عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

"ماكرون" و"ستارمر" يزوران "ترامب".. هل ينجحان في إعادة تماسك التحالف الغربي؟

تم النشر في: 

24 فبراير 2025, 4:19 مساءً

في ظل تقلبات النظام الدولي وتغير موازين القوى، تبرز خطوة غير متوقعة تُعيد صياغة معالم التحالف الغربي، حيث يشهد المشهد السياسي تحولات جذرية تمس مستقبل الأمن الأوروبي والعالمي. تتداخل الأبعاد الجيوسياسية مع تحديات الأمن والاستقرار؛ إذ تستعد القوى الأوروبية النووية لاستعادة موقعها المركزي أمام واقع تهييج السياسات الأمريكية الجديدة. وتُبرز هذه المرحلة الحاسمة مشهدًا معقدًا يجمع بين زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للرئيس دونالد ترامب، والترتيبات الدبلوماسية التي ينوي من خلالها استعادة الثقل الأوروبي وتماسك التحالف الغربي، مع ضرورة إعادة النظر في دور أوكرانيا وسط معادلات النزاع الروسي. يكشف هذا السياق عن تحديات عميقة تستوجب وقفة نقدية متأنية تلامس جذور السياسة العالمية.

وفي هذا الجو المتأزم، يستعد قادة من أبرز الدول الغربية لتسريع وتحويل موازين القوى نحو إعادة توزيع الأدوار. إذ يُعدّ اللقاء المرتقب بين ماكرون وترامب، الذي يصادف الذكرى السنوية الثالثة لغزو روسيا لأوكرانيا، بمثابة رمز للتحول التاريخي في العلاقات العابرة للأطلسي، كما يتجه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى واشنطن في وقت تُترقب فيه ملامح الدعم الأمريكي لتلك الخطط الأوروبية، خاصةً في ظل التخلي الواضح عن ضمانات الأمن التي طالما اعتُبرت حجر الزاوية في التحالف. تتجلى هنا الحاجة الملحة لوضع استراتيجيات مشتركة تستجيب للتحديات الجديدة دون التفريط في مصالح الدول الغربية، وفقاً لشبكة "سي إن إن" الأميركية.

تحالف متجدد

وتشهد الساحة الدولية تحركًا جريئًا من جانب القوى الأوروبية لإعادة رسم خارطة النفوذ، إذ تسعى فرنسا وبريطانيا إلى استعادة مركزيتها بعد تهميشهما في محادثات السلام الأمريكية الروسية. تمضي الدولتان قدمًا بمبادرة تنطلق من رغبة صادقة في تقديم "قوة طمأنة" تشمل ما يصل إلى 30 ألف جندي يمكن نشرهم في أوكرانيا حال التوصل إلى اتفاق سلام. إلا أن هذا المشروع الطموح يواجه عقبات جسيمة؛ فمن أحدها ضرورة توافر الدعم الأمريكي بشكل يشمل ضمانات أمنية وتعاونًا استخباراتيًا ودعمًا جويًا، فضلاً عن نقل المعدات الثقيلة، ما يضع المسؤولية الكبرى على عاتق واشنطن في ظل التحولات الراهنة. يشير ذلك إلى أن التحالف عبر الأطلسي بات يحتاج إلى إعادة تعريف أدواره بشكل يتماشى مع واقع التهديدات المعاصرة.

وتؤكد تصريحات المسؤولين الأمريكيين على أن التوازن الاستراتيجي لن يتحقق إلا من خلال مفاوضات حقيقية ترضي جميع الأطراف. فقد أعرب مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط عن قرب التوصل إلى اتفاق جديد بين أوكرانيا وروسيا، مستشهداً بكفاءة الرئيس في إبرام الصفقات عندما تكون مصلحة الجميع هي المحرك الأساسي للعمل. وفي المقابل، هاجم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تصريحات ترامب المثيرة، حيث اتهمه بالتلاعب بمواقف تحالف الأطلسي لصالح بوتين، ما أثار موجة من الجدل حول الدور الأمريكي في هذا السياق الراهن.

مفاوضات حاسمة

وتُبرز الأحداث الأخيرة تساؤلات جدية حول مستقبل الدفاع المشترك ضمن إطار حلف الناتو، إذ باتت الدعوات تتصاعد لتحمل أوروبا المسؤولية الأساسية عن أمنها. فقد حذر الدفاع في بروكسل من الاعتماد الكلي على الضمانات الأمريكية، مما ينذر بإعادة رسم استراتيجية الدفاع الجماعي في ظل تحولات السياسة الأمريكية. في هذا السياق، برزت أصوات نقدية من منبر نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، الذي استهدف السياسات الأمريكية التي يبدو أنها تقلل من قيمة التحالف الأوروبي، مما يترك انطباعًا بأن بعض مكونات الإدارة الحالية قد لا تولي الاهتمام الكافي لمصير القارة الأوروبية.

وفي ظل هذه المعادلة المعقدة، يتضح أن تحولات المشهد السياسي لا تخلو من مخاطرة كبيرة تتطلب توازنًا دقيقًا بين المصالح المتضاربة. تظهر الاستراتيجيات الجديدة كخطوة نحو إعادة هيكلة العلاقات العابرة للأطلسي، مما يعكس بوضوح رغبة أوروبا في تجاوز الاعتماد المطلق على الولايات المتحدة وتحقيق استقلالية استراتيجية قد تغير قواعد اللعبة في السياسة العالمية.

وفي خضم هذه التحديات، يبرز الزعيم الألماني المحتمل فريدريش ميرز كأحد الأصوات الرائدة التي دعت إلى إعادة النظر في العلاقات الأوروبية الأمريكية. ففي برنامج حكومي جديد نُقل عن ميرز، الذي فاز في استطلاعات الخروج في الانتخابات الأخيرة، صرح قائلاً: «أولوية مطلقة بالنسبة لي ستكون تعزيز أوروبا بأسرع وقت ممكن لتحقيق استقلالنا التدريجي عن الاعتماد الأمريكي»، تناول ميرز هذه التصريحات وكأنه يفتح فصلًا جديدًا في السياسة الأوروبية، معتبراً أن التجاهل المتزايد من بعض مكونات الإدارة الأمريكية لمصير أوروبا يفرض على القارة أن تأخذ زمام المبادرة في رسم مستقبلها الأمني. فهل ستتحول هذه المفاوضات الحاسمة إلى نقطة انطلاق حقيقية لاستقلالية استراتيجية أوروبية أم أنها مجرد مرحلة انتقالية في مفترق طرق التحالف الغربي؟

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا