يمكن القول إن أحداث غزة الأخيرة (في عام 2023 وما تلاها) أدت إلى فضح جوانب من نفوذ اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، ليس بسبب ضعف اللوبي نفسه، بل بسبب حدة ووضوح المواقف الأمريكية الرسمية في ظل المأساة الإنسانية، مما أدّى إلى تصدعات وانقسامات غير مسبوقة في الرأي العام الأمريكي والسياسي.
تجلت عملية «الفضح» أو الكشف عن تأثير اللوبي في عدة جوانب:
1- الكشف عن قوة الضغط المالي والسياسي
الكشف عن التمويل: زادت التقارير التي تكشف عن حجم التمويل الذي يقدمه اللوبي (مثل لجان العمل السياسي التابعة لـ AIPAC وغيرها) لأعضاء الكونجرس. هذا ربط بشكل أكثر وضوحاً بين الدعم العسكري والسياسي غير المشروط لإسرائيل والأموال التي يتلقاها السياسيون.
عزل الأصوات المعارضة: سُلط الضوء على جهود اللوبي لإسقاط أو تهميش السياسيين الذين ينتقدون إسرائيل أو يطالبون بوقف إطلاق النار أو ربط المساعدات بضوابط، مما كشف عن استخدامه المكثف للقوة الانتخابية والمالية لإخماد أي معارضة داخل الكونغرس.
2- تآكل الإجماع التقليدي في الرأي العام
صدمة الصور: ساهم النقل المباشر والمكثف للصور والمقاطع من غزة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام البديل (بعيداً عن سيطرة الإعلام التقليدي) في تغيير الرأي العام، خاصة بين الشباب (جيل الألفية والجيل Z ) والناخبين الديمقراطيين.
تراجع التعاطف: أظهرت استطلاعات الرأي تراجعاً حاداً في تأييد الأمريكيين، لا سيما الليبراليين، للسياسات الإسرائيلية، وزيادة التعاطف مع الفلسطينيين. هذا يشير إلى أن الجهود الإعلامية للوبي لإبقاء صورة إسرائيل كـ «الضحية» أو «الحليف الديمقراطي الوحيد» قد بدأت تفقد فعاليتها لدى قطاعات واسعة من الجمهور.
الخلاف داخل المجتمع اليهودي: ظهرت أصوات يهودية أمريكية معارضة وناقدة للسياسات الإسرائيلية ودور اللوبي التقليدي مثل AIPAC، مما أظهر أن اللوبي لا يمثل جميع اليهود الأمريكيين، وزاد من تشتيت رسالته.
3- انقسام داخلي في الساحة السياسية
انقسام الديمقراطيين: تفكك الإجماع التقليدي الداعم لإسرائيل داخل الحزب الديمقراطي. حيث بدأت مجموعة من الأعضاء التقدّميين في الكونغرس (مثل «السكواد») بالجهر بالانتقادات، وتزايد عدد المصوّتين ضد المساعدات غير المشروطة.
انتقادات غير مسبوقة: ظهرت انتقادات علنية غير مألوفة من شخصيات بارزة في القيادة الأمريكية، مثل زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، الذي انتقد علناً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ودعا إلى انتخابات إسرائيلية جديدة. كما أعرب الرئيس السابق دونالد ترامب عن اعتقاده بأن إسرائيل «تفقد السيطرة على الكونغرس» بسبب الحرب.
إظهار الصلابة في دعم الإدارة: على الرغم من الضغط الشعبي، استمرت الإدارة الأمريكية ورئيسها في تقديم الدعم العسكري والسياسي المطلق لإسرائيل، متجاوزين الكونغرس في بعض الحالات، وهو ما اعتبره النقاد دليلاً على أن نفوذ اللوبي لا يزال هائلاً على المستويات التنفيذية العليا.
باختصار، لم تتمكّن أحداث غزة من «تدمير» اللوبي، لكنها كشفت بوضوح عن:
صلابته السياسية والمالية في حماية الدعم المطلق لإسرائيل داخل أروقة الحكم (الكونغرس والبيت الأبيض).
هشاشة روايته الإعلامية وتأثيره على الرأي العام، الذي بدأ يميل نحو التعاطف مع الفلسطينيين، خاصة بين جيل الشباب.
