17 مارس 2025, 9:40 صباحاً
يكشف تقريرٌ صحيٌّ أن عدد ساعات النوم الذي يحتاج إليها الإنسان تختلف من شخصٍ لآخر، حسب جنسه وعمره، ويؤكّد خبراءٌ وأطباءٌ أن السؤال عن جودة النوم أهم من الانشغال بعدد الساعات، وأن النوم في حد ذاته لا يزال لغزاً محيراً.
يقول تقرير لوكالة "أسوشيتد برس"، وأنت تقرأ هذا التقرير، ربما تكون قد نمتَ قليلاً الليلة الماضية. لكن هل تشعر بالراحة؟ يقول الخبراء إنه سؤالٌ مهمٌ يجب مراعاته.
يتغيّر عدد الساعات اللازمة طوال حياتك
وحسب التقرير، يقضي معظمنا ثُلث حياته نائماً، لكن قد تحتاج إلى أكثر أو أقل من ثماني ساعات في الليلة، ويتغيّر عدد ساعات النوم اللازمة طوال حياتك، حيث يحتاج الرُّضَّع والأطفال إلى مزيدٍ من النوم، بينما يستطيع الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً فأكثر النوم بأقل من سبع وربما أكثر من تسع ساعات بقليل.
يختلف علماء النوم والأطباء حول مقدار النوم الذي تحتاج إليه حقاً، وأسباب هذا الاختلاف.
يقول الدكتور رافائيل بيلايو؛ أخصائي النوم في جامعة ستانفورد: "أسباب اختلاف عدد ساعات النوم ليست واضحة تماماً، لكن النوم في ذاته أمرٌ أساسيٌّ نفعله جميعاً".
ويضيف: "يحدث شيءٌ رائعٌ لأجسادنا في أثناء النوم. إنه أكثر أشكال العناية الذاتية طبيعية لدينا".
النوم الكافي وقاية من الأمراض
تقول مولي أتوود؛ أخصائية طب النوم السلوكي في جامعة جونز هوبكنز، يحصل معظم الناس على ما بين سبع وتسع ساعات من النوم، وهذه الفئة تحديداً هي الأقل ارتباطاً بالمشكلات الصحية.
وتضيف "أتوود"؛ أنه بمجرد أن ينام الناس أقل من ست ساعات أو ينامون أكثر من تسع ساعات في المتوسط، يزداد خطر الإصابة بالمشكلات الصحية تدريجياً، لكن كل شخص يختلف عن الآخر.
ويقول "بيلايو": "عندما تحاول تحديد مقدار النوم الذي تحتاج إليه، من المهم التفكير في جودته: ما تريده حقاً هو أن تستيقظ وأنت تشعر بالانتعاش.. هذا هو جوهر الأمر".
عدد ساعات النوم
ويضيف "بيلايو": "إذا أخبرني شخصٌ أنه ينام ساعات طويلة، لكنه يستيقظ متعباً، فهناك مشكلة ما".
وتتغيَّر كمية النوم التي نحتاج إليها طوال حياتنا، حيث يحتاج حديثو الولادة إلى ما بين 14 و17 ساعة.
وتقول "أتوود": "بالتأكيد، عندما نكون رُضّعاً وأطفالاً، نظراً لنمونا السريع، نحتاج إلى نومٍ أكثر بكثير".
توصي المؤسسة الوطنية الأمريكية للنوم، بأن يحصل معظم البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 26 و64 عاماً على ما بين سبع وتسع ساعات من النوم. يمكن للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً فأكثر الحصول على ساعات نومٍ أقل بقليل، ويمكن للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و25 عاماً الحصول على ساعات نومٍ أطول بقليل.
