في منطقة البلد التاريخية بجدة.. تشتم عبق الماضي بكل تفاصيله، وتسحر عينيك المظاهر التراثية المزدانة بفوانيس رمضان، وأنت تسير بين أزقتها لتتوقف وتتأمل جمالياتها.. «عكاظ» رصدت في جولة ميدانية على شوارع وحارات «البلد التاريخية»، الزينة التقليدية وعبق المكان وعظمة الإنسان وأصالة المشهد، حيث تشهد المنطقة التاريخية إقبالاً كبيراً من الزوار والسياح من كل الجنسيات من داخل السعودية وخارجها، ويتعاظم الإقبال في شهر رمضان، فيتوافد الناس إلى المكان الأثير للاستمتاع بالأجواء الرمضانية الفريدة التي تعكس روح التراث الحجازي العريق والاحتفالات الشعبية والعروض الفنية وقصص الحكواتي والألعاب التراثية القديمة.

«عكاظ» سألت زوار منطقة البلد عن رمضان زمان وحالياً، فتحدث في البداية منصور بن جمعان الذي جاء لمنطقة البلد مبكراً، قائلاً: قررت اليوم زيارة منطقة البلد، ووجدت الطقوس الرمضانية التي تختلف من موسم إلى آخر، كما أنها تختلف من زمن إلى آخر.

وذكر سلطان الزهراني القادم من الباحة: منطقة البلد التاريخية احتفظت بنكهتها وأجوائها التي تعود إلى الماضي الجميل، ممتزجاً بـ«العصرنة» ما أضفى لوناً وطعماً جديدين في هذا الموسم وكل موسم.

ويقبل الزوار والسياح على المتاجر التي تجمع بين الكلاسيكية والجديد لشراء الهدايا والتذكارات والسلع التراثية، فضلاً عن تذوق أشهى الأطباق الحجازية التقليدية التي تقدمها المطاعم والمقاهي المنتشرة في الأزقة التاريخية، والتي تجذب عشاق المأكولات الشعبية الأصيلة.

وفي زاوية أخرى، كان لعربة «الآيسكريم المديني» حضور لافت، إذ يُقدَّم بنكهات الزمن الجميل وسط ديكور مستوحى من تاريخ جدة وروحها القديمة، وأزياء حجازية تراثية يرتديها العاملون، وهم يقدمون الضيافة بابتسامات تعبر عن كرم أهل الحجاز، ليكون المذاق امتداداً لتراث متوارث عبر الأجيال. وتُعد منطقة البلد التاريخية بجدة نموذجاً حيّاً على الاهتمام الذي توليه القيادة السعودية للحفاظ على التراث الوطني وتطويره بما يعزز مكانة المملكة على خارطة السياحة العالمية، مع المحافظة على هويتها الثقافية وأصالتها العريقة.