30 سبتمبر 2025, 5:53 مساءً
في إحدى غرف مستشفى الولادة والأطفال بمدينة الملك سلمان الطبية بالمدينة المنورة، جلست سنام، الأم الباكستانية الشابة، تحتضن رضيعها الصغير للمرة الأولى بعد فراق صعب. فقد شاءت الأقدار أن يأتي قدومه إلى العالم مبكرًا، في الأسبوع الثلاثين فقط، كخديج صغير يحتاج إلى رعاية خاصة. كانت تنظر إلى جسده الضئيل داخل الحاضنة، محاطًا بالأسلاك والأجهزة، لكن عينيها لم ترَ سوى قوة إرادة هائلة تنبض داخله.
همس الطبيب مطمئنًا: "سيكون ولدك معنا بضعة أسابيع حتى يكتمل نموه، هو الآن في أيدٍ أمينة، نحن هنا لرعايته كما لو كان طفلنا." شعرت سنام بثقة عميقة، لكن القرار كان مؤلمًا، إذ اضطرت للعودة إلى باكستان لرعاية أطفالها الآخرين، تاركة قلبها معلقًا بتلك الحاضنة التي تضج بأصوات الأجهزة والأنفاس الصغيرة.
أصبحت المكالمات الأسبوعية من المستشفى منبع طمأنينتها، لم تكن مجرد تقارير طبية جافة، بل رسائل أمل: "طفلك يزداد وزنًا اليوم"، "ابنك تنفس اليوم دون مساعدة لفترة أطول"، "طفلك يبدو أكثر قوة." كل كلمة كانت لبنة في بناء صبرها وإصرارها.
في باكستان، كانت سنام تحتفل بكل تقدم صغير وكأنه عيد، واثقة أن الرعاية التي يتلقاها ابنها هي بذور خير ستثمر قريبًا طفلًا معافى. وجاء اليوم المنتظر، حين تلقت الاتصال الحاسم: "ولدك جاهز للعودة إلى حضنك يا سيدة نور، لقد أصبح مستعدًا لرحلة الحياة." لم تتردد لحظة، حجزت تذكرتها وعادت إلى حيث تركت جزءًا من قلبها.
دخلت غرفة الأطفال، فلم ترَ الحاضنة والأسلاك، بل رأت طفلها بعينيه الصغيرتين تنظران إليها بفضول. احتضنته هذه المرة بإحساس مختلف، وامتلأ المكان بدموع الفرح والشكر. شكرت سنام كل طبيب وممرضة، وكانت نظراتهم تقول: "لقد أوفينا الوعد." لم تكن مجرد رعاية طبية، بل رسالة إنسانية نقية.
غادرت سنام ومعها طفلها إلى باكستان، لا تحملان أمتعة فحسب، بل قصة ملهمة عن الثقة التي تهزم الخوف، والأمل الذي ينتصر على الألم، والرعاية التي تختصر المسافات. لقد كانت رحلتهما معجزة صغيرة، تذكرنا أن الحياة، حتى في أصعب لحظاتها، تبقى نبعًا لا ينضب من الأمل.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.