سؤال الدكتور جعجع يمكن إعادة طرحه بصيغة التعميم ليكون: متى أساءت السعودية بحق أي دولة عربية أو إقليمية أو خارج هذا النطاق في أي مكان في العالم؟ المملكة لم تتغير أو تتلون مبادئها الراسخة في علاقاتها الدولية التي تستند إلى الاحترام والتعاون البنّاء وترسيخ أسباب الاستقرار والسلم والمنافع الإيجابية المشتركة. وأما في محيطها العربي فإنها حاضرة دائماً من أجل الوئام وإطفاء الحرائق وقطع دابر الخلافات التي تؤدي إلى تمزق الأوطان وتفككها وضياعها في أتون الفوضى. تقوم بذلك وهي تستشعر مسؤوليتها كدولة عربية كبرى، ومن أجل الوفاء بهذه المسؤولية لا تتوانى في توظيف علاقاتها الدولية المتوازنة التي تحظى بالاحترام والثقة، وتسخير كل ما تستطيعه من دعم سياسي واقتصادي للدول الشقيقة.
الدور السعودي عبر تأريخ المملكة هو دور واضح وثابت في أدبياتها السياسية عبر كل المراحل، لكنه الآن وتبعاً للأخطار المحدقة والمتزايدة أصبح أكثر ديناميكية وحضوراً وفاعلية، سواء فيما يتعلق بالقضية العربية المركزية التي يمثلها الحق الفلسطيني في إقامة دولته، أو فيما حدث ويحدث في بعض الدول العربية؛ مثل سوريا ولبنان على سبيل المثال لا الحصر.
ورغم ذلك فإن المملكة لا تستطيع تحقيق المعجزات إذا لم تحاول الدول الواقعة في دوامة الأزمات مساعدة نفسها بإخلاص وعزيمة. كل الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة تحتاج الى إرادة داخلية وطنية شجاعة كي تتحقق النتائج الإيجابية التي تتطلع إليها وتطمح لرؤيتها على أرض الواقع في الدول التي تقوم بمساندتها، وتبقى الحقيقة الثابتة الجلية أن المملكة لا يوجد في قاموسها مصطلح الإساءة الى أي دولة، وأي باحث عن الحقيقة بتجرد وإنصاف سيجد شواهد التأريخ تثبت هذه الحقيقة.
أخبار ذات صلة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
