30 أبريل 2025, 8:24 صباحاً
في ساعةٍ مبكرةٍ اليوم (الأربعاء)، أعلنت باكستان امتلاكها ما وصفته بـ"معلومات استخباراتية موثوقة" تفيد بأن الهند تستعد لشن عمل عسكري ضدّها، وهذا الإعلان المفاجئ الذي جاء على لسان وزير الإعلام الباكستاني عطاء الله تارار؛ عبر منصة "إكس"، يضع المنطقة على صفيحٍ ساخن، حيث يتوقع المسؤولون في إسلام أباد أن تنفيذ هذا الهجوم قد يتم خلال الـ 24 إلى 36 ساعة المُقبلة، وهذه التطورات المتسارعة تعقب هجوماً استهدف سياحاً في إقليم كشمير المتنازع عليه، ما فجّر موجة غضب عارمة في الهند وضغوطاً متزايدة على حكومة نيودلهي للرد بقوة.
وأوضح تارار؛ أن المعلومات الاستخباراتية تشير إلى نيّات هنديّة جادّة لتنفيذ عملية عسكرية، دون أن يُقدم تفاصيل محددةً حول طبيعة هذه المعلومات أو مصادرها، ويربط المراقبون هذا التهديد المباشر بالتداعيات الأخيرة للهجوم الدامي الذي وقع قبل أسبوعٍ واحدٍ فقط في بلدة باهلجام الجبلية بكشمير الخاضعة للإدارة الهندية، وأسفر عن مقتل 26 سائحاً، وفقاً لشبكة "سي إن إن" الأمريكية.
شرارة التوتر
شكَّلَ هجوم باهلجام نقطة تحوُّل حادّة، حيث اتهمت الهند باكستان بالوقوف وراءه، وهو اتهامٌ نفته إسلام أباد بشدة، وعرضت في المقابل إجراء تحقيقٍ محايدٍ في الحادث لتوضيح الحقائق، وهذا التبادل للاتهامات بين الجانبَيْن النوويَّيْن يعكس عُمق الأزمة الحالية، التي تتأجّج على خلفية صراعٍ تاريخي طويل ومعقّد.
ولم يصدر عن وزارة الدفاع الهندية حتى الآن أيُّ ردٍ رسمي على إعلان الوزير الباكستاني، مما يترك الباب مفتوحاً أمام التكهنات حول مدى جدية التهديد وتوقيته المحتمل، وتأثيره على جهود احتواء الأزمة.
خلفية الصراع
وتمثل منطقة كشمير واحدة من أخطر بؤر التوتر في العالم، حيث يتقاسم السيطرة عليها كل من الهند وباكستان، لكن كل دولة تطالب بالسيادة الكاملة على الإقليم بأكمله، وهذا النزاع الإقليمي المستمر منذ ما يقرب من ثمانية عقود، وتحديداً منذ استقلال البلدين عن بريطانيا، أدّى إلى خوضهما ثلاث حروب طاحنة، ويقسّم الإقليم حالياً خط تماس فعلياً يُعرف باسم "خط المراقبة".
تاريخياً، شهد "خط المراقبة" اشتباكات متقطعة وعمليات عسكرية محدودة، لكن الوضع تصاعد بشكلٍ خطيرٍ عام 2019 عندما شنّت الهند غارات جويّة داخل الأراضي الباكستانية رداً على هجومٍ مسلحٍ استهدف قواتها في كشمير، وكانت تلك الغارات الأولى من نوعها منذ حرب عام 1971، وشكّلت سابقة خطيرة في ديناميكيات الصراع.
ضغوطٌ داخلية
ووضع الهجوم الأخير على السياح في كشمير رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي؛ تحت ضغطٍ سياسي وشعبي هائل للرد بقوة وعنف، مما يُثير مخاوف جدية من إمكانية لجوء نيودلهي إلى عملٍ عسكري مماثل لسيناريو عام 2019 أو ربما أوسع نطاقاً، وتعهد مودي في خطابٍ ناري بملاحقة المهاجمين "إلى أقاصي الأرض"، وهو ما يعتبره البعض مؤشراً على عزمه على التصعيد.
وخلال الأسبوع الماضي، تصاعدت حدّة التراشق اللفظي والتهديدات المتبادلة بين الجانبين، ما يعكس خطورة الموقف واحتمالية خروج الأمور عن السيطرة، وهذه التطورات تزيد من القلق الدولي، ولا سيما أن البلدين يمتلكان ترسانات نووية.
خطر التصعيد
في المقابل، أكّد الوزير الباكستاني عطاء الله تارار؛ أن أيّ "مغامرة عسكرية من قِبل الهند سيتم الرد عليها بكل تأكيد وحسم"، وهي رسالة واضحة على استعداد إسلام أباد لمواجهة أي هجوم محتمل، وتوعّد بردٍ قوي قد يفتح الباب لتصعيدٍ كارثي، وهذه التصريحات المتبادلة التي تحمل نبرة تهديدية عالية تشير إلى أن المنطقة على وشك الدخول في مرحلة بالغة الخطورة.
وتضافرت الجهود الدولية خلال الساعات الماضية، حيث دعا كلٌّ من الولايات المتحدة والصين، القوتين العالميتين الرئيستين، الجانبين إلى ضبط النفس وتجنُّب أيّ إجراءات قد تؤدي إلى مزيدٍ من التصعيد، ومع ذلك، يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكّن الدبلوماسية من احتواء هذا التوتر المتفجر، أم أن المنطقة على موعدٍ مع مواجهة عسكرية قد تكون عواقبها وخيمة؟
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.