عرب وعالم / السعودية / عكاظ

كهف قديم يكشف أول جريمة مروعة قبل 5700 عام في إسبانيا

أعلن باحثون في معهد كتالونيا لعلم القديمة وتطور الإنسان، عن واحدة من أكثر الاكتشافات العلمية إثارة للجدل هذا العام، حيث عثروا على دليل قاطع يثبت أول جريمة قتل موثقة في تاريخ إسبانيا، تعود أحداثها إلى أكثر من 4000 عام مضت، في العصر الحجري الحديث (النيوليثي).

وشمل الاكتشاف، الذي تم في كهف إل ميرادور في جبال أتابويركا الشمالية، عن بقايا بشرية لـ11 فردًا على الأقل، تعرضوا للقتل والأكل من قبل مجموعة أخرى، ما يشير إلى ممارسة «الكانيباليزم الحربي» كوسيلة للقضاء النهائي على الأعداء.

ووفقًا للدراسة المنشورة في مجلة «Scientific Reports»، تم العثور على أكثر من 650 قطعة عظمية بشرية تعود إلى نحو 5700 عام مضت (أي نحو 3700 قبل الميلاد)، تشمل أربعة بالغين، اثنين من الشباب، وثلاثة أطفال تحت سن السابعة، بالإضافة إلى فردين آخرين غير محددي العمر.

وأظهرت العظام علامات واضحة على الذبح، مثل الشقوق الناتجة عن أدوات حجرية، والكسور لاستخراج النخاع، والحروق الناتجة عن الغليان، والأسنان البشرية المطبوعة عليها، ما يؤكد أن هذه الأفراد – ربما عائلة نووية أو ممتدة – قُتلوا في حدث واحد قصير المدة، ربما خلال أيام قليلة، ثم أُكلوا كجزء من صراع قبلي.

وقال فرانسيسك مارغينيداس، أحد الباحثين الرئيسيين في معهد كتالونيا لعلم البيئة القديمة وجامعة روفيرا إي فيجيلي: «هذا لم يكن ًا جنائزيًا أو رد فعل على مجاعة، بل كان كانيباليزمًا حربيًا يهدف إلى الإبادة النهائية للأعداء، ما يعكس الصراعات العنيفة في نهاية العصر النيوليثي».

وأثار الاكتشاف جدلاً واسعًا بين العلماء، حيث يُعتبر أول دليل قاطع على جريمة قتل جماعي موثقة في إسبانيا، ويُضيف إلى أدلة متزايدة على انتشار الكانيباليزم في أوروبا خلال الانتقال من الصيد إلى الزراعة.

وأكد أنطونيو رودريغيز-هيدالغو، عالم آثار في معهد كتالونيا، أن «الصراعات والاستراتيجيات لإدارتها جزء من الطبيعة البشرية، وحتى في المجتمعات الصغيرة غير الطبقية، يمكن أن تحدث حلقات عنف تؤدي إلى أكل الأعداء»، لم يتم العثور على إصابات قاتلة مباشرة على العظام، لكن العلماء يؤكدون أن ذلك لا ينفي القتل، حيث لا تترك العديد من الإصابات القاتلة آثارًا على العظام.

كما أن الكهف تحول من مكان لتربية الماشية إلى موقع جنائزي في العصر النحاسي اللاحق، ما يشير إلى تغيير جذري في الاستخدام بعد الحدث العنيف.

ويعد هذا الاكتشاف جزءًا من مشروع أتابويركا الذي يديره معهد كتالونيا بالتعاون مع مراكز بحثية أخرى، وهو يعزز فهم التحولات الاجتماعية في شبه الجزيرة الإيبيرية خلال النيوليثي، حيث أدت الزراعة إلى الاستقرار السكاني والمنافسات على الموارد.

أخبار ذات صلة

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا