12 يوليو 2025, 11:18 صباحاً
رغم عشرات المناشدات والتقارير الميدانية، ورغم الوقوف المتكرر للجان المختصة على "طريق الموت" الرابط بين شقراء وأشيقر والقصيم المعروف بـ"طريق المستوي"، لا يزال الطريق حبيس الإهمال، في مشهد مأساوي مستمر حصد خلال عقد واحد 32 روحًا بريئة على الأقل، وآخر فصوله حادث أليم أدى إلى حالتي وفاة و6 إصابات، نُقل بعضها بالإخلاء الطبي إلى مستشفيات الرياض.
الطريق الضيق وغير المزدوج، الذي يفتقر لأبسط مقومات الأمان، يعاني من ازدحام مروري كبير بسبب كونه أحد أهم الممرات التي تربط إقليم الوشم بمنطقة القصيم، كما يزداد الضغط عليه منذ افتتاح جامعة شقراء، إلى جانب حركة الشاحنات المستمرة القادمة من أحد مصانع الأسمنت القريبة، وهروب بعض سائقي الشاحنات من نقاط الوزن الموجودة على طرق أخرى كطريق (الرياض–المجمعة–القصيم).
الذاكرة المرورية لسكان المنطقة تحمل مشاهد دامية لا تُنسى، أبرزها حادث 20 شوال 1435هـ الذي أودى بحياة 11 شخصًا من عائلة واحدة، بينهم أطفال ورضيعة، وحادث 3 صفر 1436هـ الذي راح ضحيته أربعة مواطنين، ثلاثة منهم من أسرة واحدة، بالإضافة إلى حادث مأساوي في 27 شعبان 1440هـ راح ضحيته ثمانية عمال وأُصيب فيه 10 آخرون، ليجدد مطالبات استمرت سنوات بتوسعة الطريق وتأهيله.
ولم تتوقف الحوادث عند هذا الحد، ففي 24 صفر 1443هـ توفي أربعة أشخاص، ثلاثة منهم من عائلة واحدة، نتيجة اصطدام مركبتين إحداهما من نوع "فورتشنر" والأخرى "آيسوزو"، فيما أُصيب آخرون بإصابات بالغة استدعت نقلهم للعاصمة الرياض لتلقي العلاج.
تكرار الحوادث الخطيرة استدعى في وقت سابق تشكيل لجنة مرورية رفيعة زارت الموقع ووقفت على تفاصيل الحادث المأساوي الذي أودى بحياة 11 فردًا، وقد أوصت اللجنة بضرورة رفع تقارير مفصلة وشاملة إلى الجهات المختصة لاتخاذ التدابير اللازمة. إلا أن التوصيات بقيت حبرًا على ورق، بينما تتواصل المآسي على الطريق وسط صمت مؤلم.
اليوم، يعيد طريق "المستوي" طرح السؤال ذاته على طاولة المسؤولين: كم من الأرواح يجب أن تُزهق قبل أن يتحرك القرار؟
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.