عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

"ترامب" يُجمّد تسليح أوكرانيا.. هل يمنح روسيا ضوءاً أخضر لتوسيع الحرب؟

تم النشر في: 

04 مارس 2025, 8:01 صباحاً

منذ اللحظات الأولى التي خطّ فيها الرئيس دونالد ترامب؛ قراراً حاسماً بتجميد المساعدات العسكرية المخصّصة لأوكرانيا، بدأت العواصف السياسية تدور حول واشنطن، ففي مواجهة حادّة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي؛ أعرب ترامب عن استيائه ممّا وصفه بنقص الامتنان للدعم الأمريكي في الحرب ضدّ روسيا. ولم يأتِ القرار بمحض المصادفة، بل كان تتويجاً لتحوُّل جذري في السياسة الأمريكية تجاه أوكرانيا وروسيا منذ توليه المنصب في يناير.

وعلى الرغم من أن تفاصيل وقف المساعدات -من حيث المدى والحجم- لا تزال غامضة، إلا أن هذا القرار يمثل خرقاً للسياسات السابقة التي قامت على تقديم دعم عسكري مستمر لكييف. كما أثار هذا التحوُّل تساؤلات حول مدى قدرة الإدارة الأمريكية على الحفاظ على مصداقيتها بين حلفائها التقليديين، خاصة في ظل الاتهامات التي وجّهتها الدوائر الديمقراطية بأن هذه الخطوة قد تمنح روسيا الفرصة لتصعيد عدوانها، وفقاً لـ"رويترز".

انقساماتٌ أمريكية

في الأوساط السياسية داخل الولايات المتحدة، ارتسمت انقساماتٌ واضحة على خلفية هذا القرار، فقد انتقد عددٌ من الديمقراطيين -بشدة- ما وصفوه بأنه تنازلٌ عن مبادئ الدعم الثابت لأوكرانيا، معتبرين أن تجميد المساعدات العسكرية سيفتح الباب أمام فلاديمير بوتين؛ لتصعيد هجماته على الأراضي الأوكرانية وتوسيع نطاق الحرب. من جهة أخرى، بررت الإدارة الإجراء بأنه جزءٌ من إستراتيجية أوسع تهدف إلى إعادة ترتيب الأولويات وضمان تحقيق مصالح الأمن القومي الأمريكي.

وعلى صعيد العلاقات الدولية، لم يمر القرار دون أن يُثير موجة من الاستياء بين الحلفاء الأوروبيين. فقد تزامنت الخطوة مع محاولاتٍ سرية وعامة للدول الأوروبية لابتكار خُطة سلامٍ تُعيد الاستقرار إلى المنطقة، إذ يرى بعض القادة أن وقف تسليم المعدات العسكرية قد يُشكّل فرصة لإعادة تقييم الشراكات القائمة. في هذا السياق، ظهر نداء نائب الرئيس جيه.دي. فانس؛ عبر قناة "فوكس نيوز"، داعياً الرئيس الأوكراني لقبول ما سمّاه "اتفاق المعادن"، الذي يعد بمنزلة جسر اقتصادي يضمن استثمارات أمريكية مستقبلية في أوكرانيا كضمان أمني ملموس.

التداعيات المستقبلية

يشير هذا التحوُّل في السياسة الأمريكية إلى أن المساعدات العسكرية لم تعد تُعتبر هدفاً بحد ذاته، بل وسيلة لتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية أوسع. إذ يرى المحللون أن وقف تسليم الأسلحة والتجهيزات، بما فيها الذخائر والصواريخ وأنظمة الدعم المتنوّعة، قد يؤدي إلى تقويض القدرة الدفاعية للجيش الأوكراني، مما قد يُعيد ترتيب موازين القوى في المنطقة. من ناحية أخرى، قد يدفع هذا القرار بوتين إلى استغلال الثغرات الجديدة، مما يزيد من حدّة الصراع، ويضاعف المخاوف بشأن استمرار العدوان الروسي.

كما أن هذه الخطوة تضع الولايات المتحدة في موقعٍ حساسٍ على المسرح الدولي، حيث قد ينظر إليها الحلفاء كدولة متقلبة في سياساتها الخارجية. فمنذ ثلاث سنوات، كان الدعم الأمريكي لكييف حجر الزاوية في مواجهة التحديات الروسية، والآن تتجه السياسة إلى إعادة تقييم هذا الدعم ضمن إطار شامل يربط بين الأمن الاقتصادي والسياسي. وتبرز هنا تساؤلاتٌ حول مستقبل العلاقات الأمريكية مع كييف، وفي الوقت نفسه، حول قدرة القادة في أوروبا على تعبئة الجهود لتأمين استقرار المنطقة وسط غياب دعمٍ أمريكي واضح.

تغييرٌ منهجي

تخضع علاقات الولايات المتحدة مع أوكرانيا لضغوطٍ داخلية وخارجية جمة، إذ إن القرار الذي اتخذته إدارة ترامب يُعد بمكانة تغيير منهجي في توجهاتها الإستراتيجية. بينما يراها بعضهم بمنزلة خطوة نحو تحقيق مصالح وطنية تتعلق بترجيح الميزان لمصلحة الاقتصاد الأمريكي، يعتبرها آخرون تحركاً قد يؤثر سلباً في نزاهة التحالفات الأمنية التقليدية. ويُظهر هذا التباين أن مستقبل الدعم الأمريكي لأوكرانيا لم يعد مضموناً، وأنه قد ينعكس بشكلٍ مباشرٍ على قدرة كييف على مواجهة التحديات العسكرية والاقتصادية القادمة.

إضافة إلى ذلك، فإن التجاذبات حول "اتفاق المعادن" تفتح آفاقاً جديدة للتفاوض، حيث يسعى المسؤولون إلى تحويل الأزمة العسكرية إلى فرصة اقتصادية يمكن من خلالها استرداد جزءٍ من المساعدات المالية والعسكرية الضخمة التي قُدمت منذ اندلاع الأزمة. وقد يُعد هذا السيناريو انعكاساً على رؤية إدارة ترامب التي تؤكّد أن الحصول على مكاسب اقتصادية في أوكرانيا يعد ضماناً أمنياً أكثر واقعية من تقديم الدعم العسكري غير المحدود.

ويتضح أن قرار وقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا ليس مجرد تبدلٍ تكتيكي في السياسة الخارجية الأمريكية؛ بل هو منعطفٌ يشير إلى إعادة صياغة المواقف الإستراتيجية التي ترتكز على الربط بين الأمن والاقتصاد. في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتداخل مصالح القوى الكبرى، يبقى السؤال المطروح: هل ستُعيد هذه الخطوة رسم ملامح تحالفات المستقبل في ظل عالمٍ يشهد صراعاتٍ متجدّدة؟

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا