منذ أربعينات القرن الماضي، دخلت مواد تُعرف باسم PFAS في حياتنا اليومية، من أواني الطهي غير اللاصقة إلى مستحضرات التجميل المقاومة للماء، مرورًا برغوة إطفاء الحرائق. المشكلة أن هذه المواد لا تختفي أبدًا لا من أجسامنا، ولا من التربة، ولا من الماء ولهذا لُقبت بـ «المواد الكيميائية الأبدية».
لكنّ خبرًا مبشرًا جاء من أستراليا، إذ أعلن فريق من جامعة أديلايد نجاحه في تفكيك هذه السموم وتحويلها إلى فلورايد، المادة نفسها التي نجدها في معجون الأسنان.
في دراسة نُشرت في مجلة Small، شرح الباحثون آلية جديدة تعتمد على مواد محفَّزة بالضوء. عند تعريض مركب خاص يُدعى كبريتيد الكادميوم والإنديوم لأشعة الضوء المرئي، تتولّد جزيئات نشطة تهاجم الروابط الكربونية-الفلورية شديدة الصلابة داخل PFAS، فتفككها بالكامل. وجاءت النتيجة بتدمير نحو 99% من ملوث PFOS (أحد أخطر أنواع PFAS) تحت الظروف المثالية.
وارتبطت PFAS بمشكلات صحية خطيرة تشمل اضطرابات المناعة والخصوبة، إضافةً إلى أنواع متعددة من السرطان. والأسوأ أنها تحتاج لآلاف السنين لتتحلل طبيعيًّا. لهذا يعتبر هذا الاكتشاف اختراقًا علميًا قد يغيّر مستقبل معالجة المياه. وقال الباحث الرئيسي الدكتور كاميرون شيرير: «إن هذا البحث يمثل خطوة حاسمة نحو مجتمعات أكثر أمانًا وأنظمة بيئية أنظف».
ورغم أن التقنية ما زالت في مراحلها التجريبية، يتوقع العلماء دمجها مستقبلًا مع محطات معالجة المياه، إذ تُجمع المواد السامة ثم تُعرَّض للمواد المحفَّزة بالضوء لتفكيكها. أما النواتج الثانوية كالفلورايد، فيمكن إعادة استخدامها في المعجون والأسمدة.
المثير أن هذه المواد التي تهدد البشر قد لا تبقى «أبدية» بعد الآن، بل فقط عنيدة وصعبة التحلل.
أخبار ذات صلة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.