06 مارس 2025, 7:58 صباحاً
في ليلةٍ تحوّلت فيها سماء أوديسا إلى ساحة لهبٍ، بعد إطلاق روسيا 181 طائرة مسيّرة وأربعة صواريخ، تساءل العالم: هل يمكن لأوكرانيا أن تحمي مدنها من هذا الدمار المتكرّر؟ الآن، تطفو على السطح خطة جريئة تقترح نشر 120 طائرة مقاتلة أوروبية لفرض "منطقة حظر جوي" فوق كييف وغرب أوكرانيا، لكن السؤال الأكبر: هل تستطيع أوروبا تنفيذها دون إيقاظ تنين التصعيد مع موسكو؟ وهل تغيّر الخطة مجرى الحرب؟
الخطة الأوروبية
بقيادة خبراء عسكريين وسياسيين بارزين، تُقدّم خطة "درع السماء" نفسها كحلٍ مبتكرٍ لوقف الهجمات الروسية على المدنيين والبنى التحتية الحيوية. الفكرة تعتمد على تشكيل تحالف جوي أوروبي مستقل عن حلف الناتو، يركّز على حماية ثلاث محطات نووية ومدينتَي أوديسا ولويف، مع تجنُّب الاشتباك المباشر مع القوات الروسية شرقاً، وفقاً لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
والهدف الأساسي هو إنشاء "منطقة عازلة" جوية تُعطّل هجمات الصواريخ والطائرات المسيّرة التي تشنّها موسكو بشكلٍ شبه يومي. بحسب الوثيقة، ستُستخدم المقاتلات الأوروبية في اعتراض التهديدات بعيدة المدى، مما يخفّف الضغط على أنظمة الدفاع الأوكرانية المرهقة، خاصةً مع توقف الولايات المتحدة عن إمدادها بصواريخ "باتريوت".
مخاطر جسيمة
والخطة ليست مجرد تصوّرٍ عسكري، بل حملة دبلوماسية مدعومة بأسماء ثقيلة: الجنرال الأمريكي السابق فيليب بريدلاف (القائد الأعلى السابق لحلف الناتو)، والجنرال البريطاني ريتشارد شيريف، والرئيس البولندي الأسبق ألكسندر كفاشنيفسكي. هؤلاء يؤكّدون أن "الدرع" ستعزز الموقف التفاوضي لأوكرانيا في أيّ محادثات سلامٍ مستقبلية، وفقًا لتصريح وزير الخارجية الليتواني السابق: «هذا المشروع سيجعل أوروبا تلعب دوراً أمنياً حاسماً».
ورغم التفاؤل، تُحيط بالخطة مخاطر جسيمة. أبرزها احتمال اصطدام الطائرات الأوروبية بالجيش الروسي، مما قد يُشعل مواجهة مباشرة مع موسكو. لكن المؤيدين يستبعدون هذا السيناريو، مشيرين إلى أن الطائرات الروسية لم تعبر الخطوط الأمامية منذ 2022، وأن المسافة بينها وبين "منطقة الدرع" ستتجاوز 200 كيلو متر.
استنزاف الموارد
والأرقام تكشف حجم الكارثة: خلال هجومٍ واحدٍ الأسبوع الماضي، أسقطت أوكرانيا 177 طائرة مسيّرة روسية، لكن صاروخاً واحداً نجح في قتل مدني بأوديسا وتدمير البنية التحتية. هذه الهجمات تستنزف موارد كييف، خاصة مع استخدامها صواريخ "ستورم شادو" الأنجلو-فرنسية لضرب أهدافٍ داخل روسيا، كردٍ يزيد من حدة التوتر.
وتواجه الخطة عقبتَيْن رئيستَيْن: عدم رغبة القادة الأوروبيين في المخاطرة بدخول حرب مفتوحة، واعتماد أوكرانيا المتزايد على الأسلحة الغربية. مع انسحاب واشنطن الجزئي من المشهد، يبدو أن أوروبا أمام اختبارٍ حقيقي لقيادة ملفٍ قد يُعيد تعريف موازين القوى العسكرية في القارة. الساعة تدق، فهل ستنجح "درع السماء" في كسر حلقة الدمار، أم ستتحوّل إلى فقاعة سياسية تذروها رياح الحرب؟
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.