أولاً، مصطلح المعارضة له تعريفه ووصفه ووظيفته في الأنظمة السياسية التي تتيحه ضمن إطار لا يتعارض مع المصالح الوطنية العليا، هذا المصطلح لا ينطبق على الهاربين من وطنهم ولا يملكون أدنى وعي سياسي، ولا يمارسون نقداً موضوعياً، وليست لديهم قضية مفهومة أساساً، وكل ما يفعلونه هو الذم والقدح العشوائي الهابط لكل شيء في الوطن. ينطبق هذا على كل الذين غادروا دون استثناء، بدءاً بثلة لندن التي غادرت قبل عقود، وانتهاءً بالأفراد الذين غادروا لاحقاً، وجميعهم قوبلوا بالاستهجان من الشعب السعودي، ثم تحولوا إلى نكرات لا يعبأ بهم أحد، بينما هم يعانون أسوأ أحوال الحياة في تلك البلدان.
هؤلاء لم يعد سراً أنهم إما متورطون مع جهات أجنبية جندتهم، وإما جهلة مستقطبون مغرر بهم من قبل من جُندوا سابقاً بعد معرفة ثغرات هشاشتهم الفكرية والنفسية وضحالة وعيهم ومشاكلهم الذاتية. جميع هؤلاء لم يؤثروا قيد أنملة في الوعي الجمعي الوطني الناضج، ولم يكن لهم أي تأثير مطلقاً على لحمة الشعب بقيادته ودولته، وكل ما حققوه هو التندر عليهم والأسف والإشفاق على حالهم، والدعاء لهم بالهداية والتراجع عن الخطأ الفادح الذي ارتكبوه بحق أنفسهم ووطنهم.
هؤلاء لو كانوا مواطنين في دولة بوليسية لكان مصيرهم ومصير عائلاتهم مختلفاً، وعليهم أن يحمدوا الله أنهم ينتمون إلى وطن تحرص دولته على أبنائها، وتعاملهم بإنسانية تمنحهم فرصة التراجع والعودة دون عقاب أو تشهير، كما أكد رئيس أمن الدولة نقلاً عن ولي العهد. وقد سمعنا عن عدد من الذين عاد إليهم رشدهم واعترفوا بخطئهم ورغبوا بالعودة إلى وطنهم فعادوا معززين مكرمين.
نحن نعيش في وطن لا يصادر الرأي الذي يتوخى مصلحته، ولا يعاقب على نقد بناء لأي جهة من شأنه إصلاح الخلل وتفادي الأخطاء. من أراد المساهمة في رفعة وطنه فالمجال مفتوح لتبادل الآراء ووجهات النظر دون شطط وتجاوز. وكل ما نرجوه من الذين أخطأوا بحق وطنهم نتيجة تغرير بهم أن يغتنموا فرصة انتمائهم لوطن يحرص عليهم ودولة كريمة نبيلة متسامحة مع أبنائها التائبين عن الخطأ والعائدين إلى رشدهم.
أخبار ذات صلة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.