عرب وعالم / السعودية / عكاظ

سردية ضد + شيك = ضرب العقد الاجتماعي

في عالم السياسة والإعلام لا شيء يمرّ صدفةً، كل خطاب، كل تغريدة، كل تصريح، يحمل خلفه حسابات دقيقة. وحين نضع المعادلة التي تقول: «سردية ضد + شيك = ضرب العقد الاجتماعي » تحت المجهر، سنكتشف أن وراءها منظومة كاملة من الأدوات والوسائل التي تُدار في الخفاء لاستهداف تماسك الداخل السعودي.

السردية ليست مجرد أداة إعلامية أو حيلة لغوية؛ السردية كلمة جامعة تختزل وراءها أموالاً وخططاً وأجندات ومهام وأنشطة ومشاريع وبرامج تدريب، وغير ذلك من الوسائل التي تُدار كحملة متكاملة.

أي أن «السردية» حين تُطلق ضد دولة بحجم السعودية، فهي ليست جملة عابرة، بل مشروع كامل يراد به ضرب صورة الدولة وإضعاف ثقة المواطن.

وحين تُبنى هذه السردية على أسس عاطفية أو شعارات براقة، فإنها تستدرج من لا يملك أدوات التحقق إلى مربع التشكيك.

لكن السردية وحدها لا تكفي، فالدعاية تحتاج إلى تمويل.. وهنا يأتي دور «الشيك»؛ أي المال السياسي والإعلامي الذي يموّل المنصات والكتّاب والمغردين، ويضمن استمرار إنتاج المحتوى المعادي.

المال لا يشتري الأفكار فحسب، بل يشتري أيضاً «الأصوات» و«التوقيت» و«المنصات»، ليصبح التضليل صناعة كاملة.

العقد الاجتماعي السعودي قائم على البيعة، وبلا شك هو معادلة واضحة: الدولة توفر الأمن والاستقرار والنهضة، والمواطن يمنح الولاء والدعم والثقة. هذه المعادلة الفريدة هي التي جعلت السعودية صامدة أمام أعتى الأزمات. وحين يُراد ضرب هذا العقد، فإن السردية الممولة بالشيكات تصبح وسيلة رئيسية؛ لأنها تسعى لخلخلة الثقة بين المواطن والدولة.

الأبعاد الخفية لهذه المعادلة:

1- التوقيت: الحملات غالباً تأتي متزامنة مع إنجازات أو قرارات كبرى؛ بهدف حرف الأنظار من النجاحات إلى نقاشات جانبية.

2- التوزيع الجغرافي: غالبية الأصوات المحرّضة ليست من الداخل السعودي، بل من خارج الحدود، ما يكشف عن بعد خارجي يحاول التدخل في معادلة الداخل.

3- اللعب على العواطف: التركيز على قضايا حساسة (دينية، اجتماعية، اقتصادية)؛ لتوليد انفعالات قد تضعف ثقة المواطن بمؤسساته.

4- التضخيم الرقمي: استخدام آلاف الحسابات الوهمية لتكبير حجم السردية حتى تبدو كأنها رأي عام حقيقي.

قوة الدولة السعودية أنها تفهم هذه الألعاب جيداً، المواجهة لا تكون فقط بالرد الإعلامي، بل بتعزيز الإنجازات على الأرض، وتكثيف التواصل المباشر بين القيادة والشعب، ودعم الشفافية الوطنية بمشاريع ملموسة.

المواطن، بدوره، يدرك أن العقد الاجتماعي ليس نصاً مكتوباً، بل تجربة حيّة عاشها جيلاً بعد جيل، ولا يمكن لسرديات مدفوعة أن تزعزعه.

المعادلة التي تبدو بسيطة: (سردية + شيك)، تحمل في طياتها مشروعاً أكبر يهدف لضرب الثقة السعودية السعودية.

لكن ما يغيب عن صانعي تلك المعادلات أن المملكة تمتلك معادلة أقوى وأبقى: (قيادة + شعب + مشروع وطني = حصانة مطلقة ضد أي سردية مدفوعة).

أخبار ذات صلة

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا