15 مارس 2025, 3:08 مساءً
وسط زحامٍ يختنق بأنفاس اليائسين، تتصاعد صرخات أمٍ تحمل رضيعًا أمام مخبز "زادنا" في غزة.. أوراق نقدية مهترئة تُلوِّح بها يدٌ مرتجفة، بينما تُحَاصَر الأفران بجدران من الجوعى. هنا، حيث تتحول قطعة الخبز إلى حلمٍ باهظ الثمن، تُعيد إسرائيل فصول الأزمة الإنسانية عبر حظر المساعدات، مُستَخدمةً معاناة المدنيين كـ"ورقة ضغط" لفرض شروطها في مفاوضات تطحن حقوق الإنسان.
مشاهد مأساوية
تحوّلت ساحة المخبز إلى مسرحٍ للفوضى قبل أيام؛ حارس أمن يصرخ محاولاً تنظيم الحشود، ومتسللون يبيعون رغيف الخبز بثلاثة أضعاف سعره، وأطفالٌ يتسللون بين الأرجل بحثًا عن فتات. مع اقتراب إفطار رمضان، تَختفي أبسط مقومات الحياة : ماءٌ مالحٌ يزيد العطش، وغاز للطهي يُباع بالسوق السوداء، وخضراوات طازجة تحولت إلى رفاهية وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز".
في الزوايا المظلمة للأزقة، يَزدهر "اقتصاد الكارثة"، تجار يخزنون السلع الأساسية لرفع الأسعار لاحقًا، بينما تُباع عبوة الفول المعلب -البديل الوحيد عن الخضار- بأسعارٍ تفوق قدرة معظم العائلات. تقول أم محمد (45 عامًا) بين دموعها : "نأكل الخبز بالماء المالح.. حتى الحليب أصبح ذكرى".
حصار المساعدات
ولم تدخل شاحنة مساعدات واحدة إلى القطاع منذ 2 مارس (آذار) الجاري، حين فرضت إسرائيل حظرًا شاملاً ردًا على تعثُّر المفاوضات مع حركة حماس. وفق مصادر دبلوماسية، تريد إسرائيل إجبار الحركة على الإفراج عن مزيد من الرهائن دون الانتقال لمرحلة التفاوض على إنهاء الحرب، مُستَخدمةً الحصار كـ"مُعَجِّل" لتنفيذ مطالبها.
وشهدت الأشهر القليلة الماضية -بعد هدنة يناير(كانون الثاني) تحسنًا نسبيًا في تدفق الإمدادات، لكن المشهد عاد الآن إلى نقطة الصفر. تقارير الأمم المتحدة تُحذر: 95 % من سكان غزة يعانون انعدام الأمن الغذائي، بينما تتهاوى خدمات الصرف الصحي، مما يهدد بانتشار الأوبئة.
ضغوط دولية
على الرغم من إدانة دولية واسعة للحصار الإسرائيلي، ترفض واشنطن -الحليف الرئيسي لإسرائيل- استخدام مصطلح "المجاعة" في بياناتها الرسمية. في المقابل، وتُحمِّل دول أوروبية حماس مسؤولية التعنت في المفاوضات. لكنّ مراقبين يشيرون إلى أن كلا الطرفين يستخدم المدنيين كـ"رهان" في صراع القوى.
ومع استمرار المأزق، تتسع الهوة بين الخطاب السياسي والمعاناة اليومية. فبينما تُناقَش في الغرف المغلقة تفاصيل "صفقة تبادل"، ينتظر الغزيون في الطوابير ما قد تجود به الشاحنات، أو ما تبقى من كرامتهم. هل تنجح الضغوط الدولية في كسر الحصار، أم ستظل غزة ساحةً لصراعٍ تُدفع فاتورته بأرغفة الخبز؟
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.