المشهد الذي تكرر مراراً منذ أشهر عاد هذه المرة محملاً برسائل سياسية واضحة، إذ تسعى إسرائيل إلى تكريس معادلة جديدة على الحدود، في ظل احتدام المواجهات في أكثر من ساحة إقليمية، من غزة وسورية وصولاً إلى التوتر المتجدد مع إيران، وما يرافق ذلك من تهديدات بتوسيع رقعة الضربات نحو العراق.
تجدد الغارات
الغارات الإسرائيلية الأخيرة، جاءت في توقيت حساس يعكس ارتباط الميدان اللبناني مباشرة بالسياقات الإقليمية والدولية، وهذا المناخ المتفجر يضع لبنان في صلب حسابات الحرب.من الناحية الداخلية، لا يمكن عزل هذا التصعيد عن الضغوط الأمريكية – الإسرائيلية المستمرة على الدولة اللبنانية، فالغارات تأتي عشية وصول الموفدة الأمريكية مورغان أورتاغوس إلى بيروت، في مهمة تتركز على مراقبة تنفيذ خطة الجيش اللبناني جنوب الليطاني ومناقشة آليات متابعة القرار 1701، لكن هذه المهمة تصطدم بموقف لبنان الرسمي المتمسك بالسيادة وبتحميل إسرائيل مسؤولية استمرار الخروقات واحتلال أراضٍ لبنانية، وهو الموقف الذي جدد الرؤساء الثلاثة تأكيده، سواء في قمة الدوحة الأخيرة أو في التحضيرات لكلمة لبنان أمام الأمم المتحدة.
لقاء عون وسلام
وفي السياق، عقد صباح اليوم (الجمعة)، اجتماع في بيروت بين قائد الجيش العماد جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، جرى خلاله عرض التطورات الأمنية في ضوء الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على الجنوب والبقاع.الاجتماع يأتي فيما يسود قلق داخلي من احتمال اتساع رقعة الغارات وتكرار الإنذارات للسكان، ما يضاعف المخاطر الإنسانية على الأهالي ويزيد الضغط على الأجهزة الرسمية والعسكرية.
من جهتها، أصدرت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) بياناً شديد اللهجة، اعتبرت فيه أن الغارات الجوية التي استهدفت مناطق في جنوب لبنان الليلة الماضية تشكّل «انتهاكاً واضحاً وصريحاً» للقرار 1701 وتهديداً مباشراً للاستقرار الهش الذي تحقق منذ نوفمبر الماضي.
«اليونفيل» يندد
وقالت إن هذه الاعتداءات «تقوّض ثقة المدنيين في إمكانية التوصل إلى حل سلمي للنزاع»، مشيرة إلى أن بعض وحداتها، لا سيما في منطقة دير كيفا قرب برج قلاوية، اضطرت إلى الانتقال إلى أماكن آمنة بعدما «عرّضت الغارات حياة الجنود اللبنانيين وعناصر حفظ السلام والمدنيين للخطر».وأضاف البيان أن قوات حفظ السلام «تواصل تقديم الدعم لكلا الطرفين لضمان تنفيذ القرار 1701»، داعية الجيش الإسرائيلي إلى التوقف الفوري عن شن أي غارات جديدة والالتزام بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية.
وختمت اليونيفيل بالتشديد على أن «استمرار التصعيد يشكّل تهديداً للتقدم المحقق في جهود استعادة الاستقرار»، داعية جميع الأطراف إلى الالتزام الكامل بأحكام القرار 1701 وتفاهم وقف الأعمال العدائية، باعتبارهما الإطارين الوحيدين الكفيلين بمنع انزلاق الوضع إلى مواجهة أوسع.
أخبار ذات صلة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.