هناك كتابان حول موضوع تأثير اللوبي الإسرائيلي (أو الصهيوني) على السياسة الأمريكية الخارجية والداخلية.
الكتابان هما:
«اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية الخارجية» (The Israel Lobby and U.S. Foreign Policy):
المؤلفان: جون ميرشايمر وستيفن والت (John Mearsheimer and Stephen Walt)، وهما أستاذان بارزان في العلاقات الدولية.
يصف الكتاب اللوبي بأنه تحالف واسع من الأفراد والمنظمات التي تعمل بنشاط لتوجيه السياسة الأمريكية الخارجية باتجاه مؤيد لإسرائيل، ويركز على تأثيره السلبي على مصالح أمريكا (وإسرائيل نفسها في بعض الأحيان). أثار الكتاب جدلاً واسعاً عند صدوره.
وقبل ذلك كان الكتاب الأجرأ والأول «من يجرؤ على الكلام: الشعب والمؤسسات في مواجهة اللوبي الإسرائيلي» (They Dare to Speak Out: People and Institutions Confront Israel›s Lobby):
المؤلف: بول فيندلي (Paul Findley)، وهو عضو سابق في الكونجرس الأمريكي.
صدر الكتاب عام 1985، ويسلط الضوء على القوة والنفوذ الذي يتمتع به اللوبي الصهيوني وجماعات الضغط اليهودي داخل الولايات المتحدة، وكيف يؤثر على صنّاع القرار. يعرض فيندلي أمثلة على هذا التأثير، بما في ذلك تجربته الشخصية وكيف واجه اللوبي الإسرائيلي. ودفع الثمن سياسياً ورفضت معظم دور النشر طباعة الكتاب حتى تبنته دار نشر مغمورة،
كلاهما من الكتب المهمة التي تتناول موضوع اللوبي الموالي لإسرائيل في الولايات المتحدة وتحليله لدوره في تشكيل السياسة الأمريكية.
خاتمة المقال: أحداث غزة أحدثت انقساماً غير مسبوق في كتل سياسية متطرفة كانت تعرف بدعمها المطلق لإسرائيل ولكن اتضح لها أخيراً أن هذا الدعم بات غير أخلاقي ولا يمكن الدفاع عنه خصوصاً أنه على حساب مصالح الولايات المتحدة الأمريكية نفسها.
تجلت عملية «الفضح» أو الكشف عن تأثير اللوبي في عدة جوانب:
1- الكشف عن قوة الضغط المالي والسياسي
الكشف عن التمويل: زادت التقارير التي تكشف عن حجم التمويل الذي يقدمه اللوبي (مثل لجان العمل السياسي التابعة لـ AIPAC وغيرها) لأعضاء الكونجرس. هذا ربط بشكل أكثر وضوحاً بين الدعم العسكري والسياسي غير المشروط لإسرائيل والأموال التي يتلقاها السياسيون.
عزل الأصوات المعارضة: سُلط الضوء على جهود اللوبي لإسقاط أو تهميش السياسيين الذين ينتقدون إسرائيل أو يطالبون بوقف إطلاق النار أو ربط المساعدات بضوابط، مما كشف عن استخدامه المكثف للقوة الانتخابية والمالية لإخماد أي معارضة داخل الكونغرس.
2- تآكل الإجماع التقليدي في الرأي العام
صدمة الصور: ساهم النقل المباشر والمكثف للصور والمقاطع من غزة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام البديل (بعيداً عن سيطرة الإعلام التقليدي) في تغيير الرأي العام، خاصة بين الشباب (جيل الألفية والجيل Z ) والناخبين الديمقراطيين.
تراجع التعاطف: أظهرت استطلاعات الرأي تراجعاً حاداً في تأييد الأمريكيين، لا سيما الليبراليين، للسياسات الإسرائيلية، وزيادة التعاطف مع الفلسطينيين. هذا يشير إلى أن الجهود الإعلامية للوبي لإبقاء صورة إسرائيل كـ «الضحية» أو «الحليف الديمقراطي الوحيد» قد بدأت تفقد فعاليتها لدى قطاعات واسعة من الجمهور.
