عرب وعالم / السعودية / عكاظ

الرؤية في عامها التاسع.. وعيُّ قيادة ووفاءُ شعب

أيّ مجدٍ سطّرت يا وطني الأبي، وأي مرقًى ارتقيت يا أيّها الشّامخ المهيب، وفي أيّ فضاء رحب حلّقتَ بأجنحة «الرؤية»، فجاوزت المتوقّع المسطور ضربًا في الحساب، والمنصوص وعدًا في مواقيت النّصاب، فخرقتَ حجب المستحيل، ومسست بيافوخ العزّ سِماك المعالي النّائفات تيهًا، والفراقد الواصفات علوًّا في سديم الآفاق المتراحبات.

مجد خليق بك، وأنت به قمين

مرقًى لا يكون إلا لك؛ بحزم سلمان، وعزم محمد.

فمن ذا يطاول أو يصاول أو يحاول، وقد أذهلتِ «الرؤية» العالم، وأوقفتْ عقارب الزمن في محطة الإدهاش، وقلبتْ كل الموازين، وغيّرت عصّي المفاهيم، وأخرجت شعبًا من «قُمقُم» متلاف، إلى براح آخذ في المد اتساعًا بين وعد وإنجاز واكتشاف.

لست آخذك معي -أيها القارئ العزيز- في تفاصيل ما جاء في تقرير رؤية 2030 لهذا العام، فما احتشد به التقرير عصيٌّ على التلخيص، فمن ذلك فقد ركب غير ذلول، وقامر بمهزوم، وراهن رهان خاسر مكلوم، فذاك محيط فسيح تضاربت أمواجه بالإنجازات العصيّة على الحساب، واحتشدت بواطنه الفسيح من العطاءات التي جاوزت المتوقع، وتخطت المنظور، ولا غرو ولا عجب فعلى مقياس «العزم» فصّلت القيادة هياكل «الرؤية»، وبيقين الواثق في شعبه راهنت على النجاح، فما خاب عزم، ولا انهزم رهان، بل كان «المحصول» أكبر من مظان «الحقل»، والمحصود أوفر من وعد السلال، ليسجل تقرير رؤية السعودية في عامها التاسع سطور مرحلة استثنائية من تاريخ شعبنا، ومن أصدق توصيفًا لذلك من مولاي خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وقد جاءت كلمته في حق تقرير هذا العام لتمثل شهادة وطنية صادقة، ونيشان وفاء وتقدير لكل فرد من أفراد هذا الشعب الأبي، محمولة على مبذول الحمد المبرور، ومشهود الفضل المذكور لذويه، فما أبلغها من كلمات نيّرات، وما أصدقها من حروف ناطقات بالصدق والصواب، وما أجلها من شهادة بالجة وضيئة، حرّي بنا أن نعلّقها جميعًا على صدر الزمان، ونباهي بها الدنيا والأكوان. فانظر لها وهي تنساب ضوء صدق، ونهر محبة فيّاض، بلسان الملك سلمان «نحمد الله على ما تحقّق لبلادنا من إنجازات خلال أقلّ من عقد من الزمن؛ جعلت منها نموذجًا عالميًا في التحوّلات على كافة المستويات، وإنّنا إذ نعتز بما قدمه أبناء الوطن الذين سخّروا جهودهم للمضي به نحو التقدم والازدهار، سنواصل معًا مسيرة البناء لتحقيق المزيد من التنمية المُستدامة المنشودة للأجيال القادمة».

إن الواقف أمام مرآة هذه الكلمات، ليدرك معنى الفخر والعز بالانتماء إلى تراب هذا الوطن الغالي، ويفهم معنى أن يكون «سعوديًا»، وأنه بمترتبات «الرؤية» قدم النموذج للعالم، وضرب المثل في النهضة وسط عالم مضطرب وملتاث. فإن أدركت ذلك إدراك وعي باصر، فارخِ سمعك، وأصخ لصوت عرّاب «الرؤية» ومهندس ديباجتها، ومفجّر ينابيعها الدافقات بالعطاء، وهو يكلل هامات بني الوطن وبناته بأكاليل الوفاء والتقدير، ويضخّ فيهم وقودًا مستمرًا لعطاء لا يتوقف، فما أجلَّ الرسالة البليغة التي ضمّنها ولي عهدنا الأمين في قوله «.. ونحن في عامنا التاسع من رُؤية المملكة 2030، نفخر بما حقّقه أبناء وبنات الوطن من إنجازات، لقد أثبتوا أنَّ التحدِّيات لا تقف أمام طموحاتهم، فحققنا المستهدَفات، وتجاوزنا بعضها».

إنها كلمات لا مقياس لها إلا الامتنان، ولا كفاء لها إلا الفخر حين يبلغان المنتهى في التعبير، فلئن كان من مبعث الفرح والفخر أن يبلغ المرء غاية طموحه؛ ومنتهى أمله، فكيف بفخره وفرحه وقد جاوز الطموح إلى ما بعده بكثير، وأنجز فوق المتوقع بمراحل، فلا تجاوز إذًا، ولا خروج عن النص لو قلنا إن الرؤية في عامها التاسع حققت كل الممكن، وكثيرًا من المستحيل، ولا غرو ولا عجب طالما ظلّ النداء متقد الشعلة فينا جميعًا ينادينا صباح مساء «همة حتى القمة»، وطالما بقينا واعين وعارفين لقول عرّاب الرؤية ومفجرها محمد الخير «إنَّ المملكة تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهداف الرُّؤية، وإنَّ المرحلة المقبلة ستشهد مضاعفة للجهود، وتسريعًا في وتيرة التنفيذ، من أجل الاستفادة القصوى من الفرص الواعدة، وتعزيز مكانة المملكة عالميًّا».

هنا تكمن الروح الوثّابة، والعزم الذي لا يطأ مرتقًى عاليًا إلا استنهضته الهمة إلى ما هو أبعد شأوًا، وأنيف مقامًا، وأبعد مرمى في مصاعد الرفعة، ومدارج السمو.

فالرؤية ماضية وفق التخطيط الإستراتيجيّ المتكامل الذي يعكس طموحات وطن غَادَر مربعات المستحيل المتكلّس، ونهض بعزم وحزم قيادته الرشيدة، يستشرف آفاقًا بعيدة، ويزرع بيادر في حقل الغد بكرًا غير مطروقة، مستنهضًا همة شعب وطموح أمة، بوصفها شريكًا فاعلًا، ومنتجًا أصيلًا، وليست جالسة على رصيف الانتظار، ومقعد التبطل والفرجة، فذلك صنيع العاجزين، ومقتعد الخانعين، ولا مكان لذلك في مملكة الرؤية، وأرض العزم والحزم والوفاء.

شكراً لسلمان القلوب ومحمد الخير في العام التاسع من رؤية قديرة أزالت ما ران على قلوبنا وأخذت بنا إلى حيث يجب أن نكون، وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين.

أخبار ذات صلة

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا