عرب وعالم / السعودية / عكاظ

مصلحة رئاسة الهيئة

سعدتُ الأربعاء الماضي بحضور حفل تدشين الهوية الجديدة للهيئة العامة للطيران المدني وإطلاق منصّة «أجواء»، لم يكن الحدث مجرد تغيير للشعار أو الإعلان عن مستوى جديد من الخدمات الرقمية، بل كان تأكيداً واضحاً على أن المملكة لا تكتفي بمواكبة العالم في مجال الطيران، إنما تسهم بصناعة مستقبله، ترسم ملامحه وتحدد اتجاهاته.

لم يعد الطيران مجرد قطاع نقل، فهو أحد ركائز رؤية 2030 ومن أهم محركات النمو والابتكار، وهو أيضاً استثمار استراتيجي يعزز مكانة المملكة مركزاً عالميّاً يربط القارات ويقود التحولات في هذه الصناعة الحيوية.

منذ أن حلّقت المملكة بأولى خطواتها في عالم الطيران عام 1948م، عند تأسيس «مصلحة الطيران المدني»، كانت الرحلة دائماً إلى الأمام ونحو الأعلى، ومع كل مرحلة من مراحل نمو الوطن تعيد المملكة تشكيل قطاع الطيران ليتماشى مع تطلعاتها؛ لذلك تم فصل «الخطوط » عن «الطيران المدني» عام 1959م ليصبح الاسم الجديد «مديرية الطيران المدني»، وفي عام 1977م، تحول المسمّى إلى «رئاسة الطيران المدني».

لم تتوقف رحلة التنظيم والتطوير في قطاع الطيران فانطلقت إلى مدارات أوسع لترسيخ ريادتها من خلال استثمارات ضخمة في البنية التحتية، حيث أنشأت قبل نصف قرن مطارات عالمية مثل مطار الملك عبدالعزيز، ومطار الملك خالد، اللذين كانا أيقونتي المطارات في المنطقة، مع عدد كبير من المطارات المحليّة، والكثير من المشاريع التي تعزز موقع المملكة محوراً لوجستيّاً.

أخبار ذات صلة

 

وفي كل مرة كانت المملكة تخطو نحو المستقبل كان الطيران المدني أول من يفتح البوابات إليه، لذا تحوّل الاسم إلى «الهيئة العامة للطيران المدني» عام 2004م، مع مرحلة جديدة تميّزت بالاستقلال المالي والإداري، مواكبةً المعايير الدولية ومتطلبات الأسواق العالمية، وفي عام 2011م صدر قرار الفصل الثاني بتاريخها حيث استقلّت عن وزارة الدفاع لتمضي بخُطى أسرع نحو التطوير، وفي عام 2016م ارتبطت بوزارة النقل للمزيد من التنظيم ثم جاء عام 2018م بنقلة نوعيّة ليضع الهيئة مباشرة في مكان مسؤولياتها الصحيحة عندما صدر قرار فصل الأعمال التشغيلية عن التشريعية، هذا القرار جعل هيئة الطيران المدني محوراً مهماً في تحقيق قطاعات أخرى لأهدافها كالسياحة والحج والترفيه والرياضة والمؤتمرات وغيرها، كما مكّنها من إدارة ملفات مثل الاستدامة، ودعم الابتكارات في الطيران الأخضر، إدراكاً منها أن المستقبل لن يكون فقط أسرع، بل أكثر استدامة وكفاءة.

وإيماناً منها بأن الإنسان هو جوهر أي تقدم، فقد استثمرت المملكة في رأس المال البشري بإنشاء أكاديميات متخصصة، وبرامج تدريبية عالمية لتأهيل الكفاءات السعودية، التي أصبحت اليوم تقود مسيرة التطوير في القطاع.

لم يكن الشعار الجديد ومنصة «أجواء» الرقمية سوى خطوة جميلة في مسيرةٍ قديمة متجدّدة، ومحطة في رحلةٍ مستمرة نحو التقدم والارتقاء، ولم يكن حفل الأربعاء الماضي تدشين هوية، بل كان رسالة واضحة بأن المملكة تحلّق بأحلامها وطموحاتها نحو آفاق ليس لها حدود.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا