عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

قراءة في العقل ..كيف هندس ترامب صفقة غزة ؟

تم النشر في: 

08 أكتوبر 2025, 11:00 صباحاً

بعد عامين تنفست غزة فيها الصعداء مع الاعلان عن اتفاق بين حماس واسرائيل، ليكسردوامه الحرب التي عانتها غزة ،انتهت المعارك فجأة، وبدأت مرحلة جديدة تنطلق فيها الأسئلة ماذا حدث؟ وكيف التقت الخصوم على طاولة واحدة ؟الإجابة لا تكمن في نصوص الاتفاق بقدر ما تكمن في الطريقة التي أديرت بها اللعبة .

فالرئيس الأمريكي ترامب لم يتعامل مع غزة كملف سياسي فقط ، بل كمعادلة اقليمية أعاد ترتيب أطرافها بمهارة تفاوضية غير تقليدية أعادت الى ذهني ما تعلمته في هارفارد حول منهج (التفاوض ثلاثي الأبعاد ) حيث أعاد رسم الخريطة قبل أن يبدأ الحوار مؤكدا أن النجاح يبدأ حين تغيرشروط اللعبة لا حين ترفع الصوت داخلها .

فمنذ البداية أدرك ترامب أن الحل لن يولد من داخل الطاولة بل من حولها،فتح قنواته مع قطروتركيا ونجح في تحييد روسيا،ومنح موقع الشريك السياسي،فيما أسند الى مسؤولية الضمان الأمني ،بينما أبقى للكويت موقعها المتوازن في الدعم الانساني والدبلوماسي .

أعاد ترامب الثقة مع قطر حين انتزع من اسرائيل لأول مرة اعتذارا دبلوماسيا الى الدوحة ،في خطوة نادرة الحدوث ولكنها أعادت تعريف لغة التواصل في المنطقة ،وأقر بأن أمن قطر هي مسؤولية أمريكية لأنها برعت في دور الوساطة السلمية التي قامت بها وفتحت باب الحوار من خلالها .

أما في السعودية فكان عليه أن يلعبها بوقة لم يمنحها لأحد من قبلها، وهو ادراج مشروع "حل الدولتين" ضمن بنود الصفقة كأفق سياسي نهائي لتصبح شريك في صناعة القرار ،لتفتح مشروع اعادة .

ولأن ترامب يعرف أن اي اتفاق لا يمكن أن يمر دون مصر وهي الدولة التي تملك حدودا مع غزة ولها خبرة واسعة في الإشراف الأمني وتنسيق الترتيبات الأمنية لتكون العمود الأمني لهذه الصفقة .

فيما واصلت أداء دورها الدبلوماسي الإنساني المتزن وسط اشتباكات المصالح .

بهذه المنظومة من الأدوار نجح ترامب في خلق واقع جديد، كل طرف بات يدرك أن كلفة الرفض أعلى من ثمن القبول،فحماس أنهكتها الحرب واسرائيل وصلت الى حدود طاقتها ،والدول العربية رأت أن الاستقرار اليوم أهم من الخطابات القديمة ،حينها أصبحت "نعم" ممكنة، لا لأن أحدا غير قناعاته ،بل لأن الجميع تغير واقعه، والنتيجة هي اتفاقا يعيد توزيع الأدوارلا الحدود .

تحولت "حماس" من فصيل مقاتل الى لاعب سياسي، فيما أخذت السعودية زمام المبادرة والثقل ، ورسخت قطر موقعها كوسيط شرعي ،فيما كسبت مصر هدوء حدودها ، بينما بقيت الكويت صوتا انسانيا متزنا.

في لم تكن خطة ترامب معجزة بل قراءة صحيحة للحظة نضجت فيها كل الأطراف على طاولة واحدة ،لقد فاوض من خارج الطاولة وصاغ اتفاقا يعكس مبدأ بسيطا ،"لا أحد ينتصرفي الحرب،لكن الجميع يستطيع أن يوقف نزف الخسارة "

ولذلك ستبقى صفقة غزة ، بما لها وما عليها، نقطة تحول في أدارة الصراع والمفاوضات اكثر منها حدثا عابرا في تاريخ الشرق الأوسط.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا