لم يكن نبيه مجرد زميل عمل، بل كان صديقاً للجميع، بوجهه البشوش، وحضوره الذي لا يُثقل المكان، بل يمنحه خفةً لا تشبه سوى قلبه. كان يسير في الممرات بابتسامة تُشعرك أن الدنيا بخير، وحين يتحدث، كانت كلماته تُشبه يديه الممتدتين دائماً للمساعدة. لم يكن يملك سوى الطيبة، لكنها كانت كافية ليكون ملاذاً لكل من عرفه.
في أروقة العمل، كان أقرب إلى ظل خفيف الحضور، لكنه شديد التأثير. لا يسأل عن المقابل، ولا ينتظر الشكر، يكفيه أن يكون العون لمن يحتاجه. كان نبيه في جوهره انعكاساً لاسمه؛ نبيهٌ في إحساسه بالآخرين، حاضرٌ بمشاعره قبل كلماته.
ثم، فجأة، خطفت الحياة نبضه، وكأنها خشيت أن يُرهقه عطاء قلبه الكبير. رحل في غفلة، تاركاً وراءه فراغاً لا يملؤه سوى الذكرى، وحنين كل من عرفه إلى تلك الضحكة التي كانت تمنح للحياة لمسة من البساطة والصدق. لم يكن نبيه مجرد زميل رحل، بل كان قصة إنسانية اختصرت معاني المحبة والعطاء دون أن تتحدث كثيراً.
في قلوبنا يبقى نبيه، لا كذكرى عابرة، بل كضوء خافت يضيء زوايا الذكرى. لقد رحل الجسد، لكن طيفه سيظل حاضراً، في لحظات الحنين، وفي كل مرة نحتاج فيها إلى أن نتذكر كيف يكون الإنسان إنساناً. رحمك الله، وجعل ما زرعته في قلوب الناس نوراً يضيء لك الطريق إلى الجنة.
أخبار ذات صلة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.