29 يوليو 2025, 2:02 مساءً
يؤكد الكاتب والمحلل السياسي مشاري الذايدي أن حلّ الدولتين لقضية الشرق الأوسط يكتسب زخماً لن يتوقّف، خاصة مع انعقاد "مؤتمر التحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين"، الذي يستهدف طرح مسار زمني يؤسس لدولة فلسطينية ذات سيادة، ويُنهي الاحتلال على أرضها على أساس حل عادل ودائم، وفقاً لمبادرة السلام العربية والقرارات الأممية ذات الصلة، مشدداً على أن قيام دولتين هو الحلّ "الواقعي"، وأن ما عداه لا يعدو كونه صراعًا عبثيًا تدميريًا، فحلّ الدولتين حاجة ماسّة للعالم بأسره، وليس للعرب وإسرائيل فقط.
"أطلقنا زخماً لا يمكن وقفه في الشرق الأوسط"
في مقاله «حلّ الدولتين... زخمٌ لن يتوقّف» بصحيفة "الشرق الأوسط"، يستشهد الذايدي بكلمات وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، التي قال فيها: «علينا أن نعمل على جعل حلّ الدولتين واقعاً ملموساً» و«أطلقنا زخماً لا يمكن وقفه للوصول إلى حل سياسي في الشرق الأوسط» و«الدولة الفلسطينية المستقلة هي مفتاح السلام الحقيقي في المنطقة».
ويعلّق الذايدي: هذه الجمل «المفتاحية» جاءت ضمن كلمة وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، في «مؤتمر التحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين»، أو كما يُعرف رسميًا بـ «المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية بالطرق السلمية وتنفيذ حل الدولتين». وقد عُقد المؤتمر برعاية سعودية ومشاركة فرنسية، وكان من مقدماته إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عزم بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية المنشودة، في خطوة تهدف إلى تأسيس مسار زمني يحقق دولة فلسطينية ذات سيادة، وينهي الاحتلال وفقًا للمبادرات والقرارات الدولية.
ازدياد وتيرة الاعتراف الدولي بفلسطين
يرصد الذايدي السياق السياسي للمؤتمر، ويقول: "نشهد تزايدًا في وتيرة اعتراف الدول، لا سيما الأوروبية والغربية، بالدولة الفلسطينية على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. هذا الأمر يثير امتعاض إسرائيل، خصوصًا حكومة نتنياهو، التي تسعى لإجهاض هذا التوجه الدولي. ورغم ذلك، فإن هذه المطالب ليست وليدة اليوم؛ فقد دعت إليها قمة بيروت العربية عام 2002 من خلال مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز، وهي جوهر ما طُرح في مؤتمر نيويورك الأخير".
لا حلّ إلا بقيام دولتين
ويتابع الكاتب: "هناك مسار قديم ومتصّل لهذه الرؤية، فليس هناك حلّ لهذه المعضلة سوى بقيام دولتين على هذه الجغرافيا الحساسة، فلسطين وإسرائيل. وما يميز هذا المؤتمر، كما أشار وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، هو مشاركة دول عربية وإسلامية كبرى في طليعتها السعودية، التي أدانت هجمات السابع من أكتوبر، وهو ما يُقدَّم كمنظور غربي لتبرير هذا التوجه الجديد أمام الجمهور الأوروبي".
ويضيف: "الواقع أن العرب أبدوا منذ زمن بعيد استعدادهم لدعم هذا المسار، غير أن العرقلة كانت دائمًا من طرفين: المتشددين في إسرائيل، ومحور الممانعة الفلسطيني الذي ورث مواقف صدام حسين والقذافي. والحقيقة أن هذا هو الحل الواقعي، لأن البديل هو صراع صفري عدمي لا نهاية له، فلا إسرائيل قادرة على إلغاء الفلسطينيين، ولا «حماس» أو الجماعات الثورية قادرة على إزالة إسرائيل من الوجود".
حلّ الدولتين ضرورة عالمية
ويختم الذايدي مقاله بالقول: "المضي قدمًا في هذا الطريق يخدم أوروبا وبقية العالم أيضًا، وإذا تحدثنا بلغة المصالح، فإن ملف فلسطين هو الرافد الأساسي للفوضى والميليشيات في المنطقة، التي طال ضررها العالم أجمع، خاصة الغرب. ولذلك، فإن حلّ الدولتين ضرورة ماسّة للعالم بأسره، وليس للعرب وإسرائيل وحدهم".
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.