الخلاف داخل المجتمع اليهودي: ظهرت أصوات يهودية أمريكية معارضة وناقدة للسياسات الإسرائيلية ودور اللوبي التقليدي مثل AIPAC، مما أظهر أن اللوبي لا يمثل جميع اليهود الأمريكيين، وزاد من تشتيت رسالته.
3- انقسام داخلي في الساحة السياسية
انقسام الديمقراطيين: تفكك الإجماع التقليدي الداعم لإسرائيل داخل الحزب الديمقراطي. حيث بدأت مجموعة من الأعضاء التقدّميين في الكونغرس (مثل «السكواد») بالجهر بالانتقادات، وتزايد عدد المصوّتين ضد المساعدات غير المشروطة.
انتقادات غير مسبوقة: ظهرت انتقادات علنية غير مألوفة من شخصيات بارزة في القيادة الأمريكية، مثل زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، الذي انتقد علناً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ودعا إلى انتخابات إسرائيلية جديدة. كما أعرب الرئيس السابق دونالد ترامب عن اعتقاده بأن إسرائيل «تفقد السيطرة على الكونغرس» بسبب الحرب.
إظهار الصلابة في دعم الإدارة: على الرغم من الضغط الشعبي، استمرت الإدارة الأمريكية ورئيسها في تقديم الدعم العسكري والسياسي المطلق لإسرائيل، متجاوزين الكونغرس في بعض الحالات، وهو ما اعتبره النقاد دليلاً على أن نفوذ اللوبي لا يزال هائلاً على المستويات التنفيذية العليا.
باختصار، لم تتمكّن أحداث غزة من «تدمير» اللوبي، لكنها كشفت بوضوح عن:
صلابته السياسية والمالية في حماية الدعم المطلق لإسرائيل داخل أروقة الحكم (الكونغرس والبيت الأبيض).
هشاشة روايته الإعلامية وتأثيره على الرأي العام، الذي بدأ يميل نحو التعاطف مع الفلسطينيين، خاصة بين جيل الشباب.
هناك كتابان حول موضوع تأثير اللوبي الإسرائيلي (أو الصهيوني) على السياسة الأمريكية الخارجية والداخلية.
الكتابان هما:
«اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية الخارجية» (The Israel Lobby and U.S. Foreign Policy):
المؤلفان: جون ميرشايمر وستيفن والت (John Mearsheimer and Stephen Walt)، وهما أستاذان بارزان في العلاقات الدولية.
يصف الكتاب اللوبي بأنه تحالف واسع من الأفراد والمنظمات التي تعمل بنشاط لتوجيه السياسة الأمريكية الخارجية باتجاه مؤيد لإسرائيل، ويركز على تأثيره السلبي على مصالح أمريكا (وإسرائيل نفسها في بعض الأحيان). أثار الكتاب جدلاً واسعاً عند صدوره.
وقبل ذلك كان الكتاب الأجرأ والأول «من يجرؤ على الكلام: الشعب والمؤسسات في مواجهة اللوبي الإسرائيلي» (They Dare to Speak Out: People and Institutions Confront Israel›s Lobby):
المؤلف: بول فيندلي (Paul Findley)، وهو عضو سابق في الكونجرس الأمريكي.
صدر الكتاب عام 1985، ويسلط الضوء على القوة والنفوذ الذي يتمتع به اللوبي الصهيوني وجماعات الضغط اليهودي داخل الولايات المتحدة، وكيف يؤثر على صنّاع القرار. يعرض فيندلي أمثلة على هذا التأثير، بما في ذلك تجربته الشخصية وكيف واجه اللوبي الإسرائيلي. ودفع الثمن سياسياً ورفضت معظم دور النشر طباعة الكتاب حتى تبنته دار نشر مغمورة،
كلاهما من الكتب المهمة التي تتناول موضوع اللوبي الموالي لإسرائيل في الولايات المتحدة وتحليله لدوره في تشكيل السياسة الأمريكية.
خاتمة المقال: أحداث غزة أحدثت انقساماً غير مسبوق في كتل سياسية متطرفة كانت تعرف بدعمها المطلق لإسرائيل ولكن اتضح لها أخيراً أن هذا الدعم بات غير أخلاقي ولا يمكن الدفاع عنه خصوصاً أنه على حساب مصالح الولايات المتحدة الأمريكية نفسها.
أخبار ذات صلة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.