مراحل نوم مختلفة كل 90 دقيقة
تقول "أتوود": يمر البشر بمراحل نوم مختلفة كل 90 دقيقة تقريباً. في الجزء الأول من الليل، تكون مرحلة النوم البطيء، أو النوم العميق، وهو أمرٌ ضروري لإصلاح الجسم واستعادته قوته، وفي هذه المرحلة أيضاً يتم إفراز "هرمون النمو".
أما الساعات الأخيرة من الليل، فنكون في نوم حركة العين السريعة، أو نوم الأحلام، وهو مهمٌ للتعلُّم وتقوية الذاكرة، أو العملية التي تتحوّل فيها الذاكرة قصيرة المدى إلى ذاكرة طويلة المدى.
الأطفال يحصلون على "نوم عميق" أكثر
تضيف "أتوود": أن الأطفال يحصلون على "نوم عميق" أكثر، حيث يقضون نحو 50% من الليل في هذا المجال، وهذه النسبة تنخفض في مرحلة المراهقة، لأن أجسامنا لا تحتاج إلى النوع نفسه من الإصلاح والاستعادة.
وهناك أمرٌ آخر مثيرٌ للاهتمام يحدث مع البلوغ: تبدأ الاختلافات في النوم بين الجنسين بالظهور.
هل تحتاج النساء إلى نوم أكثر من الرجال؟
لا تُظهر الأبحاث أن النساء بحاجة إلى نومٍ أكثر، لكن النساء يحصلن على نومٍ أطول بقليل في المتوسط من الرجال، كما تقول "أتوود".
يقول "بيلايو": تبدأ الفروق بين الجنسين في سن مبكرة. فعلى الرغم من أن النساء لديهن احتياجات النوم نفسها، إلا أن الفتيات المراهقات يحصلن على نومٍ أقل من الفتيان المراهقين، إضافة إلى ذلك، تميل الفتيات المراهقات إلى الشكوى من الأرق بشكل أكثر تكراراً.
وتقول أليسون هارفي، أخصائية علم النفس السريري وأستاذة دراسات النوم في جامعة كاليفورنيا: عندما تصبح النساء أمهات لأول مرة، غالباً ما يعتنين بالمواليد الجدد طوال الليل بشكلٍ متكرّر، مما يعني قلة النوم.
قد تؤثر الهرمونات أيضاً على كمية ونوعية نوم النساء في أثناء الحمل وانقطاع الطمث.
تقول الدكتورة ميثري جونا؛ أخصائية الأعصاب في "مايو كلينك" والمتخصّصة في النوم: "مع انقطاع الطمث تحديداً، قد تتدهور جودة نوم النساء مع زيادة عدد ومدة الاستيقاظ الليلية".
وحسب "أتوود"، فإن النساء قد يحتجن أيضاً إلى مزيدٍ من النوم قبل دورتهن الشهرية مباشرةً. وتقول "أتوود": "هناك بالتأكيد أوقات يُخبرك فيها جسمك بحاجتك إلى مزيدٍ من النوم. من المهم الاستماع".
متى تطلب استشارة طبية بسبب النوم؟
يجب استشارة طبيب، إذا كنت لا تحصل على قسطٍ كافٍ من النوم، وعندما تشعر بالضيق والانفعال وقلة الانتباه، فعلى المدى الطويل، يمكن أن تتحوّل هذه الأعراض البسيطة إلى مشكلات خطيرة؛ بل مميتة.
وتقول "أتوود": "إذا كنت لا تحصل على قسطٍ كافٍ من النوم، أو كنت تعاني الأرق أو انقطاع النفس النومي غير المعالج، فإن خطر إصابتك بالاكتئاب يزداد، ويزداد خطر إصابتك بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل ارتفاع ضغط الدم، وخطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. كما يضعف جهازك المناعي، وتزداد احتمالية إصابتك بمرض الزهايمر".
وتضيف: "إذا كنت تحصل على القدر الكافي من النوم كل ليلة؛ لكنك لا تزال تشعر بالتعب عند الاستيقاظ، فعليك التفكير في زيارة الطبيب".
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.