17 مارس 2025, 10:58 صباحاً
في ظل تصاعد التوترات العسكرية واستمرار الضربات الجوية المتبادلة، تطفو على السطح محادثاتٌ دبلوماسية مرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين. هذه المحادثات المقرر عقدها غداً (الثلاثاء)، تهدف إلى إيجاد مخرج للأزمة الأوكرانية التي استنزفت الموارد البشرية والمادية للطرفين. مع إشارات إلى مناقشة تقسيم الأراضي والأصول، تبقى التساؤلات حول إمكانية تحقيق وقف إطلاق نار دائم أم أن الحرب ستستمر بوتيرة متصاعدة.
إنهاء الحرب
أكَّدَ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ أن محادثاته المقبلة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ ستتركّز على إنهاء الحرب في أوكرانيا. وأشار ترامب؛ إلى أن المفاوضين من الجانبين ناقشوا بالفعل "تقسيم بعض الأصول"، بما في ذلك الأراضي ومحطات الطاقة، في محاولة لإيجاد حلولٍ عملية للأزمة المستعصية، وفقاً لـ"رويترز".
وأضاف ترامب؛ خلال حديثه للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية "إير فورس وان"، أن العمل الدبلوماسي المكثّف خلال عطلة نهاية الأسبوع قد أحرز تقدماً ملحوظاً. وقال: "نريد أن نرى إذا كان بإمكاننا إنهاء هذه الحرب. ربما نستطيع، وربما لا نستطيع، لكنني أعتقد أن لدينا فرصة جيدة جداً".
اشتباكاتٌ عنيفة
يندرج التحرُّك الدبلوماسي في إطار محاولة ترامب كسب دعم بوتين لاقتراح وقف إطلاق نار لمدة 30 يوماً، والذي وافقت عليه أوكرانيا الأسبوع الماضي. ومع ذلك، استمرت الاشتباكات العنيفة بين القوات الأوكرانية والروسية، حيث شهدت عطلة نهاية الأسبوع تبادلاً للضربات الجوية المكثّفة.
وتقدّمت القوات الروسية بشكلٍ ملحوظٍ في منطقة كورسك- غربي روسيا، في محاولة لطرد القوات الأوكرانية من مواقعها التي احتلتها منذ أشهر. هذه التطورات العسكرية تزيد من تعقيد المفاوضات، حيث تسعى موسكو لتعزيز موقفها التفاوضي قبل أيّ اتفاق محتمل.
مطالب متبادلة
وعلى الرغم من الإشارات الإيجابية من الجانب الروسي، إلا أن مطالب بوتين تظل عقبة كبرى في طريق التوصل إلى اتفاق. فقد أعلن بوتين دعمه لوقف إطلاق النار، لكنه وضع شروطاً صارمة تشمل الاعتراف الدولي بالأراضي الأوكرانية، التي استولت عليها روسيا، وفرض قيود على قدرة أوكرانيا على التعبئة العسكرية، ووقف المساعدات الغربية لكييف.
كما أبدت موسكو معارضتها القوية لأي نشرٍ لقوات أوروبية في أوكرانيا بعد وقف إطلاق النار، معتبرة أن ذلك يشكّل تهديداً لأمنها القومي. من جهته، أكَّدَ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون؛ أن أوكرانيا دولة ذات سيادة، ولها الحق في طلب نشر قوات حليفة على أراضيها دون الحصول على موافقة روسيا.
تعقيداتٌ دبلوماسية
وأشار نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو؛ إلى أن أيّ اتفاق سلام طويل الأمد يجب أن يتضمن ضمانات أمنية قوية لموسكو، بما في ذلك إعلان أوكرانيا دولة محايدة وعدم انضمامها إلى حلف الناتو. كما حذّر من أن نشر أي قوات أجنبية في أوكرانيا، سواء تحت مظلة الاتحاد الأوروبي أو "الناتو"، سيجعلها طرفاً في الصراع مع كل العواقب المترتبة على ذلك.
من جانبها، أكَّدَت الولايات المتحدة التزامها بمواصلة العمل الدبلوماسي مع روسيا. وأشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس؛ إلى أن وزير الخارجية ماركو روبيو؛ ناقش مع نظيره الروسي سيرجي لافروف؛ "الخطوات التالية" بشأن أوكرانيا، واتفقا على استمرار الجهود لاستعادة التواصل بين البلدين.
تغييراتٌ عسكرية
وعلى الأرض، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي؛ تغييرات في القيادة العسكرية، حيث تمّ تعيين أندريه غناتوف؛ رئيساً جديداً لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة. وقال زيلينسكي؛ إن غناتوف، الذي يتمتع بأكثر من 27 عاماً من الخبرة العسكرية، سيتم تكليفه بزيادة كفاءة الإدارة وتعزيز التخطيط للعمليات الدفاعية والهجومية.
هذه التغييرات تأتي في إطار جهود أوكرانيا لإعادة هيكلة قواتها المسلحة لمواجهة التحديات العسكرية المستمرة. وأكَّدَ وزير الدفاع الأوكراني روستم عمروف؛ أن هذه الإصلاحات تهدف إلى تحسين فعالية القوات المسلحة من خلال إعادة هيكلة نظام القيادة وتنفيذ معايير واضحة.
وفي ظل هذه التطورات المتسارعة، تبقى التساؤلات حول إمكانية تحقيق وقف إطلاق نار دائم في أوكرانيا. هل ستنجح الجهود الدبلوماسية في إنهاء الصراع الذي استمر لأكثر من ثلاثة أعوام، أم أن الحرب ستستمر بوتيرة متصاعدة؟
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.