يقدم الكاتب الصحفي أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم أكثر من سبعة عشر أمرًا دوائيًا وعلاجيًا لا تُفطر صاحبها في نهار رمضان، وذلك نقلًا عن مجمع الفقه الإسلاميِّ الدوليِّ، مؤكدًا أن إصدار هذه الفتاوى، جاء بعد تداول الموضوع بين الفقهاء والأطبَّاء، والنَّظر في الأدلَّة من الكتاب والسُّنَّة، ولافتا إلى أن هناك أمورًا أخرى دوائية وعلاجية لم يتم التطرق إليها، حيث لا تزال محل نقاش وخلاف بين الفقهاء.
المجامع الفقهيَّة مرجع في الأمور المستجدَّة ومنها الصحة
وفي مقاله "أمور دوائية وعلاجية لا تفطر!" بصحيفة "المدينة"، يقول "الكريّم": "المجامع الفقهيَّة، هي الجهة التي ينبثق عنها الفتاوى الاجتهاديَّة، التي تستجد في حاضر الأُمَّة الإسلاميَّة، وحيث إنَّ القضايا المستجدَّة مرتبطة بنواحٍ حياتيَّة للإنسان، مثل النواحي الصحيَّة والاقتصاديَّة والاجتماعيَّة، فإنَّ الفقهاء والشرعيِّين لا يصدرُون أيَّ فتوى في تلك الأمور المستجدَّة الطبيَّة والبيولوجيَّة والاقتصاديَّة والاجتماعيَّة وغيرها، إلَّا بعد أنْ يستمعوا لأهل التخصُّص من علماء الطبِّ والبيولوجي والاقتصاد والاجتماع، كل في تخصُّصه، وقد حضرتُ بعض مؤتمرات تلك المجامع الفقهيَّة، وقدَّمتُ بحوثًا في بعض لقاءاتها الفقهيَّة، مثل الاستنساخ، والهندسة الوراثيَّة، والخلايا الجذعيَّة".
ويرصد "الكريّم" أكثر من سبعة عشر أمرًا دوائيًا وعلاجيًا لا تُفطر صاحبها في نهار رمضان، ويقول: "ومن تلك المجامع الفقهيَّة مجمع الفقه الإسلاميِّ الدوليِّ، الذي أنقلُ هنا عنه فتاوى فيما يخص المفطِّرات في مجال التَّداوي، وذلك بعد تداول الموضوع بين الفقهاء والأطبَّاء، والنَّظر في الأدلَّة من الكتاب والسُّنَّة، أقرَّ أمورًا دوائيَّة وعلاجيَّة لا تفطِّر منها ما يلي:
- قطرةُ العين، أو قطرةُ الأُذن، أو غسول الأُذن، أو قطرةُ الأنف، أو بخَّاخُ الأنف إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ إلى الحلق.
- الأقراص العلاجيَّة التي توضع تحتَ اللِّسان لعلاج الذبحة الصدريَّة وغيرها، والأنف إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ إلى الحلق.
- ما يدخلُ المهبلَ من تحاميل (لبوس)، أو غسول، أو منظار مهبلي، أو أصبع الفحص الطبيِّ.
- إدخال المنظار، أو اللَّولب ونحوهما إلى الرَّحم.
- ما يدخل الإحليل -أي مجرى البول الظاهر للذكر والأُنثى- من قسطرة، أو منظار، أو مادة ظليلة على الأشعَّة، أو دواء، أو محلول لغسل المثانة.
- حفر السِّن، أو قلع الضِّرس، أو تنظيف الأسنان، أو السِّواك وفرشاة الأسنان، إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ إلى الحلق.
- المضمضة، والغرغرة، وبخَّاخ العلاج الموضعي للفم، إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ إلى الحلق.
- الحقن العلاجيَّة الجلديَّة، أو العضليَّة، أو الوريديَّة باستثناء السوائل والحقن المغذِّية.
- غاز الأكسجين.
- غازات التخدير (البنج)، ما لم يُعطَ المريض سوائل (محاليل) مغذِّية.
- ما يدخل الجسم امتصاصًا من الجلد، كالدهونات، والمراهم، والملصقات العلاجيَّة الجلديَّة المحمَّلة بالمواد الدوائيَّة، أو الكيميائيَّة.
- إدخال قسطرة في الشرايين؛ لتصوير، أو علاج أوعية القلب، أو غيره من الأعضاء.
- إدخال منظار من خلال جدار البطن لفحص الأحشاء، أو إجراء عمليَّة جراحيَّة عليها.
- أخذ عينات (خزعات) من الكبد، أو غيره من الأعضاء ما لم تكن مصحوبة بإعطاء محاليل.
- منظار المعدة إذا لم يصحبه إدخال محاليل، أو مواد أُخرى.
- دخول أيِّ أداة أو مواد علاجيَّة إلى الدماغ، أو النخاع الشوكيِّ.
- القيءُ غيرُ المتعمَّد بخلاف المتعمَّد (الاستقاءة)".
وينهي "الكريّم" قائلاً: "أعلاه أمور تفصيلية دوائية وعلاجية، بت فيها مجمع الفقه الدولي، بأنها لا تفطر، وهناك أمور أخرى دوائية وعلاجية لم يتم التطرق إليها، فهي لا تزال محل نقاش وخلاف بين الفقهاء، ويكون فيها أكثر من رأي، وفي هذه الحالة تكون الفرصة متاحة للأخذ بالرأي الفقهي، الذي تميل إليه النفس. وكل الاراء الفقهية معتبرة، ومأجور فيها الاجتهاد، وهي من الوسع الذي يحقق مصالح الناس، ومن ذلك مثلًا موضوع الحجامة، أو أخذ عيِّنة دم للتحليل المخبريِّ، أو بخَّاخ الربو، أو التبرُّع بالدَّم، أو استقباله، فكثير من مثل هذه الموضوعات وغيرها لا تزال محل الاختيار، دون أن يعيب أحد على اختيار أحد، سواء اعتبر مفطرًا، أو غيرَ مفطرٍ؛ لأنَّ في ذلك ما يسع الجميع".
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.