في زمن لم تكن التكنولوجيا فيه تجمّل الزوايا، ولم تكن الكاميرات إلا أدوات بدائية بمعايير اليوم، أبدع لطفي شاهين، في تحويل كل صورة إلى لوحة تنبض بالحياة. كان عينه التي ترى، وقلبه الذي يشعر، ويده التي تترجم المشهد إلى قصة، حتى أصبحت صوره تُحكى أكثر مما تُوصف، ويتأملها القارئ قبل أن يقرأ العناوين. لم يكن مجرد مصور، بل كان مؤرخاً بصرياً لحياة الناس، للمناسبات الكبرى، وللحظات التي علقت في الذاكرة الجماعية كما لو أنها التُقطت بالأمس.
كان شاهين، حبيباً للكل، ليس فقط بسبب موهبته الفذة، بل لروحه الطيبة التي جعلت حضوره محبباً حيثما حل. لم يكن مجرد مصور خلف الكاميرا، بل كان صديق الصحفيين، ونبض غرف الأخبار، ورجل التفاصيل الصغيرة التي يصنع منها المشهد الكبير. كان يعرف كيف يقتنص اللحظة بذكاء، وكيف يُبرز الإنسان داخل الصورة، دون تكلف أو تصنع، كأنما كان يرى بعين القلب قبل أن يرى بعين العدسة.
اليوم، ونحن نعيد رسم ملامح الرواد الذين صنعوا للمهنة أفقاً أرحب، لا يمكننا أن ننسى لطفي شاهين، أحد أولئك الذين علمونا أن الصورة قد تكون أكثر بلاغة من المقال، وأكثر صدقاً من أي سرد، وأن الصحافة ليست فقط كلمات تُكتب، بل لحظات تُخلَّد بعدسة مبدع يملك عينً تعرف كيف تصطاد الدهشة.
أخبار ذات صلة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.