدولة السعودية أفضل مما هي عليه تنمويًا وتطويريًا واجتماعيًا، عبر أداء فني يحكي فيه الأجداد للأحفاد، ما كان يمتلكه الإمام من شخصية عبقرية وشجاعة حققت على إثرها حلم تأسيس الدولة السعودية الأولى.
وأخذت القصة جمهورها المتشوق منذ البدايات، بعد مبايعة جموع الناس للإمام محمد بن سعود، حيث كانت أولى خطوات الإمام التنموية هي بناء سور الدرعية لتحقيق الأمن والأمان وحماية السكان من الأخطار وكان ذلك في سنة 1759م، وعمل الإمام على توحيد الدولة وضم المناطق المحيطة وفق خطوات مدروسة.
وعبّرت القصة عن اختيار حي الطريف مركزًا للحكم في الدولة السعودية الأولى، إذ كان السبب لما يتميز به حي الطريف من ارتفاع عن مستوى سطح الأرض وفوق التلال ليعطي لساكنيه أكثر تحصينًا، إذ كان وهو القلب النابض الذي انطلق منه الحكم السعودي الأول، وجدد الإمام تطويره العمراني، حيث قام في سنة 1180هـ/ 1766م من إتمام بناء قصر سلوى الذي ضُم وكان مقر الحكم، ويقع في الجهة الشمالية الشرقية من واجهة حي الطريف، حيث يضم فيه قصور الضيافة لزوار الدرعية من الحجاج وغيرهم.
وأضفت القصة إلى مسامع الزوار اهتمامات الدولة السعودية الأولى، التي لم تكن قوتها برية فقط، بل كان الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود، له رؤية بعيده أيضًا وكانت رؤية إستراتيجية ومعرفته أن البحر ذا مصدر قوة يحمي التجارة ويوسع الدولة، حيث أمر بتأسيس أول أسطول من السفن البحرية، لتكوين قوة بحرية، واستعان بخبراء البحار وكان منهم ابن جابر، وإبراهيم بن عفيصان الذين دربوا رجال الإمام على علوم البحر، حتى وصلت الدولة السعودية الأولى إلى ميناء العقير والقطيف بالخليج العربي وكذلك موانئ البحر الأحمر.
وأدخل المشهد الأدائي للأجداد الذي قدمته فعاليات ذاكرة الأرض بالطائف، الحضور في جوٍ اتسم بذكاء الدولة السعودية في التعامل مع خططها الإستراتيجية الفذة وقوة التلاحم والترابط التي جمعتهم في الحفاظ على ما يملكونه من أرضٍ وزرعٍ ودولة عريقة، حيث شرح الأداء الفني المسرحي الذي جذب المئات من الزوار في الساحات الثقافية لفجر الدرعية، صفات الإمام وحنكته في تيسير أمور الدولة، وإدخال روح الحماسة في أبنائها، لما لمسوه من بعد نظر وتنظيم امتاز فيه عقل الإمام وفق توجيهاته السديدة، وتخطيطه الاحترافي والتنفيذ العمراني والتنموي الذي تحقق في عهده بمنتهى السرعة والإبداع.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.