عرب وعالم / السعودية / عكاظ

دراسات: طول دوام الأطباء يقتلهم.. ويقتل المرضى

بمصر انتحر مؤخراً الطبيب «علي جلال» وكان نائباً لرئيس قسم العظام بالمستشفى الذي يعمل فيه بسبب إجباره على العمل لساعات تتجاوز طاقة البشر كما صرّح زملاؤه بالعمل، حيث صرّح زميله أنه قال له قبيل انتحاره «أنا مش قادر أكمل.. تعبت»، وقال له إنه لم يرجع لبيته منذ شهر ولا ينام ولم يأكل منذ ثلاثة أيام وكان يبكي. وبلغ درجة من الإعياء أنه كان يغمى عليه، فدوامه يستمر 36 ساعة متواصلة ويجبرونه على متابعة العمل حتى بعد فقده الوعي من شدة الإرهاق وإسعافه بالمحاليل. وطبيبة الامتياز المصرية «سلمى حبيش» توفيت أثناء عملها بسبب هبوط حاد بالدورة الدموية جرّاء الإجهاد، وكانت تؤدي نوبتين متتاليتين دون تناول طعام، وحال هذين الطبيبين ليس نادراً؛ فتشغيل الأطباء لساعات عمل تفوق دوام العمل بالمهن الأخرى هو واقع حياة غالب الأطباء بالعالم. وأظهرت الدراسات أن نسبة انتحار الأطباء الأعلى بين المهن المختلفة. وحسب دراسة سعودية على الأطباء المتدربين 23% كانت لديهم رغبة بأن يموتوا، و11% أرادوا الانتحار، وعديد من الدراسات أظهرت الآثار المدمرة لإجبار الأطباء على العمل لدوامات مطولة؛ فحسب دراسة للمعهد الفلسطيني لأبحاث ودراسات التنمية عن وفيات الأطباء بفلسطين والأردن؛ متوسط عمر الأطباء عند الوفاة 59.1 سنة وهو أقل بحوالى 15 سنة عن العمر المتوقع للحياة بالضفة الغربية والأردن الذي لأصحاب المهن الأخرى. وتوصلت دراسة بولندية لنتيجة مماثلة وأيضاً هناك دراسة على الأطباء الهنود توصلت لذات النتيجة، وأظهرت دراسات أن نسبة تعرّض الأطباء لحوادث السيارات هي أكبر بكثير من المتوسط العام بسبب أنهم غالباً يكونون أثناء القيادة في حالة نعاس وإعياء شديدين بعد العمل لساعات تفوق قدرة الدماغ على البقاء متيقظاً، ودراسات أخرى رصدت أن الأطباء يعانون من المشاكل العائلية والطلاق والمشاكل الاجتماعية أكثر من غيرهم بسبب أن دوامهم المطول وإرهاقهم الدائم يحرمهم من القدرة على قضاء وقت مع العائلة والوفاء بالواجبات الزوجية والاجتماعية، وهناك دراسات بيّنت أن قوة وعمق العلاقات والتفاعلات العائلية يمكن أن يحيد أثر التوتر في العمل على صحة الإنسان ويقيه بالتالي من أمراض القلب والشرايين الناتجة عن ضغوط العمل، ولذا حرمان الأطباء من الحياة العائلية يعني أنه لا يوجد ما يحيد أثر التوتر الذي يعانون منه بسبب عملهم، وحسب دراسة لكلية الطب بجامعة جونز هوبكينز الأمريكية؛ الأخطاء الطبية السبب الثالث للوفيات بأمريكا، ولذا عندما يتم الحديث عن مصلحة المرضى ويتم الزعم أن تمديد ساعات عمل الأطباء هو لمصلحة المرضى فالدراسات تنفي صحة هذا الزعم، فالسبب الرئيسي للأخطاء الطبية هو نعاس وإعياء الأطباء من طول ساعات عملهم، ففرض ساعات عمل مطولة على الأطباء يفوق قدرة الدماغ على العمل بكفاءة ونتيجته موت الأطباء والمرضى، وهناك ست دراسات سعودية أثبتت التأثير السلبي لطول ساعات عمل الأطباء على صحتهم وكفاءة رعايتهم للمرضى، وحسب دراسة لكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز 25% من الأطباء ناموا أقل من ساعتين خلال مناوبة 24 ساعة مع إيقاظهم بشكل متكرر ونتج عنه كثرة تعرّضهم لحوادث السيارات. وبدراسة لمايو كلينك أظهرت أن كل زيادة بوحدة نعاس الأطباء أدّت لزيادة 10% بالأخطاء الطبية، والمنطق السليم يقول؛ ساعات عمل الأطباء يجب أن تكون أقل من المهن الأخرى بسبب الضغوطات التي يتعرّض لها الأطباء والحاجة لأن تكون أدمغتهم بحالة تيقظ كامل طوال فترة دوامهم، وليست هناك قلة بأعداد الأطباء بل توجد بطالة للأطباء.

أخبار ذات صلة

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا