29 أبريل 2025, 4:17 مساءً
حين انطلقت رؤية السعودية 2030، لم يكن من السهل تصور أن القطاع السياحي سيتحول من هامش اقتصادي إلى محرك فعلي للتنمية، يزاحم النفط في عوائده ويجاريه في تأثيره، لكن الأرقام التي حملها التقرير الأخير للرؤية تجعل من الصعب تجاهل هذا التحول.
في عام 2024، تجاوز عدد السياح في المملكة حاجز الـ 115 مليون سائح، ما يمثل نموًا يقارب 84% مقارنة بعام 2016. ولا تقتصر هذه القفزة على الأعداد فحسب، بل تتجلى أيضًا في الإيرادات، إذ ارتفعت إيرادات السياحة الدولية بنسبة 148% عن مستويات 2019، وهو ما يعكس أثر التحول البنيوي في المنظومة السياحية.
قطاع السياحة هو أول القطاعات التي نجحت في تحقيق أحد مستهدفات رؤية 2030 قبل موعده بسبع سنوات، بعد أن تجاوز عدد السياح حاجز 100 مليون، وهو ما يعكس ليس فقط نجاح التخطيط، بل دقة التنفيذ وسرعته.
تصدُّر السعودية لدول مجموعة العشرين في معدل نمو السياح الدوليين ليس إنجازًا رمزيًا؛ بل مؤشر على نجاح الإستراتيجية السعودية في تنويع مصادر الدخل وتعظيم القيمة من الموارد اللاملموسة: الهوية، والمكان، والضيافة، كما أن صعودها إلى المرتبة الثانية عالميًا في نمو أعداد السياح في 2024، يؤكد أننا أمام قصة صعود لا تزال في بداياتها.
ولعل الأهم من كل ذلك هو تحول المواقع المحلية إلى وجهات عالمية، كما هو الحال مع العلا التي أصبحت أول وجهة معتمدة من Destinations International في الشرق الأوسط، ومع المدينة المنورة التي دخلت قائمة أفضل 100 وجهة سياحية عالميًا ... هذه ليست مجرد أوسمة شرف، بل شهادات جودة تفتح بوابات السوق العالمي.
وفي قلب هذه النجاحات، لا بد أن نلتفت إلى النمو المحلي؛ فعدد السياح المحليين وحده بلغ أكثر من 86 مليون سائح في 2024، أي بزيادة 92% عن عام 2016، المواطن الذي اعتاد حمل حقائبه للخارج بات يجد ما يبحث عنه هنا، من ترفيه إلى ثقافة إلى تجارب أصيلة.
اليوم، نكتشف أن السياحة ليست مجرد ترف، بل استثمار طويل الأجل في المكان والناس، وأن رمالنا ليست مجرد صحراء، بل مورد اقتصادي إذا أُحسن استثماره.
النفط كان هبة الأرض، أما السياحة فهي ثمرة الرؤية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.