أوروبا التي تتحرك بين مشهدين؛ المشهد الأول وصول الرئيس زيلينسكي إلى لندن وتوقيع اتفاقية قرض بأكثر من ملياري دولار، قبيل انعقاد قمة أوروبية مصغرة لدعم «كييف»، والمشهد الثاني في برلين وهو ظهور نتائج الانتخابات الفيدرالية لانتخاب أعضاء البرلمان «البوندستاغ»، وهي الانتخابات الرابعة منذ الحرب العالمية الثانية التي يدعى لها مبكراً.
الأوروبيون كما تحرص دوله الكبرى وبريطانيا، إلى منع تحول أوكرانيا للقمة سائغة، يخشون أكثر من موسكو إذا بنت قدرات عسكرية أكبر في مدى عشر سنوات، تزامناً مع غياب المظلة العسكرية الأمريكية، ولكن مع دفع الدول الأوروبية وأوكرانيا قيمة المظلة الأوروبية البديلة، فلا يملك أي سياسي منتخب في أوروبا منح الهبات العسكرية، بعدما كشف القناع عن ذلك الرئيس الأمريكي، وهو ما أظهر كلمة «القرض البريطاني» في مانشيت كافة وسائل الإعلام البريطاني.
أما فرنسا التي تعد الدولة النووية الوحيدة في أوروبا برفقة بريطانيا، أشار رئيسها في مقابلة نشرت السبت الماضي، إلى أمله في أن تحرز دول الاتحاد الأوروبي تقدماً سريعاً نحو «تمويل مشترك ضخم ومكثف» مقداره «مئات المليارات من اليورو» لبناء دفاع مشترك، واقترح ماكرون إجراء حوار استراتيجي مع الدول الأوروبية التي لا تمتلك أسلحة نووية، وهو ما «من شأنه أن يجعل فرنسا أقوى»، وبالتالي إعادة إطلاق النقاش الحساس للغاية حول المظلة النووية الأوروبية.
وبعيداً عن مقاربات لندن وباريس حول موقف واشنطن، يعد التغيير في برلين بعد نتائج الانتخابات مهماً على المشهد الأوروبي بانعكاساته على المشهد الأوكراني وما أبعد من ذلك، خاصة أن نسبة المصوتين ارتفعت بصورة غير مسبوقة لتتجاوز 82%، مقارنة بحدود 76% في الانتخابات الأخيرة في العام 2021.
أخبار ذات صلة
من جهة أخرى تراجع التحالف القائم فقد مني المستشار الحالي أولاف شولتس بتراجع في نتائج حزبه الاشتراكي الديموقراطي إلى 16% ثالثاً مقارنة بأكثر من ربع البرلمان الماضي، بالإضافة إلى تراجع الحزب الأخضر من 14% إلى أقل من أن يُمثل في البرلمان.
الحزب الذي تصدر الانتخابات وإن كان يحتاج لتحالف ليحكم بطبيعة الحال في ألمانيا، فهو حزب ميركل السابق، حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي بقيادة السبعيني فريدريش ميرتس، وهذا لا يعني أنه يشبه ميركل في الكثير، بل يعد المنافس التاريخي لها، وما زالت تنتقده حتى الآن، ولذا طُرح صحفياً سؤال مشروع عن مدى كونه ترمب أوروبا؟
أولى إشاراته بعد الفوز كانت دعوة نتنياهو لزيارة ألمانيا، رغم توقيع ألمانيا على الالتزام بقرارات الجنائية الدولية، وأشار أيضاً في منتدى الأمن بميونخ إلى وجوب انتهاء الحرب الأوكرانية قريباً، من جانب آخر خاطب مؤيديه بواقعية ألمانية عتيقة: «ليس لدي أي أوهام على الإطلاق بشأن ما تقوم به أمريكا... نحن تحت ضغط هائل... أولويتي المطلقة الآن هي حقاً خلق الوحدة في أوروبا».
في نهاية الأمر، تعرف برلين جيداً أن المقاربة هنا ليست سياسية أو حتى عسكرية، بل هي اقتصادية محضة، تدرك أن بوتين جار صعب صديقاً كان أو خصماً، وأمريكا لها من الأثر ما لها خاصة على الصادرات الألمانية وتحديداً السيارات، لكنها لا تريد أن تكون البديل الداعم اقتصادياً حينما تغيب واشنطن، وتثقل كاهلها مجدداً كما يفضل الكثير من الأوروبيين، خاصة أن اقتصادها ليس في أفضل أحواله.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.