مع إعلان وزارة الداخلية عن الترتيبات والإجراءات ضمن استعداداتها لموسم حج هذا العام، يؤكد الكاتب الصحفي حمود أبو طالب أن أنظمة المملكة عمومًا، وعلى وجه الخصوص أنظمة الحج، يجب احترامها والالتزام بها، وأن الحج مسؤولية مشتركة بين المملكة والدول القادم منها الحجاج لفرض الالتزام بأنظمة المملكة كي تكون فريضة الحج آمنة وسهلة ومريحة، والاعتقاد بأن أداء فريضة الحج مبرر للالتفاف عليها؛ كونها شعيرة دينية هو اعتقاد خاطئ، ومن حق المملكة التعامل مع المخالفين وفق قوانينها وأنظمتها.

وفي مقاله "الحج مسؤولية مشتركة" بصحيفة "عكاظ"، يقول "أبو طالب": "أعلنت وزارة الداخلية عددًا من الترتيبات والإجراءات ضمن استعداداتها لموسم حج هذا العام، وقد تم ذكرها بالتفصيل في البيان الذي أصدرته الوزارة في وسائل الإعلام، وأشارت فيه إلى أن الهدف منها المحافظة على سلامة الحجاج وتمكينهم من أداء الفريضة بأمن ويُسر وطمأنينة. وإذا كان هناك من تعليق على هذه الإجراءات والترتيبات فإنه يمكن القول : المملكة مسؤولة عن كل شؤون الحجاج مسؤولية كاملة، وذلك يتطلب استعدادات عالية المستوى مبنية على معرفة بيانات كل الحجاج بشكل دقيق، وبالتالي يصبح ضروريًا معرفة العدد الذي ستوفر له الخدمات وفق الإجراءات التي حددتها، وعندما يوجد أشخاص غير مسجلين في البيانات فإن ذلك قد يعرضهم للضرر بالدرجة الأولى".

ويؤكد "أبو طالب" أن : "الحج لم يعد عشوائيًا كما كان في الماضي، الآن هناك وسائل تقنية متطورة تمكن الجهات المسؤولة من تقديم خدماتها بكفاءة عالية وفق تجهيزات مبنية على إحصاء الأعداد المسجلة لديها. هناك تجهيزات أمنية وصحية وخدماتية متنوعة كالنقل والسكن والتفويج وغيرها، هذه لا تتم كيفما اتفق بل تتطلب معرفة دقيقة لعدد الحجيج وسائر المعلومات عنهم.. النطاق المكاني والزماني لشعائر الحج محدود، وعندما يوجد فيه ملايين الحجاج فإنه يتطلب خططًا محكمة مبنية على المعلومات الموثقة لدى الجهات المختصة، والإخلال بهذه المعلومات بسبب وجود حجاج غير نظاميين يضيف عبئًا مفاجئًا على تلك الخطط، ويضر بسلامتهم".

وينهي "أبو طالب " قائلاً : "وفي كل الأحوال فإن أنظمة المملكة عمومًا، وعلى وجه الخصوص أنظمة الحج، يجب احترامها والالتزام بها، والاعتقاد بأن أداء فريضة الحج مبرر للالتفاف عليها؛ كونها شعيرة دينية هو اعتقاد خاطئ، ومن حق المملكة التعامل مع المخالفين وفق قوانينها وأنظمتها. ومثلما هناك مسؤولية على المملكة تجاه الحجيج فهناك مسؤولية أيضًا على الدول القادمين منها لفرض الالتزام بأنظمة المملكة كي تكون فريضة الحج آمنة وسهلة ومريحة".